تبرئة الإخوان في بريطانيا
آخر تحديث GMT 06:46:04
 فلسطين اليوم -
أخر الأخبار

تبرئة الإخوان في بريطانيا

 فلسطين اليوم -

تبرئة الإخوان في بريطانيا

د. يوسف رزقة

رحب رئيس حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي بنتائج التحقيقات التي أجرتها اللجنة التي كلفتها الحكومة البريطانية بإجراء تحقيقات في أنشطة جماعة الإخوان المسلمين، والتي انتهت الى تبرئة الإخوان من أي صلة بالإرهاب ، وأرجع الغنوشي ذلك الى أمرين : الأول - استقلالية وعدالة القضاء في بريطانيا، والآخر- معرفته الشخصية اليقينية بطبيعة دعوة الإخوان السلمية التي ترفض العنف والتشدد.

وأنا إذ أضم صوتي الى الغنوشي حول الطبيعة السلمية لدعوة الإخوان، فإني لا أنظر إلى هذه السلمية على أنها أقوى من الرصاص دائماً؟! . لأن المسالمة الدائمة في كل الأحوال ومع الجميع عيب، وتغري بالعدوان. فالسلمية كالحلم لا تصان إلا بالحزم والقوة، وإلا عدّ اللئيم الحلم ضعفا.

حين سئل البروفيسور محمد الجوادي عن تهمة العنف عند الإخوان، قال : يا ريت! . يا ريت عندهم عنف! لما وصلت مصر إلى هذا الحضيض. المشكلة أنهم يبالغون في السلمية، بينما تبالغ الدولة في قتلهم واعتقالهم وقمعهم.

وكيف تنجح السلمية في إسقاط انقلاب وحكم يؤمن بالقوة لا بالسلمية ، ولا يؤمن بالديمقراطية؟! السلمية دعوة نبيلة في مجتمع ديمقراطي تؤمن قواه السياسية، وأحزابه، والجيش، بالسلمية، والديمقراطية، وصندوق الانتخابات. فإذ تدخل الجيش بقوة السلاح للسيطرة على الحكم، وقهر الأحزاب والشعب، وشطب الديمقراطية بالسيادة، فإنه لا معنى عندها للسلمية، ولا للديمقراطية. هذا ما يقوله التاريخ، لا ما يقوله الجوادي.

إن تبرئة لجنة التحقيقات البريطانية مهمة جدا للإخوان في بريطانيا وفي كل مكان، في ظل تحالفات دولية وعربية تستهدف الإسلام ومنظماته بتهمة الإرهاب، لقتل الصحوة الاسلامية العالمية، ومنع تقدمها. وهي نتائج مهمة وذات مغزى في صفع العواصم العربية الغنية التي استخدمت نفوذها المالي، وغير المالي لدى بريطانيا لكي تضع الإخوان على قائمة الإرهاب. بريطانيا قررت تأجيل نشر نتائج التقرير خشية الإضرار بمصالحها في هذه الدول في هذا التوقيت.

لم تكن الحكومة البريطانية في حاجة الى إنشاء لجنة تحقيق أصلا لتصل الى الحقيقة التي تعرفها يقينا عن الإخوان منذ عشرات السنين ، ولكن عواصم عربية مؤثرة في مجال المال والنفط، كانت هي بحاجة لموقف بريطاني يدين الإخوان بالإرهاب ،أو يدينها بمساعدة جماعات ذات أنشطة إرهابية ، ليتسنى لها حظر أنشطة الإخوان في بريطانيا. وغفلت هذه العواصم عن طبيعة النظام والحريات في بريطانيا. الدول الشمولية فقط هي من تحظر الإخوان. وهي الدول عينها التي تتهمهم كذبا بالإرهاب.

الاخوان بحاجة إلى موازنة بين السلمية، وحق الدفاع عن النفس، لأن حق الدفاع ليس إرهابا. الإرهاب أن تقتل بريئا من أجل مصلحة سياسية لا تستحقها أنت بالأساليب الديمقراطية. الإخوان عاشوا قرنا إلا عقدا ونصف، ولم يرفعوا بندقية واحدة للدفاع عن النفس، حتى نظر اليهم الحكم العسكري، والخصوم، عادة ، على طول المدة نفسها ، على أنهم خراف يمكن أن تساق إلى الذبح، أو الحظيرة والسجن، بدون ردة فعل عنيفة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تبرئة الإخوان في بريطانيا تبرئة الإخوان في بريطانيا



GMT 06:12 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

ليلة الفقر في موسكو

GMT 05:56 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

نكسة كبرى للثقافة الليبرالية

GMT 05:54 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

الطريق إلى المشروع العربي؟!

GMT 05:52 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

ليبيا: اعترافات الوزيرة وصمت الحكومة

GMT 05:50 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

الديون الأميركية والأزمات المالية العالمية

GMT 05:45 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

حيرة السوريين !!

GMT 05:42 2025 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

للسياسة تاريخ في لبنان

GMT 06:01 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 08:57 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تفوز بجائزة أفضل كروس أوفر في حفل جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 22:14 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على فيلم افتتاح مهرجان "القاهرة السينمائي"

GMT 11:56 2019 السبت ,13 تموز / يوليو

كبرى الشركات في قطر تُعلن عن وظائف شاغرة

GMT 10:32 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

انخفاض قيمة صادرات النفط السعودية

GMT 12:35 2020 الجمعة ,19 حزيران / يونيو

آداب الاستئذان للأطفال
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday