بقلم د. يوسف رزقة
مؤتمر استنبول خطوة على الطريق المستقيم
لست أدري ما الذي يغضب قيادة حركة فتح من مؤتمر استنبول الذي يجمع فلسطيني الغربة والشتات. المؤتمر سنوي ويعقد بشكل دوري منذ سينين. المؤتمر تحضره مؤسسات المجتمع المدني الفلسيطني في الشتات، إضافة إلى النخب والشخصيات الإعتبارية. عدد فلسطيني الشتات يبلغ ستة ملايين نسمة ونيف، أي ٤٩٪ من عدد الفلسطينيين. من حق هؤلاء أن يجتمعوا في موتمر سنوي لدراسة قضاياهم، وقضية وطنهم، وآليات العمل في الغربة والشتات لخدمة القضية الفلسطينية.
المؤتمر يعقد هذه السنة في استنبول العاصمة التركية، حيث رحبت الأخيرة بالمؤتمرين، ويحضر المؤتمر شخصيات اعتبارية غربية وشرقية ممن يتعاطفون مع القضية الفلسطينية. يناقش المؤتمرون مستقبل المفاوضات وحل الدولتين ، والمصالحة الفلسطينية وآليات تحقيقها، ويناقش آليات عمل المؤسسات والمراكز والجمعيات الفلسطينية الداعمة لفلسطين في صراعها مع المحتل الغاصب، فهو مؤتمر الكل الفلسطيني، وليس موتمرا لحزب بعينة، إو لفصيل بعينه.
المؤسف أن فتح وعلى لسان أسامة القواسمي عضو المجلس الثوري لحركة فتح والمتحدث باسم فتح شكك في المؤتمر وقال "إن انعقاد ما يسمى بمؤتمر فلسطينيي الخارج في اسطنبول في الخامس والعشرين من هذا الشهر، هو خدمة مجانية للاحتلال الاسرائيلي؟!!!!!!! ، ومحاولة فاشلة حتما لضرب منظمة التحرير الفلسطينية؟!!!!! ، وخطوة تدلل على استمرار حماس في تعزيز الانقسام وتوسيعه في الساحة الفلسطينية؟!!!!".
ولست أدري كيف يجتمع أفاضل وشرفاء فلسطيني في الشتات في مؤتمر ثم تكون نهايته خدمة لدولة العدو كما يزعم القواسمي؟! وكأنه يجهل المؤتمر، والمؤتمرين، ْو أجندة المؤتمر، التي تناقش أفضل السبل لدعم القضية الفلسطينية، وحق العودة، وديمقراطية العمل الفلسطيني؟!.
ولست أدري كيف يكون المؤتمر ضربا وهدما لمنظمة التحرير، بينما المؤتمر لا يناقش موضوع الشرعية، ومن يمثل الشعب الفلسطني، وليس في أجندته محاسبة للمنظمة على فشلها، أو تفرد قيادتها واستبدادها بالقرار الفلسطيني حتى داخل فتح نفسها؟!
ولست أدري كيف سيعزز هذا المؤتمر الجامع الانقسام الفلسطيني، مع أنه ينعقد ليحث الأطراف المتخاصمة عل المصالحة والشراكة؟!!
إنه هناك فشل في الرؤية، وعدم قدرة عند القواسمي وفتح على وضع الأمور في نصابها الصحيح، وليس لدى فتح مسئولية في توظيف هذه المؤتمرات لصالح القضية الفلسطينية، وكأن كل مؤتمر يعقد خارج إطار منظمة التحرير الفاشلة حرام ومدنس؟!!!!.
إن المؤتمر الحالي يوجه (إسرائيل) ويساعد على نزع شرعية الاحتلال، ولست أدري لماذا تقحم فتح نفسها في دائرة( إسرائيل )المنزعجة؟! لم ينتقد موتمر استنبول غير اثنين: الأول (إسرائيل) ، والثاني ممثل حركة فتح، وكأن فرعون بعث من جديد ليقول :" ما إريكم إلا ما أرى، وما أهديكم إلا سبيل الرشاد؟!" ، بينما هو من هو في الغي والضلال. إن من يعمل ضد المؤتمر بغير بينة تسوغ عمله هو من يلحقه العار في الدنيا والآخرة.