بقلم : د. يوسف رزقة
بينما تتفق أميركا وإسرائيل على اسم سفير أميركا في إسرائيل( مايك هوكابي) حاكم ولاية أركنسو، لأنه ينكر وجود الشعب الفلسطيني، وينادي بضم الضفة الغربية إلى (إسرائيل)، ويعد بالعمل على نقل سفارة بلاده إلى القدس، وهو صديق مقرب للمستوطنين، ويدعم جهود الاستيطان، بينما هذه كله يجري بوتيرة سريعة وقوية لبناء تحالف جديد مع ترامب وحاشيته الرئاسية، نجد عباس ودحلان يتنازعان على المؤتمر السابع.
في تقارير عبرية تقول إن دحلان سيقوم بمحاولة انشقاق تاريخية في حركة فتح، بينما يسعى محمود عباس لإقصائه. الخيارات أمام دحلان محدودة: إما البقاء في حركة فتح وانتظار ما بعد عباس لمعالجة ملفه، وإما القيام بإنشقاق مع أتباعه، وتكوين جسم جديد باسم جديد، ولا يكاد يوجد خيار ثالث.
خيار المصالحة بات من الماضي، فكلا الرجلين من حملة الأحقاد التي لا تقبل المصالحة، والأنا عند الرجلين متضخمة بشكل كبير لا تسمح بالتقارب أبدا.
و يمكن القول إنه على دحلان أن ينتظر، وأن يعمل لما بعد عباس، لعل وعسى يجد مدخلا للعودة إلى فتح ، وآخرون من أتباعه يقولون إن بإمكانه أن يشكل جسما جديدا ينافس من خلاله في الساحة الفلسطينية، ويقولون إن مما يعزز هذا الخيار أنه يملك تأييدا من بعض الدول العربية، التي توفر له الغطاء المالي والسياسي.
طبعا هو يفضل البقاء في داخل صفوف فتح بحكم دراسته لحالات الإنشقاق السابقة عن فتح ومآلاتها غير المشجعة، ولكن ثمة رجالا حوله يزينون الأمر له، بالقول إن الوضع مختلف، فعباس ليس عرفات، وهو غير مقبول شعبيا، ونحن نملك غطاء ماليا وسياسيا عربيا، وهذا فقدته حالات الإنشقاق السابقة.
نعود لما بدأنا به فنقول بينما تحظى دولة العدو بتوافق مع ترامب، وبسفير أميركي( على المقاس) هو حاكم ولاية أركنسو الذي صرح في العام 2008 أنه لا يوجد شعب فلسطيني. وزعم أن استخدام مصطلح 'فلسطينيين' هو 'أداة سياسية يحاولون بواسطتها أن يفرضوا على إسرائيل تسليم أراض؟!'.وفي العام 2011 كرر أقواله مرة أخرى، وقال في مقابلة مع 'واشنطن بوست' إن 'فكرة وجود تاريخ للفلسطينيين يمتد على مئات وآلاف السنين غير صحيحة'.
بينما تجري هذه الأخطار القادمة بسرعة، وتهدد الحقوق الفلسطينية، يتصارع رجال فتح على المؤتمر السابع، وعلى المدعوين، وعلى المناصب، وعلى من يمثل غزة، وعلى من يخلف عباس إذا قرر المغادرة؟!.
خلاصة القول : القضية في واد، وعباس ودحلان، وفتح بالمجمل في واد آخر، نلوم الآخرين على ما يفعلونه بنا، ولا نلوم أنفسنا وهي تنحرف عن الصواب وعما يجب عمله للقضية. نحن نتنازع وتتصارع على أشياء فارغة، وهم يعملون بجد لبناء المستقبل، والتقدم خطوات من أجل سحقنا وطردنا جميعا من هذه الأرض الطيبة؟!