بقلم : د. يوسف رزقة
نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أمس الأحد، عن مصادر دبلوماسية غربية أن باريس قررت إلغاء مؤتمر السلام الذي كانت ستعقده نهاية العام الجاري بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط، بينما نفى مستشار الرئيس محمود عباس للشؤون الاستراتيجية ذلك؟! .
بعيدا عن الإلغاء أو نفيه فإن تعويل عباس على إحداث ضغط دولي على نيتنياهو لإحداث تقدم في المفاوضات أو عملية التسوية لا يخرج عن وهم كبير عاش فيه عباس مع الإدارات الأميركية لأكثر من عشرين عاما. باختصار واهم من يظن أن الغرب يملك إرادة الضغط على دولة العدو لتقديم تنازلات للفلسطينيين على قاعدة حلّ الدولتين، لأن دولة العدو لا تؤمن على الإطلاق بمشروع حل الدولتين، حتى وإن تمّ تقزيمه كما تطرح دولا غربية.
المجتمع الدولي وبالذات الغربي يقف مع (إسرائيل) قلبا وقالبا، وسياسة ترامب القادمة ستكون هي عينها سياسة نيتنياهو، ومن ثمة ليس لعباس مدخل ما إلى البيت الأبيض، وعليه أن يختار بين التنازل، أو ترك المنصب والاستراحة في البيت، والأخيرة أولى للجميع.
تقول مصادر مطلعة إن السبب في إلغاء فرنسا المؤتمر يرجع إلى انتخاب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، وبسبب عدم اهتمام الإدارة الأميركية الحالية برئاسة باراك أوباما به. وأن ضغوطا سياسية إسرائيلية ودولية تمارس على باريس لإلغاء المؤتمر.
عباس ومن حوله لا يريدون تصديق هذه النتيجة، لذا نفى مستشار الرئيس محمود عباس للشؤون الإستراتيجية حسام زملط تلك الأنباء، وأكد أن باريس ما زالت مشغولة بالترتيبات لعقد هذا المؤتمر؟!
كل المعطيات تقول إن فرنسا ألغت المؤتمر، أو قل تتجه نحو الإلغاء، وأنها لا تستطيع مواجهة رفض نيتنياهو للمؤتمر، وقد أبلغت به بشكل رسمي، ولا تستطيع إغضاب ترامب القادم الجديد للبيت الأبيض، والذي يدخله في شهر يناير القادم وهو يحمل راية دولة ( إسرائيل) بدلا من علم الولايات المتحدة الأميركية.
لقد قامت فكرة المفاوضات، وفكرة الرعاية الأميركية لها، على أمل ، أو حلم الحصول على ضغط أميركي ، أو ضغط دولي على دولة العدو لوقف الاستيطان، وإنهاء الاحتلال، وإقامة حلّ الدولتين، ولكن شيئا من هذا لم يحدث البتة في الماضي، ولن يحدث لاحقا لا من فرنسا ولا من ترامب، ولا من غيرهم.
يجدر بعباس أن يعلم أنه في عصر علو( إسرائيل) وأن سياسته لا تصلح في معالجة هذا العلو من خلال الضغوط الدولية ، وأن الطريق الوحيد أمامه هو العودة إلى الشعب الفلسطيني، والاستقالة، وترك المقاومة تعمل ما تستطيعه لإجبار العدو على تقديم تنازلات فشلت المفاوضات في تحقيقها، وأحسب أن حسابات المقاومة ستعطي نتائج أفضل من المفاوضات العبثية.