د. يوسف رزقة
قالت مصادر صحفية ( إسرائيلية) أن حكومة نتانياهو ( قررت ) تنفيذ قرار تقسيم المسجد الاقصى زمانيا على مرحلتين : المرحلة الاولى- هي ملاحقة التواجد الفلسطيني داخل المسجد الاقصى من خلال اعتقال واستهداف العلماء والخطباء وطلاب مصاطب العلم والمرابطات واعتبارهم ملاحقين من الامن الاسرائيلي.
والمرحلة الثانية- تحديد مواعيد يومية إلزامية تسمح لليهود بدخول المسجد الأقصى، ومنع الفلسطينيين من دخول الأقصى في تلك الساعات، تماما كما حدث مع المسجد الابراهيمي في الخليل. انتهى الاقتباس
إننا إذا تتبعنا الإجراءات ( الرسمية ) لحكومة نيتنياهو نجد أن المرحلة الأولى تسير باضطراد للوصول إلى أمر واقع يغيّر من طبيعة المسجد الأقصى وحق المسلمين في باحاته، وحق التواجد فيه على مدار الساعة كما يتواجد المسلمون في الحرم المكي، والحرم النبوي، فالأقصى هو ثلث الحرمين الشريفين وإليه تشدّ الرحال كما تشدّ للحرمين.
في يوم الأحد كان هجوم جنود الاحتلال على المصلين واسعا وقاسيا، حيث أصيب بجراح مختلفة مائة منهم، وتم خلع بعض شبابيك الواجهة القبلية، واعتقلت الشرطة بعض المصلين. وأمس الاثنين هاجمت قوات من الشرطة والجنود المصلين، وجرحت خمسة منهم بجراح بالغة، واعتقلت آخرين. ومن المنتظر أن يواصل جنود الاحتلال هجومهم على المصلين يوما بيوم حتى يتعب المصلون ويرضخون للأمر الواقع. وفي السياق نفسة اعلن يعالون وزير الحرب الصهيوني حظر مصاطب العلم، واعتقال الطلاب والأساتذة، وهذه الأخبار والإجراءات تؤكد صحة ما قالته المصادر العبرية عن تولى نيتنياهو شخصيا تنفيذ خطة تقسيم المسجد الأقصى.
والملاحظ أيضا أن المرحلة الثانية تسير (بالتوازي ) مع المرحلة الأولى حيث تمنع الشرطة المصلين من الدخول إلى الاقصى من السابعة وحتى الحادية عشرة ظهرا، وهي الفترة التي يسمح لليهود فيها بدخول الأقصى ؟!
وقد أفاد الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى أن الشرطة (الإسرائيلية) أغلقت بوابات المسجد القبلي، بالجنازير، ليحاصروا المصلين المتواجدين في داخل المسجد. وأن عناصر من الشرطة (الإسرائيلية) ينتشرون على سطح المسجد القبلي وفي ساحات المسجد؟!
وكالعادة لم تتجاوز ردود الأفعال العربية نطاق الشجب وإعلان الغضب والاستغاثة بالمجتمع الدولي، فقد تعهدت السعودية بالدفاع عن المسجد الأقصى من أي عدوان، وحذر الأزهر من اشتعال غضب المسلمين. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إنه “سوف يتم التحرك على الأصعدة كافة للتصدي لأي عمل عدواني يقوم به الاحتلال (الإسرائيلي ) أو يقوم به المستوطنون تجاه المسجد الأقصى المبارك”.
نيتنياهو يا سادة يفعل ما يريد، والقيادة العربية تقول سوف نفعل ونتصدى. والفرق بين من يفعل ومن يعد بأنه سيفعل فارق كبير وواسع جدا، وحال الأقصى لا ينتظر، فالحرب الدينية بدأت عمليا من ثالث الحرمين الشريفين، وبدأت بنار ( إسرائيلية ) رسمية، بحسب المصادر العبرية، وحين نقول هذا علينا أن ننظر إلى ما حولنا في مناطق الصراع في اليمن، والعراق، وسوريا، حيث تشكل الحرب المذهبية وهي صورة داخلية من الحرب الدينية القاسم المشترك في صراعات المنطقة، وهي صرعات تغذيها إسرائيل بالحطب والوقود، ومن ثمة ترى حكومة نيتنياهو أن البيئة الآن مواتية لها لتقسيم الأقصى، وتطبيق نموذج المسجد الإبراهيمي في الخليل عليه. الأقصى يأن ويصرخ بينما أعلام إسرائيل ترفرف في بعض العواصم العربية؟! ونحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب، والمكان المناسب؟!