خارطة طريق واقعية
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

خارطة طريق واقعية

 فلسطين اليوم -

خارطة طريق واقعية

د. يوسف رزقة

كان خطاب خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أمس خطابا وحدويا كما وصف هو، وكما تؤكده تحليلات الكتاب وتعليقاتهم. كان مشعل فيما يبدو حريصا على تجميع المكونات الفلسطينية معا، لمواجهة التحديات، سواء تلك الناتجة عن تهويد الأقصى وتقسيمه، أو تلك المرتبطة بدعوة عباس الفردية لاجتماع المجلس الوطني الفلسطيني.
كان مشعل يدرك حجم هذه التحديات إدراكا جيدا، وكان يدرك أيضا حجم الجراح العربية النازفة في أكثر من قطر من أقطار العالم العربي، وقد أبدى تفهما لحجم تراجع إهتمام النظام العربي بالقضية الفلسطينية، بعد أن زاحمتها القضية العراقية، والسورية، والمصرية، واليمنية، والليبية، وتنظيم الدولة، غير أنه رغم ذلك كله طلب من قادة النظام العربي الاهتمام بقضية القدس والمسجد الأقصى، وهنا وجه خطابا محددا لكل من الأردن، والمغرب، والسعودية، بحكم المسئولية لكل دولة .
كان الصحفيون في المؤتمر أكثر يئسا من الحالة العربية، كما تبدى ذلك في أسئلتهم، وكان خالد مشعل متفهما لمشاعرهم، ولكن حرص على أن يبدو متفائلا، رغم قتامة المشهد، وتمزقات الأمل في المستقبل القريب.
مشعل الذي تفوق على نفسه، وعلى إحباطات الواقع، دعا عباس وفتح والفصائل كلها إلى (خارطة طريق) رأى أنها مشروعا وطنيا للحل، والخروج كن المأزق، وبالذات بعد الدعوة الانفرادية لعقد المجلس الوطني. وخاطب عباس وفتح بضرورة تإجيل اجتماعات المجلس الوطني، والعودة معا إلى اتفاق ٢٠٠٥م، واتفاقات القاهرة ٢٠١١م، واتفاق الشاطئ، ووثيقة التوافق الوطني، وجميعها اتفاقات شاركت الأطراف جميعها في صياغتها والاحتكام إليها.
لم يدخل مشعل في التفاصيل، ولم يمارس المناورة، وتوجه بشكل مباشر وصريح لمحمود عباس بصفاته المعروفة، لكي يتخذ قرار التأجيل لحماية الوطن من الانقسام، والتنازع، ولانتقال بالجميع إلى خطوة الإصلاح والترميم لهياكل العمل الفلسطيني، بمشاركة الجميع، بالانتخابات والتوافق أيضا، ومن ثمة عقد المجلس الوطني المنتخب لممارسة حقه في الرقابة، والتشريع، والمحاسبة.
لم يتطرق مشعل لعيوب أحد، ولم يدخل في عيوب المجلس الوطني الحالي، وترك كل ما يجرح ويؤذي، وقفز إلى الحلول التي تلتقي عندها الفصائل الوطنية والإسلامية، وكذا المستقلون، والأكاديميون ، وكثيرون من أبناء فتح والعرب، وتمنى على عباس أن يستجيب لدعوته، وإن يفتح صفحة جديدة للعمل شراكة في إدارة الملفات، لا سيما بعد أن انهار مشروع المفاوضات، وبعد المتغيرات العربية والإقليمية المقلقة.
كان مشعل في تناوله لمشكلة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وفي مشكلة المسجد الأقصى، ينظر إلى الأمام، وإلى المستقبل ، رغم إلحاح الماضي، ومبررات التراجع إلى الخلف وتحميل المسئوليات لمن أوصل القضية إلى ما وصلت إليه من فشل في المعالجات، وتقدم سالب في الاستيطان والتهويد، وإهمال المجتمع الدولي لعذابات الفلسطينيين. ما طرح مشعل كان (خارطة طريق) جامعة وكاملة، تنبثق من الواقع، ولا تسبح في الخيال، وتحترم الاتفاقات والثوابت ، وتعطي الأمل في المستقبل، وتتخفف من الحزبية، ومن المحاسبة الثورية .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خارطة طريق واقعية خارطة طريق واقعية



GMT 07:46 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:34 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:20 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:14 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 07:07 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 07:04 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday