بقلم - د. يوسف رزقة
هل تمثل الانتخابات الرئاسية والتشريعية حلا للأزمة المتفاقمة بين محمود عباس وحركة حماس؟! يقول خالد مشعل إن الانتخابات جزء من ثقافة شعبنا الفلسطيني في الجامعات والمعاهد وغيرها. ونحن نؤكد على طريق الانتخابات الدورية كآلية حضارية لحل الأزمات الداخلية، ولتجديد الدماء في عروق المؤسسات المختلفة.
لا ينبغي أن تقف الانتخابات عند المجالس الطلابية والنقابات، بل ينبغي تجاوزها إلى المستويات السياسية في مستوياتها المختلفة، الحزبية، والتشريعية، والرئاسية.
ولنضرب مثلا في رئاسة السلطة والمجلس التشريعي، فالأخير معطل أو شبه معطل بقرار من محمود عباس ، رأس السلطة التنفيذية ، حيث لا أحد يمكنه تجاوز قراره، أو مراجعته فيما يقرر، بينما له في السلطة أكثر من عشر سنوات، ولم يعرض نفسه على الشعب ليقول الشعب كلمته، بتجديد الثقة أو بنفيها، وعندها يكتسب الفائز مقام الشخص المخول للحديث باسم الشعب.
العملية الانتخابية عملية ضامنة لحسن القرار وحسن التصرف، وحسن الأخلاق، فلا يستطيع رئيس ينتظره الشعب في صندوق الانتخابات أن يهدد غزة التي يحاصرها الاحتلال، بهذا الشكل الذي فعله محمود عباس،ولكنه عندما شعر بالأمن لغياب صندوق الانتخابات تصرف برؤيته وفكره وطريقته، لأن المؤسسة الضابطة للإيقاع غائبة تماما، ويحل محلها سلطة الفرد.
نريد مؤسسات فاعله قادرة على الرقابة والمسائلة والمحاسبة، وهذه المؤسسة عادة ما تسمى بالبرلمان أو المجلس التشريعي حيث يتمتع أفراده بالحصانة من سطوة القوة التنفيذية والحزبية. هذه المؤسسة غائبة، أو مغيبة ، والموجود منها يقوم بأعمال متواضعة .
حين نجدد مؤسساتنا بطريقة ديمقراطية كاملة ، وانتخابات حرة ونزيهة ذات صفة دورية، لن يحتكر السلطة حزب واحد، ولن يقف رأس السلطة، أو أحد غيره موقف التهديد للشعب، بل العكس هو ما يكون، أعني طلب ود الشعب وصداقته، من خلال سماع كلمته،،ومراعاة حقوقه ومطالبه.
هل يجرؤ رأس السلطة على عرض نفسه بعد أشهر معلومة على الشعب، وبالذات سكان غزة، والمتضررين من الإجراءات الأخيرة، التي ينظر إليها كثير من السكان أنها تنطلق من قواعد سياسية، لا من استحقاقات إدارية أو مالية.