بقلم :د. يوسف رزقة
أحمد الله أن بلغنا رمضان، وأحمده أن بلغنا ليلة القدر، وأدعو الله أن يتقبل منا ومن المسلمين قاطبة الصيام والقيام والدعاء، وأن يجعلنا من عتقاء هذا الشهر الكريم، وأن يجمعنا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
لقد مضى شهر رمضان خفيفا سريعا، ولكنه مضى وأحوال المسلمين تنقصها العافية، وكان آخر الابتلاء الأزمة التي نشبت بين قطر من جهة والمملكة السعودية والإمارات والبحرين من جهة ثانية، وما زالت تداعيات هذه الأزمة تعصف بهذه المنطقة الحساسة وكم كنا نتمنى أن تجد الأزمة لها حلا قبل نهاية شهر رمضان المبارك، ولكن يبدو أن ما نتمناه شيء والواقع على الأرض شيء آخر.
لقد مضى رمضان الكريم وحصار العدو والقريب لغزة يشتد ويتمدد، ومشكلة الراتب والكهرباء والمياه والدواء تكاد تعصف بسكان غزة، غير أن بصيصا من الأمل المحدود تولد في النفوس مع قدوم الوقود المصري الذي أعاد تشغيل محطة توليد الكهرباء بشكل جزئي، مما خفف بعض الألم، ولكنه لم يحل المشكلة، فحصة المناطق في التوزيع للكهرباء أقل من ست ساعات وهي مدة قليلة.
لقد مضى رمضان والمشكلة العراقية والسورية والليبية واليمنية بدون حلول حقيقية، وما زال النزاع يعصف بهذه المناطق، وكم كنا نتمنى لو توقف هذا النزاع في شهر رمضان الكريم، ولكن يبدو أن الناس في مناطق النزاع ما قدروا رمضان الكريم حق قدره، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
انتهى رمضان الكريم، لندخل في عيد الفطر السعيد، ولا يسعنا في جريدة فلسطين إلا أن نتقدم بتهانينا لعامة العرب والمسلمين أينما كانوا، داعين الله أن يتقبل منهم الصيام والقيام، وأن يرفع ما بينهم من نزاع وخصومة، واسمحوا لنا أن نخص بالتهنئة كل العاملين في جريدة فلسطين، وأن نقول لهم كل عام وأنتم بخير، وكل عام وأنتم إلى التميّز أقرب، والتهنئة الخاصة موصولة بكل معاني الحب والتقدير لقراء جريدة فلسطين وكتابها وشركائها، ومجلس إدارتها، داعين الله أن يأتي العيد القادم وقد تحررت بلادنا من الاحتلال، ولا يفوتنا أن نخص بالتهنئة أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال، وكذا عوائل الشهداء رحمهم الله جميعا، وكل عام وأنتم بخير، وكل عام وجريدة فلسطين الغراء أكثر تقدما ورقيا.