الإرهاب  مفارقة في التغطية
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

الإرهاب .. مفارقة في التغطية

 فلسطين اليوم -

الإرهاب  مفارقة في التغطية

بقلم د. يوسف رزقة

المهندس محمد الزواري رحمه الله مواطن ومجاهد تونسي. إنه مسلم على علاقة طيبة بالقدس المحتلة. هو ليس يهوديا ولا نصرانيا ولا يساريا ولا ليبراليا، لذا مرّ حدث اغتياله عالميا مرور الكرام. لو كان الزواري يهوديا أو نصرانيا لا سمح الله لقامت الدنيا ولم تقعد من أجل التنديد بعملية الاغتيال، وبجهة الاغتيال، ولأسرع الإعلام الغربي لاتهام القتلة بالإرهاب، ولطالب الدول بالتعاون من أجل كشف مرتكبي الجريمة وتقديمهم للمحاكمة، ولسارعت الدولة التونسية للتجاوب مع الحملة الصهيونية النصرانية ولتحدثت كثيرا عن الإرهاب وعن اتخاذ الإجراءات اللازمة لكشف الحقيقة؟! . 

لا شيء من هذه حدث؟!، لا من أميركا والغرب، ولا من تونس ولا من غيرها، فالقائمين على الاغتيال هم على الأرجح رجال الموساد الصهيوني، الجهاز الذي يؤمن بعقيدة الاغتيال، والذي يمارس عمله في الخارج بحرية فيما يبدو. نعم الموساد يستبيح العمل في العديد من العواصم العربية ومنها تونس والإمارات المتحدة، وكدرستان ، دون خشية من ردود فعل هذه الدول .

لماذا لا يغطى حدث اغتيال الزواري على أنه عملية إرهابية، تقف وراءها دولة (إسرائيل )الأرهابية؟! لماذا غطي الحدث في الإعلام الغربي والأميركي على أنه حدث اغتيال، وأن القتلة مجهولون؟!، بينما جلّ مؤشرات الاغتيال تشير بصدقية إلى الموساد الصهيوني؟!

لماذا لا يغطي الإعلام العربي من المحيط إلى الخليج عميلة اغتيال الزواري على أنها عملية إرهاب كبرى تقوم عليها دولة تنشر الإرهاب في العالم؟! لماذا يبقى الإرهاب في العالم ملصقا بالمسلمين بينما تدل الإحصاءات أن الموساد الإسرائيلي هو سيد الإرهاب والاغتيالات في المنطقة العربية؟!. 

لماذا لا يستدعي اغتيال محمد الزواري، اغتيال خليل الوزير في تونس بيد الموساد؟! ولماذا لا يستدعي اغتيال محمود المبحوح في الإمارت على يد الموساد أيضا؟! لماذا تتحرج الأنظمة العربية من إلصاق الإرهاب (بإسرائيل)، بينما تسارع إلى إلصاقها بالإخوان وغيرهم بينما الإخوان لم يقتلوا أحدا ولم يغتالون أحدا؟!
ماذا ستكون ردة فعل العالم الغربي والعربي لو تخيلنا جدلا أن مجموعة من المقاومة الفلسطينية هي من قامت باغتيال عالم صهيوني في صناعة طائرات بدون طيار؟! علينا أن نفكر جيدا في هذا كله، وعلينا أن نلوم أنفسنا وضعفنا، قبل أن نلوم عدونا، الذي يرى في الاغتيال عملا جيدا يخدم مصالحه. 

إن اغتيال محمد الزواري المهندس الطيار يكشف أن تونس تقف بدون غطاء أمني يحمي أبناءها، تماما كما كشفت عملية اغتيال المبحوح عورة أمن الإمارات المتحدة . إن عواصم عربية أخرى ليست بعيدة عن يد وقبضة الموساد الذي يعمل بوضوح في بغداد وبيروت وكردستان وليبيا والمغرب. أن إرهاب الموساد هو أرهاب دولة ولا ينبغي أن يحظى إرهاب الدولة بتقبل من الضعفاء في العالم العربي، وعلى تونس أن تتوجه بالحقائق التي تمتلكها إلى الأمم المتحدة، وأن تحظر دخول اليهود إلى تونس كخطوة أولى في حماية المواطن التونسي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإرهاب  مفارقة في التغطية الإرهاب  مفارقة في التغطية



GMT 05:38 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

أزمة المياه؟!

GMT 22:05 2017 الأربعاء ,02 آب / أغسطس

لا هجرة بعد درس النكبة

GMT 05:13 2017 الخميس ,27 تموز / يوليو

ثقافة القتل

GMT 21:36 2017 الإثنين ,24 تموز / يوليو

من تداعيات الأزمات العربية

GMT 16:45 2017 الأحد ,23 تموز / يوليو

الأقصى يوحد الأمة

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:57 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تظاهرة تضامنية مع غزة في العاصمة الأردنية عمّان
 فلسطين اليوم - تظاهرة تضامنية مع غزة في العاصمة الأردنية عمّان

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday