ليس في الغرب أخلاق
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

ليس في الغرب أخلاق؟!

 فلسطين اليوم -

ليس في الغرب أخلاق

بقلم : د. يوسف رزقة

ليس في الغرب أخلاق. في الغرب مصالح. في الغرب تجارة، يبيع فيها الأخ أخاه. هم يتظاهرون بالأخلاق والقيم العليا. مجرد تظاهر فقط. الحقائق العملية تفضحهم عادة. قد تأتي الحقائق متأخرة، ولكنها تفضحهم رغم التأخير. 

ولنضرب لذلك مثلا الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي يتلقى خمسة ملايين يورو من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي لتمويل حملته الانتخابية. المال حمله في الشنطة إليه ( زياد تقي الدين) لبناني الأصل، وهو رجل معروف في أوساط المال والأعمال في باريس. 

إن صحت هذه المعلومة وهي على الأغلب صحيحة، بحكم علاقة الرجلين قبل الثورة على القذافي، فأين الأخلاق؟! وأين القيم العليا؟! التي تتحدث عنها فرنسا وغيرها من دول الغرب وأميركا. 

الرشوة في قمة الهرم السياسي والحزبي تمارس في الخفاء بعيدا عن الشعب وعن القضاء، ثم يأت يوم يفضح العارفون ببواطن الأمور الراشي والمرتشي، لا لعودة الأخلاق لهم، بل لاختلاف لاحق في المصالح. 

هذا هو الغرب الذي يزعم الأخلاق والقيم والشفافية، بينما هو في الخفاء بلا أخلاق ولا قيم عليا البته، وما يقال عن سركوزي قيل من قبل عن توني بلير في علاقته مع القذافي أيضا، على الرغم من أن الرجل ضلل مجلس العموم البريطاني حين أكد أن العراق في عهد صدام يمتلك أسلحة دمار شامل، وهو أمر اكتشف مجلس العموم لاحقا أنه محض كذب وافتراء. 

في أميركا زعم الديمقراطيون والجمهوريون أنهم ضد الاستيطان، ويؤيدون حلّ الدولتين والمفاوضات المباشرة، وقالوا في هذه المعاني كلاما كثيرا، و كثيرا جدا، وثبت أنهم يخادعون القيادة الفلسطينية، حتى جاء دونالد ترامب الذي أعلن أن من حق إسرائيل الاستيطان حيثما تريد؟!

إن من يبحث في مسألة الأخلاق والقيم العليا في أوربا، وبالذات عند السياسيين، يصاب بالجنون، أو الذهول، لأنه لا أخلاق ولا مبادئ ولا قيم عليا، وبالذات حين التعامل مع قضايا العرب والعالم الإسلامي، وخذ مثلا حديثا أيضا القضية السورية، وما يجري فيها من جرائم ضد الإنسانية، وقتل، وتهجير، وتدمير وقتل للأطفال، بينما أوربا لا يهمها من المسألة السورية غير المهاجرين، وتداعيات الهجرة بسبب القتال ؟!

المهم إنك إذا ما واجهت ساركوزي، أو بلير، أو أوباما، أو غيرهم، أو المجتمع الغربي بشكل عام لا تجد في النهاية جدوى من هذه المواجهة، تماما كما واجه الإعلام دونالد ترامب بتحرشاته الجنسية، وعنصريته، ومع ذلك فاز في الانتخابات، وسيدخل البيت الأبيض رئيسا يحمل الرقم (٤٥) بين الرؤساء. 

الغريب في الأمر من وجهة نظري أن هؤلاء الرؤساء المسكونين بالفساد الخفي، وهذه المجتمعات المسكونة بكل أنواع الفساد، هم المنتصرون على العالم العربي والإسلامي، ونحن الذين نستجدي تدخلهم لإنقاذ بلادنا من الحروب الداخلية؟! كالمستجير من الرمضاء بالنار؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس في الغرب أخلاق ليس في الغرب أخلاق



GMT 05:38 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

أزمة المياه؟!

GMT 22:05 2017 الأربعاء ,02 آب / أغسطس

لا هجرة بعد درس النكبة

GMT 05:13 2017 الخميس ,27 تموز / يوليو

ثقافة القتل

GMT 21:36 2017 الإثنين ,24 تموز / يوليو

من تداعيات الأزمات العربية

GMT 16:45 2017 الأحد ,23 تموز / يوليو

الأقصى يوحد الأمة

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday