بقلم :د. يوسف رزقة
من سياسات حماس الثابتة والراسخة أنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي من الدول العربية، وهي تلتزم بهذه السياسة قولًا وعملًا، لقد كان درس التدخل في المسألة الكويتية في عهد صدام حسين درسًا كافيًا لكل فلسطيني، ولكل منظمة فلسطينية تحرص على الشعب الفلسطيني رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج يريد أن يزايد على حماس ويتهمها بأنها تتدخل في الأزمة العربية؟! وهذا اتهام مرسل وبلا دليل.
إن حركة حماس حركة تحرر فلسطيني، تحب أن تعمل مع السعودية، والإمارات، وقطر، ومصر، وسائر الدول العربية، في كل المساحات المشتركة لذا هي لا تنحاز في الأزمة الأخيرة لأحد، واتهامات الآخرين لها باطلة وهي للابتزاز، وهي تدعو للمصالحة والحوار.
حماس اتهمتها بعض القيادات العربية بالإرهاب خلافًا لما هو مقرر في الجامعة العربية بأنها حركة مقاومة، وخلافًا لتاريخ الدول العربية التي تعاملت مع حماس بأنها حركة مقاومة، وحين ردت حماس على تهمة الإرهاب نفتها بلغة دبلوماسية دون الإساءة لأي من الدول العربية.
حماس تقدر حجم الخلافات الخليجية مع إيران، وتعرف أسبابها، لذا فسياستها في هذا المجال هي الحياد، والنأي بالنفس عنها، لسبب أن حماس تريد العمل مع الجميع لنصرة القضية الفلسطينية، ويعلم الله أن حماس، بل وكل فلسطيني يتألم للخلاف بين قطر وأشقائها في المملكة والإمارات، ولو كانت حماس تملك أوراق وساطة أو حل ما بخلت بها على هذه الدول التي وقفت مع فلسطين في أزماتها المختلفة.
إن بيانات حماس في الأزمة الخليجية تدعو إلى المصالحة واستعادة لحمة البيت الخليجي، وتقول إن الحل يكون داخل البيت الخليجي، وحماس لن تكون طرفًا في الأزمة مهما ضاقت عليها ظروف الحصار، ومهما تسرع الإخوة باتهامها اتهامات باطلة.
المسألة حساسة، وكلام ماجد فرج فيه اتهامات باطلة ومزايدة للابتزاز، نحن في حماس نتمنى العافية لكل دول الخليج العربي وللمملكة السعودية، ولكل من يدعم القضية الفلسطينية ويدافع عن حقوق الفلسطينيين.
لقد تتبعت بيانات حماس ومواقفها في الأزمة الخليجية فوجدت حماس تعرف طريقها، وسياستها واضحة ولا تتخبط في موقفها في الأزمات العربية، كما يزعم ماجد فرج بغرض التحريض فقط.