اسرائيل تحرق  شاباس
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

اسرائيل تحرق " شاباس" ؟!

 فلسطين اليوم -

اسرائيل تحرق  شاباس

د. يوسف رزقة

في زحمة الحراك الإعلامي الضخم الناتج عن إعدام تنظيم الدولة لمعاذ الكساسبة حرقا، ومحاولة كل الأطراف استثمار الحدث، وتداعياته، لضرب المنطقة، وهدم كل ما هو نبيل فيها، غابت عن وسائل الإعلام استقالة بروفيسور ( وليام شاباس) الكندي ، رئيس لحنة تقصي الحقائق الأممية في جرائم الاحتلال التي ارتكبتها ( إسرائيل) في عدوانها الأخير على قطاع غزة ، في حرب ( الجرف الصامد) التي امتدت إلى واحد خمسين يوما، تولدت عنها جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وربما جرائم إبادة عنصرية أيضا. 
لقد سجلت الاستقالة غيابا ملحوظا في الإعلام العربي، والدولي، وحتى في الإعلام الفلسطيني، وحل في مكانها تنظيم الدولة، وردود الأردن، واستنكار العالم لعملية الحرق، كأداة للإعدام. ولم تناقش وسائل الإعلام أسباب الاستقالة ، ودور دولة الاحتلال، ومراكز الضغط الصهيوني في إجبار ( شاباس) على الاستقالة؟! لقد نجت دولة الاحتلال من ردود الأفعال الإعلامية، وحققت ما تريد في ضرب لجنة تقصي الحقائق الأممية في قلبها، وعرقلة دورها في تقصي الحقيقة، التي تدين قادة دولة الاحتلال لا محالة٠ 
تنظيم الدولة أحرق الكساسبة، بينما أحرقت دولة الاحتلال والعدوان ( شاباس) إحراقا معنويا، في محاولة منها لقتل مهمته ومهمة لجنته القانونية والإنسانية باتهامه بأنه مؤيد للحق الفلسطيني؟! لم يتحمل شاباس الضغط الهائل الذي قام به اللوبي الصهيوني، مما اضطره إلى الاستقالة؟! 
إسرائيل دولة الاحتلال الغاشم ، أحرقت غزة بست أضعاف القنبلة النووية التي ألقيت على مدن يابانية، واستخدمت الفسفور الأبيض لحرق المدنيين وممتلكاتهم، ومع ذلك لم يتناولها الإعلام بالحديث كدولة ظالمة مشرّعة لقتل المدنيين حرقا بالنار، وهم جائعين، وخائفين، بلا مبررات عسكرية، أو أمنية معتبرة بمناسبة إحراق الكساسبة ؟!. والمذهل أن دولة العدوان تستنكر الحرق الآن؟! وكأنها حمل وديع لم يحرق البيوت بما فيها من السكان؟!، وكأن صوريخها الحارقة لم تحرق جثث مَن اغتالهم طيرانها حرقا كاملا، بينما تفضح صور الجثث المتفحمة إسرائيل ، وتدينها بجرائم حرق الأبرياء، لإحداث الرعب والإخافة؟!
حرق الأحياء بالبنزين والنار مستنكر، في عالم أميركا واسرائيل، وحرقهم بالنابلم، والفيسفور، واليورانيوم المنضب، ليس مستنكرا ولا مستهجنا؟! لأن العالم ظالم و لا يرى جرائم الدول القوية. 
إن أول من حرق الأحياء بالنار في عصرنا الحديث كان هتلر، ثم اسرائيل، ثم أفريقيا الوسطى، ثم السيسي، ثم تنظيم الدولة؟!! وجميعهم انطلق من استراتيجية طلب الملك والنصر بالرعب، والإخافة؟!
إن شعب فلسطيني يحترق منذ عام ١٩٤٨م، وحتى تاريخه، ولم تسجل دول الاتحاد الأوربي، وأميركا، ودولا عربية مهمة، موقفا أخلاقيا، لإيقاف الأيدي الآثمة التي تحرقه، وتحرق أطفاله، ونساءه، بكل وسائل الحرق المؤلمة، على مرأى ومسمع من العالم. وفوق حرق الفلسطيني المستمر، تحرق ( اسرائيل ) اليوم لجنة (شاباس ) لتمنعها من أداء دورها في تقصي الحقائق، وتطالب بالغاء كل ما كتبته اللجنة الأممية ؟!
شاباس وحده هو من ردّ على نيتنياهو وليبرمان بقوله:( إن تصريحات الاثنين وقحة، وإن التحقيق مستمر في جرائمهم التي ارتكبوها، في غزة والضفة من أجل الكشف والوصول للحق والعدالة).
وفي الختام أقول : لا يطفئ نار إحراق الأحياء غير العدل. وطالما كان العدل مفقودا، فإن حرق الأحياء باق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اسرائيل تحرق  شاباس اسرائيل تحرق  شاباس



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday