باريس ليس مؤتمر دوليا
آخر تحديث GMT 19:35:14
 فلسطين اليوم -

باريس ليس مؤتمر دوليا؟!

 فلسطين اليوم -

باريس ليس مؤتمر دوليا

بقلم د. يوسف رزقة

انتهى مؤتمر باريس بخيبة أمل فلسطينية تقريبا، بدليل ترحيب وزارة الخارجية الإسرائيلية بالبيان الختامي، الذي أكد على المفاوضات المباشرة بين الطرفين، دون الانتقال إلى مجلس الأمن وهو ما كان يخشاه نيتنياهو. 

لقد عملت الدبلوماسية ( الإسرائيلية) على تحجيم نتائج المؤتمر إلى حدّ كبير، ونجحت في ذلك بشكل لافت للنظر، فما كان في باريس ليس مؤتمر دوليا، بل هو أقل كثيرا من المؤتمر الدولي كما تريده السلطة، وبيانه الختامي للإعلام وليس للتوجه إلى مجلس الأمن لتعزيز قرار نبذ الاستيطان كما كانت تخشى دولة العدو. 

نعم، حذر المؤتمر ترامب الرئيس الأميركي من خطور نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وبين أنها تهدد استمرار المفاوضات، ولكن لا تحمل دعوة المؤتمر للأسف صفة الإلزام، ونحن مع ترامب لا نملك التخمين الصحيح، لا سيما وأن نيتنياهو بات يعد الجمهور بيوم جديد قادم بعد العشرين من يناير، أي بعد تسلم ترامب الرئاسة رسميا. 

لست أدري ما هو الموقف العملي الذي يمكن أن تفتخر به السلطة من مؤتمر باريس، وهو لم يعطها شيئا جديدا ولا أملا جديدا في تنفيذ حل الدولتين، الذي أصبح تقريبا شيئا من الماضي ، لا يطالب به غير السلطة مطالبة إعلامية بينما لا تقوى على فرضه، أو التأثير في فرص نجاحه بعد أن أسقطت منذ سنوات كل أوراق القوة والضغط على العدو، وكانت ( إسرائيل) مرتاحة جدا من سياسة الأمر الواقع القائمة التي تساعدها على تعزيز تواجدها الاستيطاني والأمني دون قلق، بل بالتعاون مع السلطة. 

إن أي قراءة للبيان الختامي للمؤتمر يمكن أن تقول لنا بوضوح إن السلطة لم تحقق منه النتائج التي كانت ترجوها، و أن القلق أو الرفض الذي أبداه نيتنياهو للمؤتمر هو إمر طبيعي في السياسة الإسرائيلية التي لا تؤمن بالتدخل الدولي في الأزمة القائمة مع السلطة. ولم يتمّ تدويل الأزمة كما خططت إسرائيل في أثناء متابعتها لإجهاض أو أضعاف المؤتمر. 

واللافت للنظر أن نيتنياهو يطرح فكرة الحل الإقليمي القائم على التفاهم مع الدول العربية المعتدلة التي يصفها بأنها باتت أقرب إلى الاقتناع بوجه النظر الإسرائيلية. ومن ثمة يكون التفاهم مع الدول العربية المعتدلة أولا في مواجهة الأخطار الخارجية، باعتبار أن دول ( إسرائيل ) ليست عدوا، وليست خطرا، ثم تكون الخطوة التالية هو المفاوضات من أجل حلّ القضية الفلسطينية، في ضوء التفاهمات مع دول العالم العربي، فيما يلخص إعلاميا كعنوان بالحل الإقليمي، الذي يعني الشراكة العربية في الحل، ويعني التطبيع أولا، وإنهاء ما يعرف فلسطينيا بحق عودة اللاجئين. 

نيتنياهو ليس صادقا حين يتهم مؤتمر باريس بأنّه يُبعد التسوية. و أنّه يُصلّب مواقف الفلسطينيين ويبعدهم أكثر عن إجراء مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة. نتنياهو يواصل الضغوط على السلطة ، من أجل انتزاع المزيد من التنازلات، وكأن السلطة لم يعد أمامها سوى التسليم باستمرار الواقع القائم. 

إنه وباختصار إن مؤتمر باريس لم يقدمنا نحو الحل خطوة واحدة، رغم الاحتفالية الكبيرة التي شهدتها باريس، ورغما لصبر على التسويف في عقد المؤتمر، وبات على السلطة أن تنظر مرغمة في الخطوة التالية التي لم يحددالمؤتمر، لا في باب الاستيطان، ولا في باب المفوضات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باريس ليس مؤتمر دوليا باريس ليس مؤتمر دوليا



GMT 05:38 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

أزمة المياه؟!

GMT 22:05 2017 الأربعاء ,02 آب / أغسطس

لا هجرة بعد درس النكبة

GMT 05:13 2017 الخميس ,27 تموز / يوليو

ثقافة القتل

GMT 21:36 2017 الإثنين ,24 تموز / يوليو

من تداعيات الأزمات العربية

GMT 16:45 2017 الأحد ,23 تموز / يوليو

الأقصى يوحد الأمة

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday