كمن بلع منجلا
آخر تحديث GMT 07:46:26
 فلسطين اليوم -

كمن بلع منجلا؟!

 فلسطين اليوم -

كمن بلع منجلا

د. يوسف رزقة

يبدو أن نيتنياهو مطمئن لعودة الجمهوريين للحكم في البيت الأبيض. نيتنياهو الذي ربط مصيره السياسي بالجمهوريين قرر مواجهة إدارة الرئيس أوباما، مرة من داخل الكونجرس بخطابه الرافض للاتفاق النووي مع إيران، ومرة من خلال حملته الانتخابية التي أعادته لرئاسة الحكومة ، حيث أعلن انتهاء مشروع حل الدولتين، وأنه لن يقوم بانسحاب جديد في الضفة، الأمر الذي أثار حفيظة الإدارة الأميركية، لأن فيما قاله نيتنياهو نهاية للدور الأميركي في مفاوضات السلام. 

في ضوء ما تقدم بدأت الإدارة الأميركية ترفع صوتها ضد نيتنياهو، وتتهمه بالتدخل في الشأن الداخلي الأميركي. 

وقد اتهمت إدارة أوباما المخابرات الإسرائيلية بالتجسس ، واعتبرت تصريحات نيتنياهو ضد عرب ١٩٤٨م تصريحات عنصرية.

ولم يكن اتصال أوباما بنيتنياهو للتهنئية بالفوز دافئا، وانتهت المفاوضات مع إيران باتفاق مبادئ، وصفه أوباما بالتاريخ، ووصفه نيتنياهو بأسوأ اتفاق لأنه يهدد أمن اسرائيل بزعمه.

هذه مجموعة من المواقف والمؤشرات التي تحكي جفاء في علاقة أباما شخصيا، وإدارته ، مع نيتياهو وحكومته، ولكن الطرفين يؤكدان في كل مناسبة على متانة العلاقات الاستراتيجية بينهما، رغم الخلافات في الملفات المذكورة.
خلاصة القول تقول : إن إدارة أوباما في البيت الأبيض تواجه أزمة في التعامل مع نيتنياهو، بعد الحرج العلني الذي تسببه لها في الملف الإيراني من ناحية، وفي ملف مشروع حل الدولتين من ناحية أخرى.

إدارة أوباما بدت عاجزة أمام نيتنياهو قبل فوزه في الانتخابات الأخيرة، وهي الآن أشد عجزا بعد فوزه الكبير على غير توقع وقد عبرت إدارة أوباما عن عجزها هذا، من خلال التسريبات التي تتحدث عن توجه الإدارة الأميركية لتمرير قرار في مجلس الأمن للاعتراف بدولة فلسطين على محدود ١٩٦٧م، تقدمه فرنسا بضوء أخضر منها ؟!
هذه التسريبات تدل على عجز، أكثر مما تدل على قوة، أو على رغبة أميركية لمعاقبة نيتنياهو على تصرفاته وتصريحاته.

لذا نجدها تبحث عن أفكار جديدة، وأليات جديدة تمكنها من التعامل مع نيتنياهو الذي يحظى بدعم الجمهوريين، وبعض الديمقراطيين. 

وأحسب أن أوباما مضطر للتخلي عن فكرة الصدام، والعقاب، في تعامله مع نيتنياهو، على الأقل لكي لايقضي على فرص المرشح الديمقراطي القادم بالفوز بالبيت الأبيض.

أوباما يدرك حجم تأثير اللوبي اليهودي في أميركا في الانتخابات العامه، وهو دور لا تقفز عنه الأحزاب الأميركية. 

في ضوء ما تقدم فإن الخاسر الأبرز هو مشروع المفاوضات، وحل الدولتين ومحمود عباس والسلطةالفلسطينية، التي أحرقت بدائلها أمام سراب حل الدولتين، وأمام الرعاية الأميركية، وتبدو قيادة المفاوضات الفلسطينية الآن كمن بلع منجلا، فلا يستطيع إتمام البلع ولا إخراج المنجل؟! لذا نجد صوت عباس وصائب خافتين ، حيث لا يتحدثا عن المفاوضات، ولا عن بدائل المفاوضات، ويمضيان وقتهما في قضم أظافرهما، أو الحديث في الجنائية، أو الكذب على الله واتهام حماس بالتفاوض السري مع اسرائيل. ثمة مرجحات تشير إلى أن اسرائيل ستفرض رؤيتها بما تملك من أوراق داخل أميركا نفسها، دون أن تهدم علاقتها الاستراتيجية مع أميركا، ولديها المؤهلات الكافية لانتظار فريق الجمهوريين بعد أقل من سنتين. فمن ينتظر عباس وعريقات؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كمن بلع منجلا كمن بلع منجلا



GMT 07:46 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:34 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:20 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:14 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 07:07 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 07:04 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday