بقلم :د. يوسف رزقة
"بلدية غزة" تنفذ ٧٠٠ كشف صحي على محال بيع وإنتاج المواد الغذائية الشهر الماضي، وتتلف ٢٤ طنًا من المواد الغذائية الفاسدة؟! هذه الرسالة وصلتني من إعلام بلدية غزة، وهي تهدف فيما أظن أن تكشف عن نشاط البلدية في مجال المتابعة والمحافظة على حياة السكان، وهي متابعة تستحق الشكر، ولكن ما أن قرأت الرسالة حتى شعرت بالألم للحالة المؤسفة التي تشرح الرسالة في وجهها الآخر جزءًا منها
هذا بعض ما تعاني منه الحياة في غزة. الكشف عن مواد غذائية فاسدة لا يخص غزة، بل هو موجود في أماكن كثيرة، ودول كثيرة. غزة قبل الحصار وتداعياته المؤلمة كانت من أفضل المناطق في العالم في مجال الغذاء الآمن. الحصار وبالذات النقص الكبير في الكهرباء أضر بالحياة الغذائية ضررًا بالغًا. المحال التي تبيع المجمدات مثلًا لا تجد الكهرباء لكي تحافظ على الأطعمة بشكل جيد، لذا تجدها عرضة للفساد.
الألبان مثلًا تحتاج إلى الكهرباء حتى لا يتغير طعمها، جل المحلات الصغيرة والمتوسطة من لا تملك مولدات كهرباء تعاني من القدرة على حفظ الألبان بشكل جيد، وهذا ينطبق على عشرات الأصناف الغذائية الذي يحتاجها الإنسان، فأن تقوم بلدية غزة بـ(٧٠٠) كشف صحى على محال بيع المواد الغذائية فتكون النتيجة أنها أتلفت (٢٤) طنًا من المواد الغذائية الفاسدة، فهذا شيء طبيعي، لأن أسبابه معلومة، إنه الحصار وتخفيض (إسرائيل) للكهرباء بنسبة (٣٠٪) بناء على طلب من رئيس السلطة؟!
خذ مثلًا مياه الشرب المحلاة والمياه أساس الحياة لا سيما في هذه الأجواء الحارة لا تجد كمية الكهرباء الكافية من أجل القيام بعملية التحلية على الوجه الصحي، ثم بيعها للسكان؟! الطعام والشراب في غزة يحتاج لحفظه صالحًا للتناول إلى الكهرباء، وتكاد الكهرباء أن تكون غير موجودة، لذلك يجب النظر إلى تصريحات الشخصيات الأجنبية، في الأونروا وغيرها عن الكارثة الإنسانية التي تعاني منها غزة بجدية حقيقية، ويجدر بالمجتمع الدولي أن يتدخل، وأن يمد يد المساعدة لغزة، للمحافظة على حياة مليوني نسمة من الإصابة بأمراض مختلفة كنتيجة مباشرة للأطعمة الفاسدة، أو لمياه الشرب غير الصالحة. وتذكروا أن هناك مواليد، وأطفالًا، ومرضى وهم الشريحة الأكثر حاجة للمساعدة في هذه الأجواء.
غزة يا سادة لا تستطيع أن تعتمد على نفسها في توفير الكهرباء، أو معالجة تداعيات الحصار، وأن من يشددون الحصار على غزة يرتكبون جريمة، ترقى إلى مستوى القتل الجماعي المتعمد، لذا ندعو كل من يهمه الأمر قائلين له دعوا غزة تعيش الحياة الطبيعية، دون حصار، ودون أطعمة فاسدة. غزة بحاجة إلى حملة دولية عاجلة لمعالجة مشكلة المياه، التي هي أساس الحياة الصحية بالحد الأدنى؟!