د. يوسف رزقة
لا جديد في معبر رفح، كما لا جديد في كهرباء غزة. لقد كان المعبر والكهرباء من أهم أدوات حصار غزة في ظل حكومة حماس، وما زالا كذلك في ظل حكومة التوافق الوطني. هذا القديم الجديد يؤكد على أن المشكلة لا تكمن في حماس، وإنما تكمن فيمن بيده حلّ المشكلتين.
في خبر تناولته وسائل الاعلام يقول إن مصر أمدت المنطقة الشرقية من ليبيا التي يسيطر عليها حفتر بمائة ميجاوات. مصر تمد حفتر بمائة ميجا بينما تعاني البلاد من انقطاع الكهرباء بشكل متكرر، لأن حفتر جزء من منظومة الثورة المضادة للربيع العربي.
لم تكن غزة جزءا من منظومة الثورة المضادة، بل كانت تقف في الجهة المقابلة، لذا فاوضت غزة النظام في مصر لسنوات طويلة فلم تحصل إلا على (٢٢) ميجاوت، والحجة لا يوجد فائض كهرباء، ولأمر في حقيقته ليس كذلك ولا علاقة له بالفائض ؟! . غزة في نظر الحكم في مصر ليست جزءا من السياسة المصرية. غزة توالي الربيع العربي، وهي متمردة على الثورة المضادة.
حين حكم محمد مرسي شنت وسائل إعلام الثورة المضادة حملة إعلامية قاسية ضد غزة، واتهمت مرسي بإعطاء الكهرباء لغزة، على حساب الحاجة المصرية؟! . حملة التشهير بغزة ومرسي أيضا، دفعت بعض الموتورين إلى تقديم طلب للقضاء المصري لإغلاق معبر رفح بشكل دائم ؟!.
من المعلوم أن معبر رفح مغلق بشكل دائم، ويفتح استثناء بقرار لأيام محددة، لحالات إنسانية، وعليه فإن إغلاقه بشكل دائم ينبغي أن يكون مطلبا فلسطينيا، لأننا لا نخسر شيئا بإغلاقه الدائم، بل ربما حررنا إغلاقه من العذاب الذي لا يحتمل؟!
حتى تتمكن غزة من التوجه إلى العالم لإيجاد حلّ لسكانها من خلال ممر بحري، أو مطار، يجب إغلاق معبر رفح اغلاقا تاما ، إذ لا يعقل أن يحاصر قرابة (1.8) مليون مواطن في غزة بشكل دائم من كافة الجهات الأربع في هذا العصر.
سبع سنوات أو تزيد من الحوار مع الطرف المصري لرفع كمية الكهرباء ل( ٣٢) ميجاوات ، وهو طلب متواضع، ولكن بلا جدوى، فلم تحصل غزة على شيء إضافي. سبع سنوات أو تزيد وغزة تطلب من الطرف المصري تحسين السفر من خلال معب رفح، وتطلب إدخال تسهيلات إنسانية عليه، ولكن بلا جدوى، وما زالت المطالب قائمة، بينما يتحدثون في جامعة الدول العربية عن القدس، والأقصى، وعن الأمة العربية الواحدة؟! من يتحدث عن هذه القضايا يجدر به أن يكون رجلا فيما هو أدنى من ذلك.
غزة تعاني من العرب، كما تعاني من الاحتلال، بل إن ظلم العربي أشد وطأة عليها من ظلم العدو المحتل. غزة التي تعاني هي غزة التي تفضح النظام العربي من المحيط إلى الخليج. وستبقى عورة العرب مكشوفة في العالم حتى تجد غزة معبرا مفتوحا، وكهرباء مضيئة. ولن تخدعنا جامعة الدول كما خدعت الأجيال الماضية. إن أسوأ ما في العرب اليوم أن لهم جامعة كذابة.