بقلم :د. يوسف رزقة
ماذا يعني تخفيض كهرباء غزة بنسبة ٣٥٪؟! بعيدا عن الأرقام يعني أن غزة تعيش بلا كهرباء، وأن الرئيس عباس يحارب غزة في أهم ركن من أركان الحياة الحديثة؟!
الكهرباء لا تدخل البيوت الآن إلا في حدود ساعتين أو ثلاث ساعات في كل أربع وعشرين ساعة، وهي مدة لا تسمن ولا تغني من جوع؟! ثلاجات المنازل تحولت إلى (خزانات؟!) ، حيث لا يستطيع المواطن الغزي الاحتفاظ بالطعام إلى اليوم التالي في هذا الصيف الساخن؟! .
ارتباط الكهرباء بالمياه يعني أن البلديات لا تستطيع تشغيل الآبار وضخ المياه للسكان، وفي الوقت نفسه لا يجد المواطن الكهرباء اللازمة لرفع المياه إلى الطوابق العليا، ونادرا ما يتوافق مجيء الكهرباء مع المياه؟!
في دولة الاحتلال يقولون هذه مشكلة داخلية بين حماس والسلطة، ولا دخل لـ(إسرائيل) فيها؟! وإنها جاهزة لتوريد الكهرباء لغزة إذا وجدت من يدفع الثمن؟!
بعبارة أخرى، لقد أخلت حكومة تل أبيب مسئوليتها عن الأزمة أمام المجتمعات الإنسانية، وحمّلتها للفلسطينيين أنفسهم. ولكن المنطق لا يعفي الاحتلال من الواجبات القانونية المترتبة على احتلاله، وأدناها أن يعيش الناس بكرامة، وأن تتوفر لهم مستلزمات الحياة الإنسانية.
المستشفيات تشتكي وتصرخ من نقص الكهرباء قبل التقليص، لأن الأضرار التي تلحق بالمواطنين لا تكاد تحصى، فكيف يكون الأمر بعد التقليص؟! كيف يمكن التعامل مع العمليات الجراحية، والولادة، والأطفال الخدج، وغير ذلك من الأمراض التي يصعب حصرها.
تقول بعض المصادر إن مباحثات جرت بين حماس وتيار محمد دحلان برعاية المخابرات المصرية، وإن من نتائج هذه المباحثات احتمالات ربما تسهم في فتح معبر رفح بانتظام، وتزويد محطة كهرباء غزة بالوقود المصري، وهو أمر يتساءل عنه السكان، وهل ستساعد مصر والإمارات في حلّ أزمة الكهرباء؟! وكيف؟! وما موقف عباس من تقارب الضرورة الذي لجأت إليه حماس في غزة؟!
غزة في حاجة إلى مصالحة شاملة تجمع جميع الأطراف، وتسفر عن حلّ مشاكل غزة الرئيسة ومنها مشكلة الكهرباء والمياه والصحة وخلاف ذلك. وليس أمام الفلسطينيين غير المصالحة لا سيما بعد فشل مشروع المفاوضات، وتكثيف سلطات الاحتلال للاستيطان، وتمكنها من اختراق جبهة الخليج كما تشير إلى ذلك الأخبار العبرية.