بقلم د. يوسف رزقة
جماعة ( حسيديم) اليهودية المتطرفة التي تدعو لقتل العرب في زيارة تطبيعية لمملكة البحرين؟! الخبر صحيح والصور المنشورة من خلال الفيديو أظهرت المجموعة وهي تغني لدولة إسرائيل وتقيم شعائر تلمودية، منها إهداء الشمعدان اليهودي للجهات البحرينية.
أمام ردة الفعل الشعبية البحرينية الغاضبة حاولت الجهات الرسمية التنصل من المسئولية عن الزيارة، وزعمت أن الوفد يحمل الجنسية الأميركي وحضر لأغراض تجارية، ولم يكن أحد يعلم أنه وفدا يهوديا، وهذ ما كذبته الأوساط البحرينية الشعبية، التي ترى في الدولة انحراف نحو التطبيع مع العدو، لا سيما بعد أن شارك وزير خارجية المملكة في جنازة شيمعون بيرس قبل أشهر.
لقد توحد الشعب البحريني بمكوناته الحزبية والطائفية في رفض الزيارة، والتنديد بها، معتبرين وجودهم في البحرين هو تدنيس لقداسة هذ البلد، وهو خيانة للقضية الفلسطينية .
البحرينيون، ندّدوا بمُحاولات “التطبيع″ التي تُحاول بعض الأطراف التي لها سياسات مُنحرفة فرضها عليهم، كما دشّنوا وسم “هاشتاق” تحت عُنوان “البحرين لا تُرحّب بكم”، للتعبير عن غَضبهم، لتدنيس الوفد الصهيوني “لكرامة” بلادهم.
الناشط سلمان علي قال إنه لا يَستغرب دفاع بعض المُرتزقة عن الصهاينة. دينا بوحسين أكدت أنها كبحرينية ومنذ الأزل تُناصر القضية الفلسطينية٠ محمد عثمان ذكّر بصورة من طلائع مُقاتلين بحرينيين للقتال في فلسطين٠أما ابراهيم بن شيخ علّق قائلاً: “لا مرحبا بكم، ولا سهلاً”.
مراقبون، يرون أن حادثة “الزيارة الصهيونية”، وحّدت الشعب البحريني على قلب رجل واحد، وأنستهم تلك الفوارق والخلافات الطائفية، كما يؤكد مراقبون أن الغضب البحريني المُتواصل، ما هو إلا أكبر دليل على أن القضية الفلسطينية، لا تزال حاضرة في قُلوب الشعوب الخليجية، ورَفضها القاطع للتطبيع مع “العدو” الإسرائيلي.
في حرب ٢٠١٤م افتخر نيتنياهو عن وجود شركاء خليجيين يفهمون سياستهم، وأنهم يتشاركون في ضرورة مواجهة الخطر الإيراني، وأن ثمة قواسم مشتركة باتت تجمع دولته مع عدد من دول الخليج لم يسمها طبعا، ولكن يبدو أن مملكة البحرين لا شعبها واحدة من هذه النظم التي تري أنه يمكن الاستعانة بالعدو الصهيوني في مواجهة الخطر الإيراني، وهي استعانة لا تخرج عن القاعدة القديمة القائلة : كالمستجير من الرمضاء بالنار؟!، فدولة العدو الصهيوني ليست خطرا على فلسطين فحسب، بل هي خطر حقيقي على كل الدول العربية ودول المنطقة، وهي دولة تسعى للهيمنة على القرار العربي والشرق أوسطي أيضا من خلال عامل القوة العسكرية والتحالف مع أميركا.
لقد أخطأت البحرين في التطبيع مع العدو الصهيوني، وهو تطبيع لن ينتج شيئا إيجابيا لا للمملكة ولا للشعب، تماما كما هو تطبيع كان غير منتجا أو مفيدا لمصر والأردن، وثمة فرصة أمام المملكة البحرينية لاستدراك الأمر، وإيقاف كل دعوات التطبيع لا نصرة لفلسطيني فحسب، بل نصرة للبحرين نفسها من تغلغل النفوذ اليهودي فيها، ونصرة للقضايا العربية التي اتفقت عليها جامعة الدول العربية، وحتى لا تتهمها إيران بخيانة فلسطين.