بقلم :د. يوسف رزقة
عندما تكون الحقائق واضحة ودامغة لا يمكن المناورة، بل لا بدّ من قول الحقيقة مهما كانت مرة، ومهما كان موقف (إسرائيل) منها. ومن هذه الحقائق الصريحة تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش التي تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية، وأن العالم لا زال ينتظرها منذ 70 عاما ...ودعا الأمين العام في بيان له بمناسبة مرور 50 عاما على حرب حزيران عام 67، (إسرائيل) إلى إنهاء احتلالها للمناطق التي احتلتها في حرب حزيران عام 67، والبدء في مفاوضات على أساس حل الدولتين، كونه الحل الوحيد الذي ينهي الصراع ويحقق المصالح الأمنية الإسرائيلية، ويحقق للفلسطينيين السيادة الكاملة على أرضهم. وأكد ضرورة إنهاء احتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة والجولان السوري.
هذه التصريحات يمكن وصفها بأنها تقارب الحقيقة الصريحة كما سجلها التاريخ الذي لا يحابي أحدا، غير أن تصريحات الأمين العام لم تعجب الطرف الإسرائيلي، لذا شن سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، هجومًا عنيفًا على انطونيو غوتيريش، متهمًا المنظمة الأممية بالتلفيق ونشر الأكاذيب؟! والحقيقة أن ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة لا كذب فيه ولا تلفيق، بل هو لا يتجاوز الواقع الذي يجدر بدولة الاحتلال الوقوف عنده.
النكبة كانت في عام ١٩٤٨م، والنكسة كانت في عام ١٩٦٧م، وفي هذا العام الذي نحن فيه يكون قد مرّ على احتلال الضفة والقدس وغزة والجولان خمسون عاما. خمسون عاما هي مدة طويلة ولكنها لا تغير التاريخ، ولا تقلب الحقائق، فالاحتلال هو الاحتلال طالت المدة أم قصرت، ومهاجمة دانون للأمين العام لن تغير الحقيقة، ولن تمنع الفلسطينيين من التمسك بحقهم بأرضهم، ومطالبتهم بقيام دولتهم التي انتظروها منذ سبعين عاما كما أشار لذلك الأمين العام.
ومما قاله الأمين العام وهو حق أيضا، قوله :" هذا الاحتلال فرض عبئًا إنسانيًا وتنمويًا ثقيلًا على الشعب الفلسطيني، بما في ذلك جيل بعد جيل من الفلسطينيين الذين أجبروا على أن يكبروا ويعيشوا في مخيمات لاجئين مكتظة، يعاني الكثيرون منهم من الفقر المدقع في ظل أمل ضئيل أو معدوم في حياة أفضل لأبنائهم'.
إنه " يجب حل الصراع وفقا لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، في عام 1947 العالم اعترف بدولتين تقومان بنفس الوقت، في 14 أيار عام 1948 ولدت دولة (إسرائيل)، والعالم لا زال ينتظر ولادة الدولة الفلسطينية العتيدة. إن ما قاله الأمين العام هو ما يقوله العالم بأسره عدا دولة الاحتلال، التي اعتادت أن تتهم المنظمة الدولية بالكذب والتلفيق؟!