بقلم : د. يوسف رزقة
يقول الناطق باسم «فتح» أسامة القواسمي إن الحكومة الإسرائيلية تتبع سياسة تقوم على محاصرة الرئيس عباس سياسياً، والبحث عن بدائل محلية شبيهة بروابط القرى العميلة، التي أسستها إسرائيل مطلع الثمانينات. وأضاف: «كما أسقط شعبنا روابط القرى العميلة، سيسقط هذه المحاولات أيضاً».
وتقول المصادر المطلعة :" إن الحكومة الإسرائيلية قلصت من صلاحيات السلطة الفلسطينية بصورة كبيرة أخيراً، وحصرتها في الخدمات الأمنية، والمدنية القريبة إلى خدمات المجالس البلدية. ويرى كثير من المراقبين أن الحكومة الإسرائيلية تعمل على إلغاء الدور السياسي للسلطة الفلسطينية وتحويله إلى دور خدماتي. ويبدي الكثيرون قلقهم من قبول بعض فئات الفلسطينيين التعامل مع الإدارة العسكرية الإسرائيلية بسبب ضعف السلطة وشيوع الواسطة والمحسوبية في مؤسساتها." الاقتباس من الحياة اللندنية
وأقول في هذا المقام : ليس مهما أن تصف أعمال عدوك، المهم أن تعرف كيف ترد على أعمال عدوك، بحيث تحفظ مصالح وطنك، وتحافظ على مبادئك، وتبدل خطط عدوك. وأنا مع الصحيفة أن سياسة محاصرة السلطة في الجانب الأمني هي سياسة يمينية متفق عليها، ومن الغباء إنكارها، أو تصور أنها أوسع من ذلك، وهي بالمناسبة ليست سياسة جاءت مع ليبرمان وتوليه مسئولية الجيش، بل هي سياسة الليكود واليمين أيضا قبل ليبرمان.
حين تدرك السلطة وفتح سياسة العدو، وتجيد وصفها للرأي العام، عليها أن تشتق من الواقع الموجود سياسة مناقضة ومكافئة، بحيث تبطل سياسة العدو، وتحفظ التوازن لحقوق الشعب، وهذا لا يكون من خلال ملاحقة من يتعاملون مع سياسة العدو، وإنما تكون من خلال أمرين:
الأول وقف التنسيق الأمني. والثاني إطلاق يد المقاومة في الضفة والقدس. عندها فقط يمكن إفشال سياسة العدو التي وصفها جيدا المتحدث باسم حركة فتح.
لقد قدمت صحيفة الحياة اللندنية شواهد داله على سياسة ليبرمان في محاصرة السلطة والتعامل مع المواطنين مباشرة،وذكرت أن حكومته سحبت التصاريح من هيئة العاملين في الشئون المدنية في غزة، وأنها باتت تتعمل مع الجمهور مباشرة، ومن علامات ذلك فتح (يؤاف مردخاي) صفحة على مواقع التواصل الإجتماعي لمخاطبة الفلسطينيين مباشرة.
الأمر واضح جدا للقيادة الفلسطينية، فهل يكفي الإعلان عن أن هذه السياسة واضحة و ستفشل، كما فشلت روابط القرى في الثمانينيات؟! هذا الكلام الإعلامي غير كاف، ولا يدل على جدية في التعامل مع العدو، ومواجهة خطواته واحدة بواحدة، لذا قلنا ونقول جيد أن نعرف ما يريده العدو، وكيف يتصرف لتحقيقه ما يريد، ولكن الأجود والألزم أن نعرف نحن ما نريد، وكيف نحقق ما نريد.
إن رغبة نيتنياهو ليبرمان هو أن تتحول السلطة إلى مؤسسة خدمات مدنية كالبلديات ، وهذا شيء لا يخفى على أحد في سياسة العدو، ولكن الخفي علينا هو ماذا فعلت السلطة، أو ماذا يمكن أن تفعل في مواجهة هذه السياسة؟! سياسة العدو هي ترسخ مفهوم الحكم الذاتي بديلا عن الدولة فماذا نفعل ، هذا هو المهم والأهم .