ذكرى حرب الفرقان
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

ذكرى حرب الفرقان

 فلسطين اليوم -

ذكرى حرب الفرقان

بقلم د. يوسف رزقة

أمس الثلاثاء احتفلت وزارة الداخلية بغزة بذكرى حرب الفرقان ٢٠٠٨م. الاحتفال بالذكرى يهدف إلى تخليد ذكرى شهداء الحرب عامة، وشهداء الأجهزة الأمنية والشرطية خاصة. لقد تعمد طائرات العدو بقصف المواقع الأمنية والشرطية في ساعة الذروة، لكي توقع أكبر خسائر ممكنة في الأرواح، ولكي تحقق مبدأ الصدمة الموجعة التي يمكنها أن تفقد القيادة القدرة على السيطرة والتحكم. 

نعم، كان عدد الشهداء كبيرا في الضربة الأولى المفاجئة، وكانت أعداد الجرحى أكبر، ولكن قيادة الأجهزة الأمنية، والقسام، والمقاومة لم تفقد القدرة على السيطرة والتحكم، فبعد ساعات قليلة تمكنت هذه المكونات من امتصاص الصدمة و الضربة الجوية التي قامت بها أكثر من ستين طائرة مقاتلة، ثم بدأت بالرد الصاروخي والهاون على العدوان. 

كانت حرب الفرقان في التسمية الفلسطينية، وحرب رصاص مصبوب في التسمية الصهيونية، حربا عدوانية موسعة بدأها العدو عن عمد وقصد، استهدف إيقاع أكبر خسائر ممكنة في صفوف الفلسطينيين، ولكن القوات البرية لم تستطع التقدم إلى داخل الأراضي الفلسطينية بسبب عنف المقاومة وبسالتها في الدفاع عن مواقعها. 

لقد كشفت الحرب الموسعة عن غدر العدو الذي بدأ القتال بصورة مفاجئة، وكشفت عن ضعف النظام العربي في مواجهة هذا العدوان ونصرة سكان غزة، وكشفت أيضا عن معرفة مصر المسبق بهذه الحرب، وهو ما أوجع الفلسطينيين بشكل كبير، وكشفت الحرب عن موقف سلبي جدا للسلطة الفلسطينية في رام الله، وعدم قدرتها على استغلال هذا العدوان للمطالبة بحماية دولية للسكان. 

نحن الآن على مسافة ثمان سنوات من حرب الفرقان، واربع سنوات من حرب حجارة السجيل، وسنتين من حرب العصف المأكول، وقد هدفت هذه الحروب الثلاثة هزيمة غزة، وكسر شوكة المقاومة وحماس، واستعادة الردع الإسرائيلي المتآكل، وإسقاط حكم حماس، ولكن هذه الأهداف لم تتحق أبدا، وبدت غزة بعد هذه الحروب الموسعة أكثر تماسكا، وأكثر تفهما لطرق مقاومة العدو، وتمكنت من تطوير نفسها رغم الحصار الخانق. 

ما زال الشعب الفلسطيني متمسكا بخيار المقاومة حيثما وجد، وما زالت غزة تعيش ذكريات الحروب الموسعة، وهي تشعر أن العدو قد يفاجئها بحرب جديد عند أدنى ملابسة، لذا تجد المقاومة في سباق مع الزمن من أجل الإعداد للدفاع عن نفسها وعن الشعب، بحيث تمنع العدو من تحقيق أهدافه، وتجعل ثمن الحرب باهظا كي يفكر ألف مرة قبل أن يتخذ قرار الحرب الموسعة على غزة. 

نعم، غزة تنعم الآن بالهدوء في ضوء التهدئة غير المعلنة، وهي لا تسعى للحرب، ولكن هذا الهدوء يتعرض بين الفينة والأخرى لتهديدات ليبرمان وغيره من قادة العدو، لذا فإنه لمن المحظور على المقاومة أن تغمض عينيها، وأن تركن ولو قليلا لحال الهدوء والتهدئة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكرى حرب الفرقان ذكرى حرب الفرقان



GMT 05:38 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

أزمة المياه؟!

GMT 22:05 2017 الأربعاء ,02 آب / أغسطس

لا هجرة بعد درس النكبة

GMT 05:13 2017 الخميس ,27 تموز / يوليو

ثقافة القتل

GMT 21:36 2017 الإثنين ,24 تموز / يوليو

من تداعيات الأزمات العربية

GMT 16:45 2017 الأحد ,23 تموز / يوليو

الأقصى يوحد الأمة

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday