بقلم د. يوسف رزقة
لم تعد مؤتمرات القمة العربية مثيرة للاهتمام. يمكن القول بأن القمة العربية وما يقال فيها هو حديث مكرر وغير ذي مغزى عمليا. لقد هرمت القمة العربية، كما هرم جل القادة العرب الذين يحضرون القمة. من علامات قلة الاهتمام بالقمة العربية أن المغرب اعتذر عن استضافة القمة .استضافت الأردن القمة الأخيرة، وكان الدور القادم على الأمارات العربية فاعتذرت مبكرا عن حقها في استضافتها ؟!
. باختصار لم تعد القمة العربية حدثا كبيرا يحظى باهتمام الزعماء العرب، ولا حدثا مثيرا يحظى بمتابعة الشعوب العربية والإعلام الدولي.
ومن علامات الهرم في القمة العربية الأخيرة في السلايمة قرب البحر الميت هو استغراق أصحاب القضايا الرئيسة في نوم عميق في أثناء الجلسة الافتتاحية، وقد حددت الكاميرا ثلاثة ، كان أولهم محمود عباس وثانيهم عبد ربة منصور هادي رئيس اليمن.
لقد علقت صحيفة ( رأي اليوم) في افتتاحيتها على النوم ، بقولها ستكون أهم اللافتات في القمم التالية المكتوبة على الجدران هو ممنوع النوم، وأرى أنا أن يغرم النائم بضريبة مالية، وأن يعاقب بسكب الماء البارد على وجهه، حتى لا تكون القمة فضيحة( بجلاجل) على وسائل الإعلام العربية والدولية؟!! .
لست أدري هل يحدث في القمم الأوربية النوم على هذه الشاكلة، أم أنها ظاهرة عربية وحسب ؟! ولست أدري هل هي بسبب الكبر في السن، وجل القادة العرب كبار في السن؟! أم هي نتيجة صعوبة المشاكل التي يناقشها القادة العرب في القمة، حيث تصيبهم المناقشات بالتعب والإعياء والنوم؟! أم هي بسبب مكان انعقاد القمة قرب البحر الميت حيث تكون درجات الحرارة عالية وتبعث على النوم؟! وهذا يستدعي سؤالا لوجستيا يقول ألم تكن المباني مكيفة بحيث تبعث على النشاط؟!
تقول إحدى الصحف العربية:" لا نعرف ما اذا كانت كاميرات التلفزة التي التقطت لنا مناظر زعماء عرب وهم يغطون في النوم قد تعمدت هذه الخطوة، ام انها كانت اجتهادا من المصورين الذين يبحثون عن الجديد المثير الذي يكسر حالة الرتابة في التغطية، ولكننا نجزم أن المسؤولين “الكبار” عن هذه التغطية لم يريدوا ذلك، وأيا كان السبب فإن هؤلاء، أي المصورين، والمخرجين الذي أشرفوا على نقل وقائع البث يستحقون جوائز الاوسكار، لانهم أبدعوا في توثيق حقيقة الانهيار الذي تعيشه مؤسسة القمة العربية، والجامعة العربية، والعمل العربي المشترك عموما". انتهى
نحن في فلسطين لا نلوم الزعماء الذين لا يحضرون جلسات القمة العربية، ولا نلوم الذين يعتذرون عن استضافتها لأنها أصبحت مكررة وقليلة الفائدة، ولكن يجدر أن نلوم ولو قليلا الذين يحضرون القمة من أصحاب القضايا المهمة ثم ينامون في جلساتها، ويعرضون أنفسهم والقمة نفسها إلى سخرية وسائل الإعلام، لذا يجدر بالقمم القادمة أن توزع على الحضور حبوب منع النوم، مع تحسين الطعام، ووضع برامج تنشيطة تبعث على اليقظة؟!.