اتركوا البكاء فإن مخرجات الاستبداد تقسيم
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

اتركوا البكاء فإن مخرجات الاستبداد تقسيم

 فلسطين اليوم -

اتركوا البكاء فإن مخرجات الاستبداد تقسيم

بقلم: يوسف رزقة

نحن لا نعرف كثيرا عن نسب المكونات العرقية والطائفية في سوريا، ولكننا نعرف سوريا ونعرف أن كل من يسكن سوريا ويحمل هويتها هو مواطن سوري يتساوى مع غيره في الحقوق والواجبات، ونعرف أن الظلم الذي وقع على بعض الأقليات السورية عظيم، ولكنه لا يختلف عن الظلم الذي وقع وما زال يقع على الأغلبية، لأن الاستبداد لا يظلم بقانون العرقية، وإنما يظلم بطبيعته البنيوية المستبدة. 

يتذكر جيلنا أننا كنا بعد النكبة ننادي بوحدة الأمة العربية، وكان عبد الناصر رائدا في الدعوة إلى الوحدة العربية. لم تتحق الوحدة العربية البتة، وكلما دعا لها الداعون ازدادت الأمة العربية تفسخا وتمزقا، حتى يمكننا اليوم القول بأن حلم الوحدة تبخر. 

بعد أن تبخر حلم الوحدة، وحلم جمع العرب معا في مواجهة العدو الصهيوني، بتنا نحن العرب ننادي بضرورة المحافظة على وحدة العراق، ووحدة سوريا، ونحن نرى أنها ذاهبة بإرادة خارجية مشبوهة، وبجهل أبنائها وطوائفها وأعراقها نحو التقسيم .

في سوريا عقد( ٢٠٠ )شخصية مؤتمر ( الرميلان) في الحسكة ، حيث مثل المجتمعون (٣٠) حزبا من العرب والأكراد والأشوريين والشيشان والسريان، وأعلنوا عن تأسيس نظام فيدرالي في شمال سوريا يضم المناطق الخاضعة للقوات الكردية وهي ( كوباني عين العرب، والحسكة، وعفرين،؟! بينما أعلن (٧٠) تنظيما سوريا معارضا للنظام رفضه للفدرالية هذه، وحذر منها، ودعا إلى التمسك بوحدة سوريا

واللافت للنظر أن تيار ( قمح) برئاسة هيثم مناع وهو الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، رفض هذه الفدرالية، وكذا رفضها النظام نفسه، بينما يتلقى الأكراد الذين يقودون فكرة الفيدرالية دعما عسكريا وسياسيا من روسيا، وأميركا دول غربية ، وإسرائيل؟!

وهكذا يلتقي جهل الطوائف والأعراق والأقليات ، بمكر الدول الخارجية الاستعمارية، في خطوة تفتيت الذات، وإضعاف الوطن وتمزيقه، بدلا من البحث معا عن مقاومة الاستبداد وإرساء قواعد العدل والحرية والمساواة بين السكان. 

يقولون : بدأت داعش التقسيم، ثم جاءت الفدرالية الكردية خطوة ثانية على الطريق، بحيث تمهد الثانية للدولة العلوية أيضا، كي تنتهي سوريا الموحدة كما نعرفها، وبهذا تكون إسرائيل قد حققت حلمها في سوريا والعراق، وبات الباقون من العرب ينامون تحت تهديد خطر التقسيم نفسه لبلادهم، لتعيش أجيال قادمة على طلب المعونة من دولة العدو لمواجهة التقسيم. 

ما أسوأ تاريخ العرب الحديث بعد النكبة تحديدا؟! فقد كانوا ينادون في الستينيات ليل نهار بالوحدة العربية، وبعد سبعة عقود باتوا ينادون بالتمسك بوحدة العراق، وبوحدة سوريا، وغدا بوحدة ليبيا واليمن. وكأن تجربة بلاد الأندلس لم تمرًّ على بال وخاطر قادة العرب وزعمائها المعاصرون . بكى أجدادنا الأندلس ولم يجد البكاء ، وها هم حكام العرب يبكون العراق وسوريا، وأخشى أن يبكون غدا دولهم ، لذا وجب التحذير والتنبيه. اتركوا البكاء واعملوا شيئا؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اتركوا البكاء فإن مخرجات الاستبداد تقسيم اتركوا البكاء فإن مخرجات الاستبداد تقسيم



GMT 01:08 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

معركة الموصل وتداعياتها

GMT 06:22 2016 الثلاثاء ,31 أيار / مايو

ليبرمان وزيرا بصمت عربي

GMT 17:53 2016 السبت ,23 إبريل / نيسان

سياسة لا لبس فيها؟!

GMT 11:49 2016 الثلاثاء ,05 إبريل / نيسان

الحد الأدنى للأجور

GMT 08:04 2016 الخميس ,31 آذار/ مارس

الأرض .. وحتمية الزوال

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday