الأرض  وحتمية الزوال
آخر تحديث GMT 07:46:26
 فلسطين اليوم -

الأرض .. وحتمية الزوال

 فلسطين اليوم -

الأرض  وحتمية الزوال

بقلم: د. يوسف رزقة

احتفلت الجماهير الفلسطينية أمس الأول بالذكرى السنوية ليوم الأرض. يوم الأرض من الأيام الوطنية على مستوى فلسطين، يعظم فيه المحتفلون الأرض، ويعلنون أنهم يتمسكون بها باعتبارها مركز الصراع. نعم الأرض التي ثمثل فلسطين كل فلسطين تحت الانتداب هي مركز الصراع. حين تطرد قوات الكيان الصهيوني سكان فلسطين بمساعدة بريطانيا الدولة الحاكمة في عام ١٩٤٨م، فإن هذا يعني أن يهود يريدون الأرض خالية من سكانها، وحين يتمسك الفلسطينيون بحق العودة، ويعدونه حقا فرديا غير قابل للتصرف ، فهم يعلنون أن الأرض هي مركز الصراع.

لم يدخل شعبنا الفلسطيني في صراع ممتد مع يهود لأنهم يهود، بل دخل معهم في صراع ودفاع عن النفس لأنهم يغتصبون الأرض، ويطردون سكانها بقوة السلاح. إن أكبر عملية عنصرية في العصر الحديث في إطار الصراع على الأرض كانت من يهود في عام ١٩٤٨م، لقد تم الطرد للسكان بقوة السلاح على أساس الجنس، والدين، والتطهير العرقي. إن من يتذكر الأرض والطرد يسخر من كل كلمة تقولها دولة العدو عن الديمقراطية والمساوة. دولة العدو ليست واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط كما يزعمون؟! . دولة العدو المحتل هي واحة العنصرية الدينية، والعرقية، الأوسع في العالم، بعد أن تمكنت من بناء جيش مسلح .

يوم الأرض فلسطينيا هو يوم تجديد إرادة الشعب الفلسطيني بأرضه ومدنه وقراه، وبكامل تراب وطنه، فهو اليوم الذي تجتمع عليه كل مكونات الشعب الفلسطيني. الأرض الوطن هي الأم التي تجمع شعبنا، وتذكرنا بنكبة ١٩٤٨ م حتى لا ننسى. ربما كان هذا اليوم هو يوم للعاطفة نحو فلسطين، وهذا صحيح، ولكنه هو يوم لتجديد الإرادة الوطنية التي تتمسك بحق العودة إلى مدن وقرى الوطن. وإن الاختلال الحاصل في موازين القوة العسكرية بيننا وبين العدو ليس دائما أو مؤبدا، بل هو متحرك، وسيأتي اليوم الذي يخرج فيه يهود من فلسطيني، بعز عزيز، أو بذل ذليل، و وبشارات زوال كيان العدو تتزايد وتقترب. الزوال كائن حتما، ولكن المواقيت بيد خالق الزمن ومسبب الأسباب. نحن ننتظر وعد الصدق كما نفهمه من القرآن والسنة، ويكاد يفهم هذا الوعد ويتوقعه قطاع كبير من يهود. 

لن تستطيع دولة العدو أن تحتفظ بسيطرتها على الأرض الفلسطينية، وقادتها يعلمون ذلك، لا سيما حين تتحرر الشعوب المسلمة من الاستبداد الذي يحكمها منذ عقود . إنها عقود سوداء كان من مخرجاتها الرئيسة نكبة فلسطين، ثم نكسة فلسطين، ثم التطبيع مع العدو، ثم خدمته أمنيا، ثم معاداة المقاومة الفلسطينية، ثم حصار غزة وتجويع سكانها؟! . 

في هذه الأيام ربما بدأ بعض حكام العرب يدركون معنى كلمة ( إسرائيل خنجر في ظهر الأمة العربية) ، لا سيما بعد أن بدأت العراق وسوريا في التمزق، ودخلت المنطقة العربية في أتون صراع يتحكم فيه من الخلف ( إسرائيل ) والدول العظمى. الآن فقط أدرك عديد من الزعماء معنى الأرض، ومعنى وجود كيان غريب في وسط أمة عربية واحدة. لقد تأخر الإدراك العربي في الإحاطة بمفهوم الأرض ودلالاته، ولكنه بدأ الإدراك يكبر رغما عن الحكام ، لأن أرض العرب بات مهددة بكيانات جديدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأرض  وحتمية الزوال الأرض  وحتمية الزوال



GMT 01:08 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

معركة الموصل وتداعياتها

GMT 06:22 2016 الثلاثاء ,31 أيار / مايو

ليبرمان وزيرا بصمت عربي

GMT 17:53 2016 السبت ,23 إبريل / نيسان

سياسة لا لبس فيها؟!

GMT 11:49 2016 الثلاثاء ,05 إبريل / نيسان

الحد الأدنى للأجور

GMT 09:19 2016 السبت ,26 آذار/ مارس

قائمة سوداء.. أحسن من بلاش

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday