حين تتعارض المصالح والأهداف
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

حين تتعارض المصالح والأهداف

 فلسطين اليوم -

حين تتعارض المصالح والأهداف

د. يوسف رزقة

ما يجري في العراق وسوريا، وداخل دول التحالف وخارجه، يكشف عن حالة ضبابية، ورمادية ، تثير الحيرة والريبة عند كل من يبحث عن الحقيقة، أو عن فهم ناضج لما يجري هناك، على الأرض العربية.
أميركا تريد من تركيا أن تحارب تنظيم الدولة نيابة عنها، على الأقل في مستوى المعارك البرية، وذلك لسببين : الأول- لأن أميركا تخشى تداعيات الحرب البرية، وعودة جنودها في نعوش مثيرة للرأي العام، في حرب خارج حدودها، لا تملك لها مبررات قوية ومقنعة للناخب الأميركي.
والثاني - لأن تركيا مجتمع مسلم، ويحكمها حزب إسلامي الهوية، وهذا يرفع عن واشنطن تهمة العداء للإسلام نفسه.
وفي المقابل فإن تركيا تخشى من أمرين : الأول - أن تساعد عمليات الغرب وتسليح الأكراد ضد تنظيم الدولة في إقامة دولة كردية مستقلة ذات سيادة في المنطقة، وهذا ما ترفضه تركيا بإجماع أحزابها، عدا الحزب الكردي. والثاني- تريد تركيا مقايضة تدخلها البري ، بإقامة منطقة عازلة في شمال سوريا، تشتمل على حظر طيران كامل، بإشراف أميركا والناتو، وهي تهدف من وراء ذلك حماية مصالحها التي ارتبط منذ فترة بسقوط نظام الأسد ؟
وإذ نظرت في الموقف الإيراني، وجدته يؤيد ضربات التحالف الجوية ضد تنظيم الدولة، وفي الوقت نفسه يحذر من توسيعها لإسقاط النظام في دمشق، لذا نجد إيران تعارض بقوة المطالب التركية بإنشاء منطقة عازلة، وتضع أمن اسرائيل على الطاولة في حال إنشاء هذه المنطقة ؟!
من المعلوم ان السعودية ودول الخليج شاركوا التحالف في قصف مواقع لتنظيم الدولة، وطيران هذه الدول جاهز لطلعات إضافية، ولكنها تبدو مترددة في إرسال قوات برية، خشية تداعيات هذا النوع من الحروب الخارجية على مجتمعاتها المحلية ؟! مع أنها تدرك كأمريكا أن القصف الجوي لا يهزم تنظيم الدولة ؟!
في أميركا، والغرب ، يتحدثون عن الجيش العراقي بأنه هش، ولا يستطيع الصمود والانتصار على تنظيم الدولة، لذا هم يحولون معالجة هشاشته بالتدريب. وفي الوقت نفسه لا تقبل السعودية مشاركة ايران في التحالف، ومن المعلوم أيضا أن استراتيجية التحالف في العراق وسوريا ليستا سواء .
ولا اعتقد أن مفهوم أميركا لهزيمة تنظيم الدولة، يتفق تماما مع مفهوم السعودية والعراق، لذا نجد التصريحات الأميركية تتحدث عن حرب طويلة، ربما تمتد الى (٣٠) عاما، وهذا لا يخدم مصالح دول الإقليم المحيطة بسوريا والعراق، وإن كان يخدم مصالح اسرائيل، الدولة الأكثر حضور في استراتيجية التحالف ، والأكثر استفادة من مخرجات هذه المعارك، ولكن الإعلام لا يغطي دورها.
خلاصة المشهد في هذه المسألة يحكي حالة ضبابية، ورمادية، مضطربة اضطرابا حقيقيا، وهو يحكي أيضا قصة تعارض المصالح والأهداف، وأظن أن المنطقة حبلى بكل جديد، وغير متوقع، لاختلاف حسابات الأطراف، لأن ما يجري مؤسس على ظلم وعدوان، وإن ما خفي في استراتيجية الأطراف، أخطر مما هو معلن. وإن الخاسر الأكبر هم سكان المنطقة، والفائز الأكبر غدا هي اسرائيل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين تتعارض المصالح والأهداف حين تتعارض المصالح والأهداف



GMT 07:46 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:34 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:20 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:14 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 07:07 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 07:04 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday