للمقاومة في الضفة طعم آخر
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

للمقاومة في الضفة طعم آخر

 فلسطين اليوم -

للمقاومة في الضفة طعم آخر

د. مصطفى الصواف

الشعب الفلسطيني وحدة واحدة سواء كان في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو فلسطين المحتلة من عام 48 أو المتواجدون في الشتات، ولا غنى لأي منهما عن الآخر؛ ولكن هناك أدوار مختلفة لكل منهما يتقدم بعضها ويتأخر آخرون ، وأدوار مختلفة ولكن كلها تصب في هدف واحد وهو إزالة الاحتلال وتحرير الأرض وإقامة الدولة وهذا يحتاج إلى كل الجهود.

ولكن ما يخص قطاع غزة والضفة الغربية في هذه المرحلة مختلف عما يخص الفلسطينيون في فلسطين المحتلة من عام 48 والشتات وفي نفس الوقت لهم دور مختلف في المراحل الأولى وهو دور إسناد وفق ما يحقق المصلحة العليا وبطرق وأدوات تتلاءم مع وضعهم وظروفهم التي هم أجدر الناس على تقديرها والتعامل وفقها بما يؤسس لعمل مختلف في مرحلة متقدمة.

سأركز اليوم على غزة و الضفة الغربية وهما أشبه بجناحي الطائر الذي يمكنه من الطيران، هذان الجناحان سيمكنان الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة من التحليق على الأقل في المرحلة القريبة التي تحتاج فقط بشكل عملي غزة والضفة وخاصة في موضوع المقاومة للاحتلال، فقطاع غزة كما هو معلوم جاهز وهو بات اليوم مكون أساسي للمقاومة في فلسطين، أما الضفة الغربية فقد تعرضت لعمليات تصفية للمقاومة من قبل أجهزة أمن السلطة ومن قبل قوات الاحتلال وهذا يحتاج اليوم وبعد معركة عصف المأكول إلى عودة بناء المقاومة في الضفة، والسؤال كيف ومتى وبأي شكل؟ .

أما على أي شكل ستكون المقاومة في الضفة، فاعتقد أن المقاومة في الضفة في هذه الأيام لم تكن بالشكل السلمي فقط وإن كان في مراحلها الأولى غلب عليها الطابع السلمي ومازال مع وجود بعض الأعمال المسلحة، ونعتقد أن النسبة ستتغير لصالح العمل المسلح في المواجهة مع الاحتلال مع مرور الأيام وستعود الضفة إلى ما كانت عليه في التسعينيات وما بعدها خاصة أن الضفة تشهد إرهاصات انتفاضة ثالثة إن لم تكن قد خلتها بشكل عملي خلال العدوان على قطاع غزة وأن المسألة تحتاج إلى وقت حتى تتضح المعالم بشكل لا يقبل التأويل.

لماذا نركز اليوم على الضفة الغربية، المسألة ليست من باب الترف في الحديث ولا من باب المكايدة واتهام الغير بتعطيل المقاومة وملاحقتها سواء عبر التعاون الأمني القائم بين السلطة والاحتلال أو من خلال هاجس الخوف والقلق الشديد من قبل السلطة لعودة المقاومة إلى الضفة وكان ذلك واضحا على محمود عباس خلال اللقاءات التي جرت في الدوحة العاصمة القطرية أو من خلال خطابه الأخير بعد العدوان على قطاع غزة ووقوعه في شرك المخابرات الصهيونية التي أوهمته أن هناك تخطيط من قبل حماس للانقلاب عليه في الضفة والذي تنفيه تقارير الصحافة الصهيونية أيضا وتؤكد أنه ملفق من خلال قراءة لوائح الاتهام والتحقيقات التي جرت من قبل المخابرات مع المتهمين ورغم ذلك عباس مازال يعتبر هذا الشرك الدليل على حماس والذي استند هو وجوقة المتحدثين باسم حركته من شن هجوم غير لائق على المقاومة وتحديدا حماس.

لكن عندما نقول المقاومة في الضفة فنحن نتحدث عن جبهة القتال الأكثر إيلاما للاحتلال والأكثر إيجابية للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية لاعتبارات كثيرة منها تواجد المستوطنين والمستوطنات، وجود قوات الاحتلال ودورياته،  والأمر الثالث القرب الجغرافي للضفة الغربية من قلب الكيان وهذا يجعل المقاومة أكثر نجاحا، لذلك يجب أن تسعى كل القوى والفصائل كل حسب قدراته لصناعة المقاومة المسلحة وإعادة إنتاجها في الضفة الغربية من جديد حتى تشد أزر المقاومة في غزة وهذه نعتقد باتت ضرورية وملحة في المرحلة القادمة بعد ما شهدناه في غزة خلال العدوان الذي استمر على مدى 51 يوما وكيف غيرت المقاومة كثير من المعادلات السياسية والعسكرية.

لذلك لابد من إعادة الاعتبار للمقاومة وفق دراسة دقيقة ومفصلة تأخذ في الحسبان كل الاحتمالات وبطريقة التدرج والتنظيم المحكم حتى تستمر وتتطور وتؤتي أكلها، ولا تخشوا كثيرا الأجهزة الأمنية التي لن تقبل في بداية الأمر وأنا على يقين أن جزء منها لا يستهان به سيكون جزءا فاعلا في صفوف المقاومة ولدينا نماذج كثيرة اذكر منها واحدة نفذها الشهيد البطل بهاء الدين أبو السعيد وكان الشهيد أحد عناصر الأجهزة الأمنية قام بعمليته ليس بتعليمات من جهازه الأمني بل من تلقاء نفسه أو كان منتميا إلى أحد الأجنحة العسكرية العاملة في ذلك الوقت وفي الضفة وغزة نماذج كثيرة يصعب حصرها.

المهم أن يبدأ الحراك في الضفة وأن تشتعل المواجهة مع العدو المحتل؛ لأن دورها الآن أكبر من ذي قبل وكما يقولون أهل مكة أدرى بشعابها وأهل الضفة الذين أبدعوا في انتفاضة الأقصى مازالوا على العهد وسيبدعون قريبا بإذن الله.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للمقاومة في الضفة طعم آخر للمقاومة في الضفة طعم آخر



GMT 07:46 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:34 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:20 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:14 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 07:07 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 07:04 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday