تفجيرات أنقرة
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

تفجيرات أنقرة

 فلسطين اليوم -

تفجيرات أنقرة

د. يوسف رزقة

هل دخلت تركيا في توجهاتها نحو الشرق ضمن دائرة الفوضى الخلاقة، بحيث يجري على أرضها ما يجري على الأرض العربية من صراعات ؟! أم هل بات التقارب التركي مع العرب ومع القضية الفلسطينية عبئا على السياسة التركية واستقرار الجبهة الداخلية في تركيا؟! أم هل غدت الأنظمة العربية المتخاصمة فيما بينها على مستوى السياسات الداخلية، وعلى مستوى السياسات الخارجية نقمة على تركيا بشكل متزايد كلما اقتربت تركيا أكثر من الثوب العربي الممزق والمشتعل ؟! أم إن ابتعاد تركيا عن دولة العدو الإسرائيلي هو الذي حرّك نار الطائفية، والعرقية، والحزبية، في الساحة التركية، وجعل تفجيرات أنقرة الأخيرة تعبيرا عن يد الصهيونية الطويلة ؟! أم إن تفجيرات أنقرة الخطيرة هي نتاج مباشر للصراع في سوريا، وللتوتر غير المسبوق بين تركيا وروسيا بعد إسقاط تركيا لطائرة السيخوي؟!

هذه أسئلة يجدر إثارتها، والإجابة عنها، إضافة إلى مقاربة اعتبارات أخرى، حتى يتسنى للمرء قراءة الحالة التركية، والوقوف ولو بشكل جزئي على حقيقة هذه التفجيرات الضخمة ، التي تستهدف العاصمة التركية، بوتيرة تراكمية تبعث على القلق. 

تركيا في عهد الرئيس أردوغان كانت منذ البداية حريصة على تصفير مشاكلها الداخلية والخارجية، خاصة مع الأكراد، حتى تنجح في عملية التنمية، وتحقق النهضة الاقتصادية، وبالفعل تمكنت من تحقيق ذلك لفترة متوسطة من الزمن، وبشكل جيد جدا، غير أنها فيما يبدو فجرت براكين من الحقد والكراهية حين وقفت موقف الناقد للسياسة الإسرائيلية ، والسياسة الأميركية في فلسطين وسوريا ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام. 

من المؤكد أن أميركا وأوربا غير راضية عن توجهات أردوغان لتوثيق علاقاته مع الدول العربية والإسلامية التي كانت تاريخيا ضمن نفوذ العثمانيين. تركيا توجهت نحو المشرق مضطرة حين أغلق الاتحاد الأوربي معها أبواب التفاوض والانضمام للاتحاد. أميركا، والغرب، ودولة العدو، غير راضين عن توجهات تركيا وسياساتها الخارجية، فلم تستجب أميركا مثلا لطلب تركيا في إنشاء منطقة آمنة للسوريين في شمال البلاد، ولم تستجب لها بوضع حزب قوات سوريا الديمقراطية الكردي على قائمة الإرهاب ؟! . ولم تقم دول أوربا بتحمل عبء المهاجرين السوريين الموجودين في تركيا، أو دعم الموقف التركي من الأسد وروسيا بشكل جيد. .
 
تركيا رفضت بقاء الأسد رئيساً لسوريا، ورفضت انقلاب الجيش المصري على الرئيس المنتخب، ورفضت التدخل الروسي في القتال إلى جانب النظام، ورفضت التدخل الإيراني، وهذه المواقف العلنية جلابة مشاكل، وتثير غرائز الانتقام عند الكارهين للنظام التركي. 

بالأمس أسفر انفجار ضخم قرب حديقة في ساحة كيزيلاي وسط العاصمة التركية أنقرة، عن سقوط ما يزيد عن ٣٤ قتيلا وعدد أكبر من الجرحى ، وكان انفجار سابق قد وقع في العاصمة قبل شهرين أودى بحياة ٢٩ من العسكريين والمدنيين وهذه أعداد كبيرة . ويلاحظ على التفجيرات أنها قوية جدا، وأنها بنوعية متقدمة من المتفجرات، وأنها تستهدف قتل أكبر عدد ممكن، وأنها تتركز في العاصمة ، لتكون مشبعة برسائل سياسية وأمنية واقتصادية، وكأنها تستهدف إجبار أنقرة على تغيير سياساتها. والعودة إلى حاضنة الغرب وإسرائيل. 

ما من شك في أن تركيا في حاجة ماسة لمراجعة سياساتها الأمنية، ومراجعة سياساتها الإقليمية والدولية، والعمل على إحباط أية هجمات أخرى، وفي اعتقادي أنها ستنتصر على الأحقاد والكراهية. إن ما وقع في تركيا مؤلم لكل فلسطيني ولكل عربي ومسلم ، وجميعنا يتمنى للحكومة التركية النجاح في مواجهة هذه التحديات، التي يفرضها أعداء تركيا على الشعب التركي ظلما وعدوانا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفجيرات أنقرة تفجيرات أنقرة



GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 12:15 2020 الخميس ,19 آذار/ مارس

للمرة الثانية... الكرة في ملعب أنقرة

GMT 13:31 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

إدلب.. حدود الفعل التركي

GMT 07:09 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

«الآن هنا، أو شرق المتوسط مرة أخرى»

GMT 06:57 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

عشر ساعات هزت سوريا والإقليم

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday