بقلم :د. يوسف رزقة
خلص باحث إسرائيلي إلى القول إنّه يُمكن تلخيص نتائج الاستفتاء الأحد في تركيا ، بجملةٍ تاريخيّةٍ أرساها أردوغان عندما أسس حزبه “حزب العدالة والتنميّة”، والتي قال فيها: من اليوم فصاعدًا، لن يبقى أيّ شيء على حاله في تركيّا.
نعم لم يبق شئ على حاله في تركيا، فتركيا المدينة للغير خرجت من وزر ديونها، وتمتلك فائضا ماليا كبيرا . في عهد أردوغان انتقلت تركيا إلى مصاف أول ستة عشر دولة متقدمة في العالم،. في عهد أردوغان زادت نسبة التنمية بشكل عام. وزارت الصادرات، وزاد الاحتياط الحكومي من العملة الصعبة، ودخلت تركيا إلى صناعة سلاحا بنفسها من سفن وطائرات ودبابات. إذا لم يبق فعلا شيء على حالة في تركيا.
تركيا حاولت لعشرات السنين الانضمام للاتحاد الأوربي وفشلت، لان الاتحاد الأوربي (ناد مسيحي)، وتركيا دولة مسلمة، ولها ميراث تاريخي يؤلم دول الغرب. لم تعد تركيا متحمسة للاتحاد بعد أن فشلت كل محاولاتها، ولكن تركيا تهتم بتقديم مصالحها وخدمتها، وعدم السماح للغرب باللعب على الأراضي التركية.
مشكلة الانقلاب الفاشل زادت من قوة أردوغان، ومن قوة الشعب ووعيه، ولم يعد من الممكن التراجع ألى الخلف لذا لم يتردد أردوغان من اتهام بعض الدول الغربية واميركا بأنها كانت مؤيدة لانقلاب الجيش الفاشلة.
اليوم يحقق أردوغان نصرا جديدا بقول أغلبية الشعب له نعم للتعديلات الدستورية، ونعم للنظام الرئاسي، ولست أدري لماذ كانت بعض الدول الغربية تعمل ضد هذه التغييرات، مع أن أميركا تقوم على نظام رئاسي.
إن أشد ما تعاني منه تركيا هو التدخلات الخارجية في ساحتها من خلال استغلال ثغرات النظام الديمقراطي، والخلافات مع الأكراد.
النظام البرلماني والنظام الرئاسي كلاهما من الأنظمة المستقرة في دول العالم، والديكتاتورية ليست وليدة النظام الرئاسي المحكوم ببرلمان قوي وشعب واع، والنظام البرلماني لا يعنى الديمقراطية، ففي بلاد عديدة البرلمان هو تبع لإرادة الرئيس، المسالة إذا ليست بالأسماء وأنما بالأفعال، ونجاح نعم الأردوغاية سيعزز من قوة الرئيس وقوة الدولة، وربما يساعد تركيا على تحقيق أحلامها بتصفير مشاكلها الداخلية والخارجية، إضافة إلى تسريع العمل الحكومي، وتعزيز سلطة الشعب، فالشعب هو من قال لأردوغان نعم.