استقلال على غير مثال
آخر تحديث GMT 18:14:58
 فلسطين اليوم -

استقلال على غير مثال

 فلسطين اليوم -

استقلال على غير مثال

د. يوسف رزقة

بالأمس السبت ١٥/١١/٢٠١٤ أصاب الموظفون في الوظيفة العمومية، وفي الجامعات، والمعاهد، والكليات، والمدارس، إجازة من العمل بمناسبة عيد استقلال فلسطين. لا يعرف أبناء فلسطين علامة على الاستقلال هذا غير هذه الإجازة ؟! لا توجد احتفالات وطنية بهذه المناسبة، ولا يلقى رئيس المستقلين خطابا جامعا فيها، ولا يستعرض وحدات من الجيش الوطني، ولا يتلقى برقيات تهنئه بالمناسبة من الملوك والأمراء والرؤساء في العالم، ولا تدعو سفارات فلسطين المستقلة نظيراتها في العواصم المختلفة للاحتفال معا في هذا اليوم ؟! لا وجود لهذه المراسم المعروفة في العالم، ولا لغيرها أيضا؟!
حين تغيب العلامات الدالة على الاستقلال، وتغيب المراسم التي اعتادت عليها الدول المستقلة، يجدر بالفلسطيني الذي أصاب إجازة أن يسأل أفراد أسرته وجيرانه، والعلماء، والقادة، والمفتين، عن ماهية هذا الاستقلال، وهل هو كيوم استقلال الدول في أسيا،وأفريقيا، وأوربا، وأميركا، أم أن استقلال فلسطين ليس له مثال في العالم؟! دول العالم تستقل من الاحتلال والاستعمار في الواقع، وفي الميدان، وفلسطين تستقل على الورق، وتعبّر عن استقلالها الورقي بإجازة للموظفين، ليس إلا؟! إنه استقلال فريد؟!
إننا في فلسطين المستقلة (ورقا)، القابعة تحت الاحتلال ( فعلا )، ليس لنا شبيه ولا مثال في العالم، لا في الأولين ولا في الآخرين؟! ربما لأن قادتنا يحلمون.. ويحلمون..، بعد أن فارقوا الواقع، والحقيقة، للأسف، وسكنوا الأوراق و الدفاتر، وباعوا الوهم للشعب؟! وربما لأن الشعب هو المخطئ لأنه بمعزل عن الحكم والمراقبة والمحاسبة ؟! 
المهم ، إنه ليس في سجل الأمم المتحدة،أو غيرها من السجلات العالمية ،تحديدا ليوم استقلال فلسطيني، أو اعترافا بيوم الاستقلال ، لأن فلسطين لم تستقل أصلا، ولم تتقدم بأوراق استقلالها إلى الأمم المتحدة لتنال عضوية الدولة المستقلة، وما زالت مراقبا يناضل من أجل استقلال قادم . 
إن فلسطين التي حصلت قبل أشهر على عضوية مراقب في الأمم المتحدة، لا تملك أن تكتب على أوراقها الرسمية إسم دولة فلسطين، لأن الجانب الإسرائيلي، والأميركي، والأوربي، لا يستقبل هذه الأوراق؟! لذا فهي تواصل استخدام اسم السلطة الفلسطينية. وحين سألتُ نبيل شعث عن مغزى دولة مراقب، ونحن تحت الاحتلال ؟! قال: ننتقل من سلطة تحت الاحتلال، إلى دولة تحت الاحتلال، دون أن يبين الفوائد العملية لهذا الانتقال الرمزي؟!
إننا يا سادة مبدعون، أو مخطئون، حين نوهم أنفسنا، وأبناءنا، أننا مستقلون، منذ إعلان الاستقلال في عام ١٩٨٨، بينما ينتشر الاحتلال في كل مدينة، وقرية، وشارع، وزقاق، من أرضنا المستقلة على الورق مع وقف التنفيذ. 
نحن نتمتع بالإجازة، وبالوهم ، وننسى أن رئيس سلطتنا، أسف، رئيس من منحنا إجازة بمناسبة يوم الاستقلال ( الورقي) يطلب إذن السفر، والمرور بالمعابر من مكتب الارتباط الإسرائيلي؟! وهذه من العلامات الكبرى لا على قيام الساعة، بل على الاستقلال الفريد في العالم. إن بلادنا في القدس والضفة فقدت هويتها وطبيعتها بالاستيطان الذي التهم أهم أراضيها وشوارعها، لأن استقلالنا لا يرد طالب حاجة، ولا مستوطن؟! . نحن في دولة مستقلة، ونطلب إذنا للصلاة في الأقصى، ونطلب تصريحا للمرور من المعبر؟! نحن في كل يوم نتقدم في استقلالنا ، حتى بتنا في حاجة لتصريح من الخواجا لإدخال كيس إسمنت، وسيخ الحديد، لبناء نصب الاستقلال؟! . 
نعم نحن مستقلون رغم أنف الحاسدين، والرافضين، لأننا نملك ختما، وسجنا، ويوم إجازة ؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استقلال على غير مثال استقلال على غير مثال



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday