في يوم الأسير وفاء الأحرار للأحرار
آخر تحديث GMT 11:37:55
 فلسطين اليوم -

في يوم الأسير.. وفاء الأحرار للأحرار

 فلسطين اليوم -

في يوم الأسير وفاء الأحرار للأحرار

د. محمد إبراهيم المدهون

عندما يتمنطق شعب بأسره بالشهادة عنواناً ويحاصر الموت ويلاحق الجلاد .. يبصق في وجه السجان .. يتجاوز حدود المكان .. تعلم أن لوناً نادراً من الشعوب الذين صرخوا في وجه فرطقات التقوقع والهزيمة يشمخ أمامك. تغير الزمان وتقلبت قلوب... وبقي شعب المقاومة يدافع عن خياره الأوحد... ويحاصر الهزيمة.. يبقيها في زاوية الانكفاء... ويصفع الباب مقفلاً خلفه همهمات العبث وترانيم التراجع ...وارتقى صهوة المجد ودلف من بوابة الشهادة والاصطفاء والحرية المنتزعة رغم أنف العدو.. ارتقى شعب فلسطين بعد أن غدا علماً من أعلام الإلهام والجهاد والمقاومة وشجرة وارفة الظلال تلتجئ إليها الشعوب الباحثة عن الحرية، فتجد في ظلها سلوى الغربة، وحرارة الحرية والكرامة، وصيانة البيعة... فلم يقنع شعب فلسطين بأقل من العمل الدائم الدؤوب حتى يتجدد وفاء الأحرار.. . ها هي غزة الجريحة تنهض شامخة تعبر بصبر حدود اليأس في ملحمة الأحرار وفاء للأحرار بعد أن خطط الجمع المنهزم أن تحترق وحيدة بين الموت والحصار والحزن والأسلاك الشائكة. نعم غزة الجريحة تئن عزيزة.. ولكنها لا ترتعش على شاطئ الخوف.. ولن تبكي وحيدة.. سوف يبكي الآخرون.. ولن تغرق غزة في البحر.. ولكنها تصنعه حتى يغرق الباطل والظلم والعدوان والاحتلال.. جاءت غزة على قدر.. على ميعاد.. ميلادٍ جديدٍ.. ميلادٍ عظيمٍ.. فما أعظم حياة الجهاد والعزة، وما أقدس لغة الكرامة، كانت غزة دوماً تنتظر لحظة ولادة العزة.. وتأبى الموت الطبيعي.. وانفجرت في لحظة هدوء.. أيقظ دوي الانفجار مساحات العمل.. وأعاد الفكرة بعد أن ذهبت السكرة واستيقظ الجمع .. فإذا السراب يلف الواهمون بالسلام ومسيرته الخائبة الخاسرة، وغزة تحاصرهم.. وقطع لحمها الممزق تقذفهم، ودمها النازف يكتب على كل الأزقة النور والبرهان على صدق الطريق وحسن التوجه لله رب العالمين. إنه الفوز.. إنها العزة وما أجملها من رحلة... شفاء الصدور... إنها ملحمة الأحرار في غزة الانتصار، إشراقة أمل على طريق التحرير.. فسلاماً لغزة الصابرة المتفجر ثورة وناراً وبركاناً ... سلاماً لغزة وقد كتبت بالمجد تاريخاً .. سلاماً لغزة وهي تقدم الأنموذج.. سلاماً لغزة وهي تمنح شعبنا الحياة في يوم الوفاء للأحرار.. سادتي جميعاً.. شهداء ملاحم الحرية وفاء للأحرار الذين بددوا الوهم.. سادتي يا أرباب الشهادة... سنذكركم لأنكم زرعتم فينا البقاء ولأنكم رسمتم فوهة النصر على امتداد (خارطة الوطن)، سنظل نلمحكم لأن أنفاسكم ممزوجة بعطر اقحواننا... وخضرة أرواحكم من خضرة زيتوننا... وأصواتكم خفقات أفئدتنا... سنذكركم لأنكم ستهبون مع نسائم الوطن، وستورق ذكراكم على فصوله الأربعة... وسيتمدد ظل أجسادكم الطاهرة على شواطئ أرواحنا، فقد درجت أحلامنا مع شذا بطولاتكم خطوتها الأولى، بعد أن ظلت مختبئة في مناماتها وهي تطل على استحياء أمـداً طويلاً. سادتي الأسرى الأحرار الذين ما زالوا في بطن الحوت … يا سادة الوفاء سنستلهم منكم ما نشاء، سنعيش على ومضات جهادكم، وسنقطف من أشجاركم عشر وصايا لأطفالنا… سنأخذ منكم ما يجعلنا أقوى وأبقى… وسننقش أسماءكم على صدور صغارنا… سنقص عليهم روائعكم مع طالع كل شمس، حتى لا يخبو حنين المقاومة في فطرتهم، وحتى إذا ما كبروا وسألوا: أين ألوية القسام؟ دونكم الواثقون كأسلافهم أصحاب العطاء الملحمي الثائر... أعلام بارزة في الجهاد والتضحية ، ومنارات سامقة حجبت الظلام وأنارت دروب الجهاد، فكانت شامة في جبين الزمن والوطن، ونموذجاً مشرقاً للعزة والكرامة.. الأحرار في ملحمة الوفاء إشراقة مجد وفأل سعد، ومؤذن فجر، وعنوان صدق، وينبوع صفاء، وقمة عطاء. فلسطين اليوم في يوم الوفاء للأسرى الأحرار ترتدي أزياء النصر والعز والفخار... وتتمتم بصوت مرتفع نحن لأولئك الأحرار خلف القضبان ندافع عنهم ونثأر لسرقة زهرات شبابهم ونطلق من أجلهم وفاء الأحرار لمن بقى خلف الأسوار... بكثير من العزة.. تصرخ فلسطين.. سنمسح الدمعة، ونوقظ الهمة. تهز فلسطين أغلالها... علّ الضجيج يوقظ النائمين.. تئن فلسطين دماً تـنـفـثه بمرارة وحسرة.. رغم ذلك فإنها تلملم جراحها وتلعق دمها الساخن الذي يصنع جداول في طرقات الثورة المفتوحة.. تضم فلسطين أبناءها إلى صدرها.. دم فوق دم.. أشلاء فـــوق أشلاء.. حجر فوق حجر... ملحمة إثر ملحمة.. قواعد البيت الذي يضم شتات الحلم ويخلق فلسطين.. الوهج الذي لا ينطفئ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في يوم الأسير وفاء الأحرار للأحرار في يوم الأسير وفاء الأحرار للأحرار



GMT 11:37 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!

GMT 11:34 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

خلق الإنسان كريما

GMT 05:00 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تحت البحر

GMT 04:57 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

لا سامح الله من أغلق ملفات الفساد

GMT 04:50 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يصنع كتالوجه الخاص

GMT 04:47 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

انتصرنا!

GMT 04:42 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكر السياسي سيرورات لا مجرّد نقائض

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday