البيت المقدس بين مفهومين
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

البيت المقدس بين مفهومين

 فلسطين اليوم -

البيت المقدس بين مفهومين

د. يوسف رزقة

للبيت رب يحميه. حقيقة تاريخيه قالها عبد المطلب لقادة جيش أبرهة عند عزمهم على هدم الكعبة. كان عبد المطلب عاجزا بنفسه وبقريش عن ردّ العدوان، ولكنه فيما يبدو كان مؤمنا بما قال عن حماية الله للكعبة بيت الله في هذا المكان المقدس. حصلت المعجزة وتدخلت القدرة الإلهية فجعلت جيش إبرهة كالعصف المأكول، وحمى الله بيته. 
ثمة بيت آخر من بيوت الله في الأرض يتعرض لما تعرض له بيت الله الحرام في مكة، إنه المسجد الأقصى، أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، وهو في الأرض المقدسة، أرض المحشر والمنشر، أرض فلسطين المباركة، والمحتملة. وثمة عاجز عربي وإسلامي شامل، يستغرق دول العالمين العربي والإسلامي، وثمة من يقول منهم : (إن للبيت رب يحميه) ، للعجزه كعبد المطلب ، ولكن مع اختلاف في النية واليقين بين قائل اليوم ، ومن قال الكلمة قديما. 
ثمة عجز،وضعف إرادة، وغياب يقين، عند قادتنا، بدليل تمادي البلاء والابتلاء، وتأخر نصر الله، وارتفاع رحمته. 
إنك إذا فتشت عن العجز العربي وجدته قائما وجليا في السلطة، وفي المسئولية الأردنية عن المقدسات في القدس، وفي جامعة الدول العربية، وفي منظمة التعاون الإسلامي، وفي لجنة القدس التي يرأسها المغرب العربي، وجلّ هؤلاء قالوا  إن الأقصى خط أحمر؟!). تعبيرا عن رفضهم الإجراءات الاسرائيلية التي تتجه نحو تقسيم الأقصى زمانيا ومكانياً بخطوات سريعة ومدروسة، ولكن الخط الأحمر العربي والإسلامي لا يزيد عن صرخة في الفضاء، أو خط في الهواء، ولا أحسب أن هؤلاء سيتحركون إيجابيا لحماية الأقصى حتى ولو هدمته دولة الاحتلال ، أو مجموعات التلمود المتعصبة. 
لا نية عند هؤلاء لاستنقاذ الأقصى، ولا قدرة لهم على ذلك، وهم لا يفكرون بتحريره، ومبادرتهم العربية تحكي عجزهم، وتغفل عن مسرى نبيهم، وقد يتفاوضون غدا على التقسيم المكاني والزماني، باسم العجز، والتسامح، والمرونة، والتفرغ لتنظيم الدولة، أو للإسلام السياسي، أو لما يسمونه الإرهاب؟! . 
إن مقولة ( للبيت رب يحميه)، لا رصيد ذاتي له في نفوس الأفراد، وبالذات من القادة، ولا رصيد لها في الضمير الجمعي العربي والإسلامي الذي استسلم، أو يكاد، أمام سيطرة اسرائيل على بيت المقدس، وضمها ، وجعلها عاصمة أبدية لدولتهم منذ عام ١٩٦٧م. 
إن غياب الرصيد العربي والإسلامي على المستوى الرسمي الحكومي له سابقة، بل سوابق عديدة مؤلمة، منها حريق الأقصى في عام ٦٩، ومنها تدمير اسرائيل لعشرات المساجد التاريخية، والكبيرة في غزة في المعركة الأخيرة دون مبررات عسكرية حقيقية، ودون احتجاج عربي أو إسلامي على تدميرها و هدمها، وفي أثناء الحرب الأخيرة قلت  إن في هدم وتدمير مساجد غزة إنه تمرين لهدم وتدمير الأقصى، وأنه تجربة اسرائيلية لقياس ردود الأفعال العربية والاسلامية؟!). 
أما هذه الصورة القاتمة على المستوى الحكومي، ثمة صورة مشرقة لمفهوم ( للبيت رب بحمية) تقوم عليها اللجان والقوى الشعبية الفلسطينية، من سكان القدس، وفلسطين المحتلة عام ٤٨، وسكان الضفة وغزة، هؤلاء عقدوا العزم على الرباط في المسجد، والدفاع عنه بصدورهم العارية، وبما يملكون ، وهم على يقين أن الله سيحمي مسرى نبيه ، وبيته المقدس. هؤلاء هم أهل الله وخاصته، ممن حملوا أمانة الأقصى، واعتصموا بالرباط فيه ، والدفاع عنه حتى يأتي نصر الله. هؤلاء هم فقط من يعرفون معنى ( الأقصى خط أحمر) ، لأنهم يعملون بحسب ما يقولون، وغيرهم يقول ولا يعمل عن عجز وغياب نية وإرادة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البيت المقدس بين مفهومين البيت المقدس بين مفهومين



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday