تمثيلية الانقلاب الواقع والخيبة
آخر تحديث GMT 18:41:05
 فلسطين اليوم -

تمثيلية الانقلاب.. الواقع والخيبة

 فلسطين اليوم -

تمثيلية الانقلاب الواقع والخيبة

د. يوسف رزقة

عباس يصدق أحيانا أنه رئيس سلطة ودولة، ولكنه يقرّ كثيرا في أحاديثه أنه لا وجود حقيقي لما تسميه الأوراق سلطة. وفي لقائه الآخير بالدوحة قال أمام مشعل وأمير قطر أنه لا وجود للسلطة، وأن مشروعه السياسي القادم الآن بعد عشرين سنة من التفاوض: أن يطلب من جون كيري ترسيم حدود دولة فلسطين على أرض (١٩٦٧)، فإذا رفض فسيحل السلطة ويسلم مفاتيحها الى بيبي كسلطة احتلال تتحمل كافة المسئوليات. 
هذا كلام عباس الطازج ، وتفاصيله الموسعة في محاضر الاجتماعات المسربة عن اجتماعات الدوحة، ويمكن الرجوع إليها في المواقع و الوكالات؛ ولأن عباس أقرّ قديما، وحديثا، أنه لا سلطة حقيقية، فإني أسأله كيف يتهم حماس في الجلسة نفسها، وفي المحاضر المنشورة نفسها أنها تريد الانقلاب عليه من خلال ما أسماه الإسرائيلي خلية ال (٩٣)؟!! 
الناس تنقلب على شيء موجود عادة، ولا تنقلب على شيء غير موجود؟! الناس تنقلب لتحصل على شيء لها فيه مطمع، ولا تنقلب على شيء ليس لها فيه مطمع؟! حماس التي سلمت حكومة غزة لعباس بإرادتها لا مطمع لها في الحكم على الأقل في هذه المرحلة. حماس أعطتك (الجمل بما حمل ) في غزة والضفة كما يقولون رغم رفض شباب حماس لذلك، ثم تأتي لتتهمهم بأنهم يعدون انقلابا؟! وتتهم مشعل بالكذب ؟! وتتهم فتح وحماس معا بأنهم ( جنونك)، وتنسى إسرائيل التي( جننتك، وطلعتلك قرون) ، كما ما يقولون؟!
حماس وغيرها من فصائل المقاوم
لا مطمع لها في السلطة والحكم، ومطمعها الوحيد الآن في مقاومة المحتل وتحرير الأرض، ومن ثمة كان كلام (ماجد فرج ) في اليوم التالي من تمثيلية عباس ونرفزته أدق، ونقل حرفيا ما قاله كوهين من أن خلية (٩٣) كانت تمثل خطرا على السلطة، ولم يقل أنها كانت تعد انقلابا. 
ثم كيف يمكن لهذا العدد المحدود، ببنادق معدودة، أن يعمل انقلابا في ظل قوات الاحتلال، وقوات عباس الأمنية ؟! إن الحديث في الانقلاب في ظل هذه الأوضاع وما يماثلها حديث سخيف، لأنه يستخف بالعقل البشري ويحتقر المنطق، ولا أحسب أنه ثمة غياب لهذه المعاني والمفاهيم عن عباس، المنسوب إليه تاريخيا أنه تعاون مع آخرين للانقلاب على ياسر عرفات. 
الرئيس عباس لا تخفى عليه هذه المفاهيم، ولا تخفى عليه أكاذيب الصحف العبرية التي لفقت للخبر وروجت له، فهو الذي يزعم دائماً أنه لا يصدق الإسرائيليين ، ولكن الفكرة راقت له، واستغلها في بدء حملة هجوم على مشعل وحماس،في الدوحة وأمام الأمير، باعتبار أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، وهو يعلم أنه مظنة هجوم قوي من حماس والمقاومة لمواقفه السالبة من الحرب على غزة، ولعدم تحمله مسئولياته كرئيس، ولتنصله من التزاماته لاتفاق إنشاء حكومة الوفاق الوطني، وبالذات فيما يتعلق باستحقاقات الموظفين. 
خلاصة الكلام عباس كان يعلم يقينا أنه لم يكن ثمة انقلاب عليه، وأن ما يقال هو خديعة اسرائيلية، ولكنه استحسن توظيفها وتمثيلها لخدمة مشروعة، ومصالحه، ليس إلا. والحقيقة أنه استطاع أن يحرف مسار المحادثات نحو الوجهة التي يريد، من خلال خلط أوراق عديدة معا، بينما كان الناس في غزة يحسبون أن المجتمعين في الدوحة لا حديث لهم إلا غزة والعدوان القتل والتدمير؟!! وأنهم تناسوا خلافاتهم ولا يبحثون إلا في الحلول التي تنقذ غزة وأطفالها ومنازلها. لقد أصابت غزة خيبة أمل حين قرأت محاضر الاجتماعات المسربة، الأمر الذي فاقم ألم العدوان والقتل والتدمير على أبنائها، وجلهم يفرك يديه الآن ويقول : حسبنا الله ونعم الوكيل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تمثيلية الانقلاب الواقع والخيبة تمثيلية الانقلاب الواقع والخيبة



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday