د. يوسف رزقة
قبل أيام أشتكت ( إسرائيل) حماس إلى مجلس الأمن بزعم أنها تعد لحرب جديدة، ولم تقدم إسرائيل مبررا واحدا على زعمها، وهو ما قرأنا فيه توجها اسرائيليا لافتعال حرب جديدة ضد غزة، و أنها تقوم بتهيئة الأجواء للحصول على شرعية معركة، وأقمنا الدليل على ذلك بتصريح ليبرمان، وجالنيت، حول عزمهما على شن حرب جديدة على غزة إذا تولى أحدهما وزارة الدفاع؟! الحرب على غزة صارت جزءا مركزيا من عملية الصراع الانتخابي الحاد في الدولة العبرية، وجميع الأطراف تتحدث عن فشل نيتنياهو في حرب ( الجرف الصامد)، لأنه يرتجف عند القرارات الصعبة؟! إن (٢٢٠٠ شهيد)، وأكثر من ( ١١٠٠٠ جريح) غير كاف؟! كان هذا كلام ليبرمان، ومجموعة من اليمين الشرس، ولو توقف الأمر عنده لسكتنا عن المسألة، لأن الجميع يعرف ليبرمان وإغراقه في البلطجة السياسية، غير أن المسألة تجاوزت ليبرمان واليمين، وبرزت أكثر عند ما يسمى أحزاب الوسط، وبالذات عند تحالف هرتسوغ وليفني، لذا نحن في حاجة إلى نقل جزء من تصريحاتهما الأخيرة في زيارتهما إلى مستوطنات غلاف غزة، ومعهما عاموس يدلين المرشح وزيرا للأمن ، وعمير بيرتس وزير الأمن الداخلي السابق، ومما جاء في تصريحاتهم كسياسات مقررة عند الفوز : ( إعادة الجيش إلى المستوطنات المحيطة بغزة. وإعادة قوة الردع وتوجيه ضربات قوية لحماس. وعدم إطلاق سراح أسرى شاركوا في قتل إسرائيليين. نزع أسلحة قطاع غزة. وقال عاموس يادلين : إن نيتنياهو فشل في قضايا الأمن، وإن حزبه سيوفر الرد، الذي فشل نيتنياهو في توفيره بسبب ضعفه). إنه وبناء على هذه التصريحات وغيرها، يمكن القول بأن اسرائيل تدق طبول حرب جديدة على غزة في أثناء الدعاية الانتخابية، وهو ما يؤشر على أن المجتمع الإسرائيلي بمكوناته من يمين ويسار ووسط، يؤيد من يهدد غزة بالحرب، وبالويل والثبور؟! ولو كانت ثمة قيادة حقيقية للشعب الفلسطيني، لقدمت شكوى إلى مجلس الأمن تطالبه فيها منع إسرائيل من القيام بحرب جديدة، ومن اتخاذ المنافسة على الحرب مادة انتخابية، لأنها تحرض الرأي العام الداخلي وتهيئه لها. إنه وبغرض زيادة الإيضاح أنقل للقارئ بعضا من تفكير عاموس يادلين كما ورد في كتاب الجرف الصامد، باعتباره يرأس مركز دراسات الأمن القومي في اسرائيل: ( على اسرائيل أن تدرس فشلها في منع تسلح حماس في الماضي، ْو رخاوة الرد الإسرائيلي على إطلاق النار تجاهها. ويقترح على صانع القرار القيام باقتحام بري مركز لمناطق قلب حماس، بدون احتلال غزة، وعمليات خاصة لقتل أو اعتقال القادة، والمساس المركز بقادة حماس في مراحل القتال. والتوجه إلى حسم عسكري دون احتلال غزة، ومواصلة القتال، واستخدام القوة،المتضمنة مكونات حديثة للمفاجأة والخداع ... الخ.) اسرائيل تعد نفسها لحروب عدة على جبهات، مع غزة من ناحية، ومع حزب الله من ناحية ثانية، ومع النووي الإيراني من ناحية ثالثة، بينما نحن في فلسطين فشلنا ببركة محمود عباس وتفانيه؟! في أدارة حكومة توافق وطني، وفشلنا في حل مشاكل غزة؟! والأدهى والأمر أن تعدّ إسرائيل السلطة الفلسطينية جزءا أصيلا من تحالف إقليمي ضد حماس ، وضد المقاومة في غزة للأسف. ومع ذلك لن يفلحوا بإذن الله، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.