بقلم :د. يوسف رزقة
تقول المصادر الإعلامية: إن السلطة في رام الله أبلغت الطرف الإسرائيلي بطلب وقف تزويد غزة بالكهرباء، وأنها لن تقوم بدفع ثمن الكهرباء التي تغذي غزة من المقاصة، ويأتي هذا الإجراء الغريب من جانب السلطة بعد توقف محطة كهرباء غزة عن العمل، وبعد خصم ٣٠٪ من رواتب الموظفين، وبعد وقف مخصصات بعض الفصائل التي تدفع لها من الصندوق القومي الفلسطيني، وهذا يشمل الجبهتين أيضا، والحجة أنه مطلب أميركي باعتبار هذه الفصائل (إرهابية)؟
نعم هناك ضغوط أميركية وإسرائيلية متزايدة لإجبار السلطة على القبول السياسي بما يمكن تسميته نقاط ترامب للحل النهائي، حيث تذكر المصادر أنه سيطلق مبادرة للحل بعد لقائه عباس في الثالث من الشهر القادم، وبعد زيارته المرتقبة للمنطقة.
إن ازدياد الضغوط على غزة ربما هو لإقناع ترامب بأن السلطة جادة في محاربة المقاومة، حتى وإن تضرر السكان.
) إسرائيل) نفسها ترفض قطع الكهرباء عن غزة كما تذكر مصادر عبرية، وتدرس بدائل أخرى، خشية الانفجار، وخشية الإضرار غير المحتمل بجميع السكان؟! ومن هذه البدائل كما يقول يؤاف منسق شؤون الحكومة العبرية في المناطق المحتلة "إن تل أبيب ستضطر إلى تقليص كميات الكهرباء التي يتم تحويلها إلى قطاع غزة عبر الخطوط الإسرائيلية بعد فترة قصيرة.
كمية الكهرباء التي تصل غزة قليلة جدًا وأي تقليص يلحق بها يعني خلق كارثة إنسانية شاملة لسكان غزة؟!
إن قطع كهرباء الطرف الإسرائيلي عن غزة يعني توقف جل مرافق الحياة، وشل قدرة السكان على مواصلة حياتهم الطبيعية، وخلق أزمات جديدة لا تحتملها غزة ولا سكانها، وليس أمام حماس أو السكان أي طرق مفتوحة للحل، لأن أوراق الحل شبه معدومة. فهل تلجأ المقاومة إلى سياسة شمشون (عندما هدم المعبد قائلًا علي وعلى أعدائي؟!)، أم أن الصبر والانتظار والمصالحة مع عباس هو الأفضل؟!
إننا عند الأزمات كنا نناشد خادم الحرمين ودول الخليج ومصر لتساعدنا في تخفيف الأزمات، فمن نناشد اليوم إذا كانت السعودية والإمارات تتهم حماس بالإرهاب؟!
فإننا ندعو من منبر جريدة فلسطين لعدم تقليص إمدادات الكهرباء لغزة مهما كانت الحجج؛ لأن تقليص الكهرباء يساوي الحكم بالموت على سكان غزة؟! وندعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته الأخلاقية في هذا المجال.