بقلم: د. يوسف رزقة
ليبرمان الآن وزيرا لجيش العدو. ليبرمان الآن المسئول الأول عن الأراضي المحتلة. ليبرمان هدد قبل دخوله للوزارة هنية والسنوار بالموت إذا لم يعيدو أسرى الجيش أو جثتهم خلال ٤٨ ساعة. في وسائل الإعلام العبرية هناك من يسخر ويستهزئ بتصريحات ليبرمان، ويحاول إبراز كذبه لجمهور. كذب ليبرمان وتناقض تصريحاته لا تخفى على شباب فلسطين وغزة. الشباب في غزة ينتظرون ليبرمان؟!
المؤسف في تعيين ليبرمان في منصبه الخطير هذا، أنه لم يتعرض لأدنى نقد أو استنكار أو شجب من أي من العواصم العربية من الحيط إلى الخليج؟! ، حتى الدولة التى هددها يوما بقصف سدها العالي لاذت بالصمت؟! والمؤسف أن وسائل الإعلام العبرية هي التي لا حظت هذا التراجع، بينما لم تقف عند تعيينه أدنى وسيلة إعلامية عربية، وكأن الإعلام العربي بات هو إعلام النظام والحاكم، وليس إعلام الشعب؟! .
قالت بعض وسائل الإعلام العبرية " إن الزعماء العرب يفضلون ليبرمان في وزارة الجيش الإسرائيلي، على موشي يعلون. و إن" ليبرمان التقى أثناء شغله منصب وزير الخارجية بمسؤول قطري، ومسؤولين عرب كثيرين من بينهم ضباط رفيعي المستوى بمعظم الدول العربية. وتساءلت عن أسباب صمت العرب تجاه هذا التعيين؟؟!.
ربما لا يوجد مبرر للاستغراب من الصمت العربي، لأن العرب لا يملكون من أمرهم غير الصمت؟! والصمت عندهم سيد الموقف فيما يتعلق بحكومة إسرائيل والصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
هم منذ فترة نفضوا أيديهم من القضية، ويقفون خلف عباس، ولكنهم هذه المرة أيضا خالفوا عادتهم، فعباس انتقد تعيين ليبرمان وأعرب عن قلقه، بينما العرب صمتوا وسكتوا لأن السكوت من ذهب.
ليبرمان متطرف، وهو من يمين اليمين، ولكن حكومة نيتنياهو بمجموعها متطرفة، ومن يمين اليمين، ومن ثم لم يعد معنى لفكرة تصنيف أعضاء الحكومة إلي يمين ويمن وسط ويمين اليمين فالجور ابن الكلب، وربما كان أكثر عواء منه؟! . الوصف هنا لا قيمة له، نحن نريد عملا فلسطينيا يكافئ هذا التطرف ويواجهه، ولكن من هو القائد الفلسطيني الشارب من ( حليب أمه) الذي يعلق جرس المواجهة بعد حالة الانبطاح لإراد دولة الاحتلال وقرارات وزير الجيش.
تقول وسائل إعلام عبرية إن عباس قلق، ولكن الغريب أنها تفسر قلقه بصلة ليبرمان الوثيقة مع محمد دحلان، الخصم اللدود له؟!، ووثيقة مع مضيفيه في الخليج العربي؟!، مما يجعل "تعيين ليبرمان ليس نتيجة الخطوات السياسية في إسرائيل بل جزءا من المؤامرة على عباس"؟!.
إن كان الأمر كما تقول وسائل الإعلام العبرية فنحن أمام مشكلة أكبر لما سبق وأن ذكرناه في مقال سابق: من القادم الجديد؟! من بع عباس؟! ومن يتخذ القرار؟! وأين فتح وأين حماس وأين منظمة التحرير، وأين الشعب؟!