بقلم : د. يوسف رزقة
" قال معلقون إسرائيليون إن الاستنتاج الرئيس من تقرير "مراقب الدولة" الذي حقق في مسار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 2014 يشير إلى أن الحرب القادمة ستكون (مسألة وقت)
وأوضح أبراموفيتش أن التقرير أشار بشكل خاص إلى أن حكومة نتنياهو رفضت قبل عام من عدوان 2014 بحث تداعيات الأزمة الإنسانية الخانقة في قطاع غزة على اعتبار أنها تمثل عاملا رئيسا يمكن أن يفضي إلى نشوب الحرب.
وأوضح أن المحافل الأمنية كانت حذرت المستوى السياسي في تل أبيب من أن تدهور الأوضاع الاقتصادية قد يدفع حماس لشن الحرب، معتبرا أن تقرير مراقب الدولة يؤكد بشكل غير مباشر أن (إسرائيل) هي التي تسببت في نشوب الحرب".
هذا ما قاله معلقون إسرائيليون بأثر رجعي عن حرب ٢٠١٤ م، بعد نشر مقاطع من تقرير مراقب الدولة العبرية، وجوهر قولهم أن الحصار المشدد، وتدهور الحالة الإنسانية للسكان، قد يدفع حماس إلى مواجهة الأزمة بحرب واسعة النطاق، وقد كان، ومن ثمة تتحمل حكومة العدو مسئولية الحرب، والآن يعود المحلل السياسي (أبراموفيتش )إلى أن حكومة نتنياهو الحالية ترفض التعاطي بجدية مع الأزمة الإنسانية في قطاع غزة رغم تفاقمها المتواصل ما يعني أن الحرب القادمة ستكون (مسألة وقت؟! ) وهو قول له وجهاته، وكثيرا ما حذرت قيادات في حماس من الانفجار، فغزة في وضعها المأساوي تشبه (طنجرة الضغط) .
وقد تبنى استنتاج أبراموفيتش كل من باراك رفيد، المعلق السياسي لصحيفة "هآرتس" ونداف إيال المعلق في قناة التلفزة العاشرة والمعلق رامي إيدليست من "معاريف".
وكان كلا من وزير التعليم نفتالي بينيت ووزير الإسكان يوآف غالانت القائد السباق للجبهة الجنوبية على حدود غزة توقعا مؤخرا نشوب حرب جديدة ضد غزة بحلول الربيع القادم بسبب تواصل تحدي الأنفاق، في محاولة للهروب من المسئولية الإنسانية التي تتحملها دولة الاحتلال، ثم في محاولة منهما لتحميل المسئولية مسبقا لحماس بسبب الأنفاق. .
ثمة تضخيم إسرائيلي لمسألة الأنفاق الهجومية في غزة، حتى وإن فاجأت الأنفاق العدو في حرب ٢٠١٤ م، والهدف من هذا هوالتمهيد و تحميل حماس مسئولية تجدد الحرب، إن وقعت في الربيع كما يذكرون، مع أن الطرفان يعربان عن عدم رغبتهما في إشعال نيران حرب جديدة، ولكن تبقى الأوضاع الإنسانية المتدهورة باعث عميق لهذه الحرب، وكذا الاستخدام المفرط لدولة العدو في قصف مواقع لحماس عند أدنى ملابسة، مما دفع الناطق باسم القسام إلى التهديد بالرد على استفزازات الطرف المحتل في المرات القادمة، ورفض المقاومة للقبول بمعادلات العدو، التي تقوم على المبالغة في عمليات الردع المسبق.