هل تتصالح المملكة مع الإخوان
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

هل تتصالح المملكة مع الإخوان؟

 فلسطين اليوم -

هل تتصالح المملكة مع الإخوان

د. يوسف رزقة

( ليس لنا مشكلة مع الإخوان المسلمين، مشكلتنا مع فئة قليلة، هذه الفئة تقول إن في رقبتها بيعة للمرشد)، بهذه العبارة لخص سعود الفيصل مشكلة بلاده مع الإخوان المسلمين، بحسب ما نقلته الصحفية سمر المقرن ، في صحيفة الجزيرة السعودية

إننا إذا تأملنا بعمق هذه العبارة نجد فيها نعطافا سعوديا تجاه مراجعة المملكة لملف الإخوان المسلمين، في عهد الملك سليمان بن عبد العزيز، فما يحدده الأمير سعود الفيصل لا يبرر بشكل كاف وضع الإخوان المسلمين على قائمة الإرهاب السعودية.
إن عبارة سعود الفيصل تبرئ الإخوان من أية أعمال جنائية، أو إرهابية ضد المملكة، وهذه تبرئة واقعية، وهي في غاية الأهمية. إن تهمة الإرهاب لا تلصق بالأفراد أو بالجماعات إلا بعد أعمال جنائية إجرامية واضحة لا تقبل تأويلا غير الإرهاب، أو التآمر على الدولة واستقرارها. 
سعود الفيصل يتحدث عن مشلة بسيطة، ونقطة خلاف يسيرة ، مع فئة قليلة من الإخوان ، هذا من ناحية، ويحاصرها في قضية فكرية يسيرة من ناحية ثانية. 
أما الفئة القليلة فأحسبه يشير إلى أبناء تنظيم الإخوان ممن يحملون الجنسية السعودية، ومن ثمة فهو ليس معنيا بأعضاء التنظيم من المصريين أو السوريين أو غيرهم. وأما أنها فكرية فلأنها تتعلق بالبيعة. وربما يرى سعود الفيصل أنه لا تجوز بيعتان في بلد واحد من فرد واحد، بيعة للملك السعودي خادم الحرمين الشريفين، وبيعة أخرى من نفس الشخص للمرشد العام وهو مصري الجنسية؟!
هذه المشكلة يسيرة، وتحتاج إلي تحرير فكري، فالبيعة في حركة الإخوان بيعة (تنظيمية)، تماثل تقريبا العضوية في الأحزاب، وهذه البيعة ترتب حقوقا تنظيمية للأفراد، وواجبات تنظيمية عليهم إزاء التنظيم، وهي ليست البيعة (العامة بيعة الإسلام ) كبيعة الأفراد للخليفة، أو الملك، أو صاحب السلطان، والتي تناولتها الأحاديث النبوية بالبيان ،والتي يمنع الشارع الفرد من خلع بيعته للخليفة إلا بحقها. 

(بيعة الإسلام، ليست بيعة التنظيم) ، وإذا ترك فرد بيعة التنظيم لسبب من الأسباب، يبقى مسلما له كل حقوق المسلمين، ولكنه لا يتمتع بالحقوق التي تخص أفراد التنظيم، تماما كما أن من ليس عضوا في حزب ما لا يتمتع بحقوق من في الحزب. وعليه فهذا الذي ترك بيعة التنظيم ، ليس مفارقا للجماعة، لأن الإخوان هم من جماعة المسلمين، وليسو جماعة المسلمين. 

ولا أظن أنه ثمة خفاء في هذه المعاني عن سعود الفيصل، لما يتمتع به من خبرة وذكاء. ومع ذلك فيجدر بقادة الإخوان بيان مفهومهم للبيعة التنظيمية، ومراسلة قادة المملكة لتجلية الأمر جيدا، ومن ثمة تطوير الموقف السعودي نحو المصالحة، لأن كلامات سعود الفيصل تفرش طريقا واسعا للمصالحة، من خلال تحديد المشكلة الفكرية، وإخراجها من دائرة الجناية والأرهاب، ومن خلال التقليل منها، وحصرها في فئة قليلة من الأفراد. 
ثمة مؤشرات أخرى تحدثت فيها وسائل الإعلام عن وجود فرص حقيقية للمصالحة بين الإخوان والقيادة السعودية الجديدة، وهذا أمر جيد للطرفين، وللمنطقة، وللمسلمين أينما كانوا، وعلى قيادة الإخوان الاقتراب خطوة من القيادة السعودية، لبناء سياسة مسئولة تردم الجفوة، وتمحو القطيعة، وتؤسس للتعاون، وتستعيد الثقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تتصالح المملكة مع الإخوان هل تتصالح المملكة مع الإخوان



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday