أوباما في قلبه عظام، وعلى رأسه بطحة
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

أوباما في قلبه عظام، وعلى رأسه بطحة؟!

 فلسطين اليوم -

أوباما في قلبه عظام، وعلى رأسه بطحة

د. يوسف رزقة

ما يجري في العالم الآن هو حرب على الإسلام. لا يمكن الفصل بين الحرب على المسلمين والحرب على الإسلام، فالإسلام يحمله المسلمون ، وليس أرفف المكتبات. أبو حسين أوباما لديه إدراك قلبي وعلمي لهذه المفاهيم، لذا بادر بنفي استهداف الإسلام. ولكن جُل من يراقب معارك أميركا خارج حدودها يجدها في بلاد المسلمين، وضدهم، لذا كلهم يجمع على أن حرب أميركا في افغانستان ، والعراق، وفـلسطين من خلال إسرائيل، وغيرها هي حرب على الإسلام نفسه ، ولا يقبل بنفي أوباما هذا إلا مغفل، أو صاحب صيد.
حين ذبح البوذيون المسلمين وأحرقوهم في بورما، والمشاهد التي تحكي القصة ما تزال طازجة على صفحات الإنترنت، لم تتحرك أميركا ضد من ارتكبوا هذه الجرائم. وحين أحرق النصارى المسلمين في أفريقيا الوسطى، وذبحوهم ذبح الخراف بحماية فرنسية، لم تتحرك أميركا ضد جرائم القتل والحرق والذبح في أفريقيا الوسطى، وحين قتلت إسرائيل أطفال غزة، وأحرقتهم بالقنابل الأميركية، وتجاوز القتل حاجز الألفين، والعشرة آلاف جريح في واحد وخمسين يوما لم تتحرك أميركا ضد جرائم إسرائيل، بل زادت الطين بلة وقالت الاحتلال يدافع عن نفسه؟! وحين قتل المستوطنون الطفل محمد أبو خضير حرقا وهو حيّ لم تضع أميركا جماعة المستوطنين على قائمة الإرهاب؟!
في هذه المواقع المذكورة لم تتحرك أميركا لا سياسيا ولا عسكريا لوقف قتل المسلمين أو ذبحهم أو حرقهم، وبالتبعية لم يتحرك لهذه المهمة أدنى تحالف دولي، وبالتبعية لم تتحرك أيضا الدول العربية والإسلامية أعضاء التحالف الجديد لمنع الجرائم ضد المسلمين في المواقع المذكورة، لا سياسيا، ولا عسكريا، وتوقفوا عند الشجب الإعلامي.
طبعا ثمة إدراك جمعي بين الشعوب العربية أن أميركا تستهدف الإسلام، أو قل الإسلام ممثلا في الصحوة الاسلامية، التي وصفها الملك حسين مرة بأنها تتقدم نحو الإسلام. هذا الإدراك الجمعي يرى أن المقصود بالقتل والحرب ليس داعش، أو ما يسمى تنظيم دولة الإسلام، بل الإسلام نفسه، ومن يتقدم من المسلمين نحو الإسلام منهجا وحكْما.
إن وجود قادة أنظمة لشعوب عربية وإسلامية في هذا التحالف لا ينفي الإدراك الجمعي، ولا ينفي التهمة التي توجهها شعوب البلاد الإسلامية لأميركا، لأن قادة من النظام العربي في هذا التحالف متهمون من شعوبهم بالتهمة نفسها.
في الإدراك الجمعي الشعبي الممتد في القارات أرقام وإحصاءات تتحدث عن أرقام مهولة لمن قتلتهم إسرائيل ،وأميركا، وفرنسا، وبريطانيا، ممن قتلوا في فلسطين، وأفغانستان والعراق، ولبنان، واليمن، والسودان، ومالي، وأفريقيا الوسطى، وبورما، وباكستان، ولكن إعلام التحالف يسكت هنا، ويبرز فقط ذبح أمريكيين، وبريطاني، ثم يتذرع بتهمة إرهاب فضفاضة. إنه بالقياس الرقمي الإحصائي فإن ما ينسب بداعش لا يبلغ نصف في المائة من جرائم إسرائيل في غزة، فقط في الحرب الأخيرة ؟! وشواهد ما نقول قائمة في الميدان، وفي الصور، ومواقع الإنترنت، وتقارير منظمات حقوق الإنسان.
لقد امتدت الحروب الصليبية عقودا، وعقودا، وانتهت الى الفشل لأنها ظالمة. وإن تجديدها تحت مسمى مقاتلة الإرهاب قد يمتد في الزمن عقودا، ولكن مصيرها إلى الفشل، لأن عاقبة الظلم والبغي إلى بوار وفشل.
إن وجود محلل، أو تيس مستعار، لا يجعل الزواج الحرام حلالا. الحلال ما أحله الله، لا ما يحله التيس المستعار، لمصالح دنيوية تخصه.
قد يكون عند بعض التنظيمات الإسلامية أخطاء في الفكر، أو السلوك، أو فهم العلاقات الدولية، -كغيرهم من الناس-، ولكن ما وزن هذه الأخطاء، أو التهديدات، أمام احتلال روسيا القرم مثلا؟! أو احتلال إسرائيل لفلسطين، وتدميرها لغزة في الحرب الأخيرة؟! إنه وبعبارة أخرى كيف يكون ما يجري في العراق خطرا، وما يجري في فلسطين والقرم، وبورما، وأفريقيا الوسطى ليس خطرا؟! لماذا لا تنشأ التحالفات العسكرية إلا لقتل المسلمين؟! هل لأنهم ضعفاء بينما روسيا قوية؟! كيف يفعلون هذا، ثم بعد ذلك يزعمون أن الإسلام ليس مستهدفا؟! دعوا المسلمين يعالجون تشدد بعض تنظيماتهم بطريقتهم، من خلال الفكر والسياسة، كما تعالجون أنتم تطرف النصارى، واليهود بالفكر والسياسة. هذا هو المنطق وغيره عدوان على الإسلام والمسلمين معا

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوباما في قلبه عظام، وعلى رأسه بطحة أوباما في قلبه عظام، وعلى رأسه بطحة



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday