القوة ضمان التزام العدو بالهدوء
أخر الأخبار

القوة ضمان التزام العدو بالهدوء

 فلسطين اليوم -

القوة ضمان التزام العدو بالهدوء

مصطفى الصواف

الحديث عن وساطة مصرية للعودة إلى حالة الهدوء التي تم التوصل إليه عقب عدوان 2012 والتي لم يلتزم بها الاحتلال الإسرائيلي والتي أيضا لم يطالبه الجانب المصري بالالتزام بها ، هذا الحديث ليس حديثا جادا وربما هي رسالة نقلتها المخابرات المصرية إلى المقاومة بأن الجانب الإسرائيلي يدعو إلى الهدوء من قبل المقاومة مقابل أن يوقف الاحتلال قصفه لقطاع غزة.
معادلة الهدوء يقابله هدوء هي المعادلة التي أرستها المقاومة في أعقاب عدوان 2012 ولكن لا الاحتلال التزم بها بل كان أول من خرقها بعد أيام قليلة من التوقيع عليها من خلال أعماله الحربية على حدود قطاع غزة من توغلات وقصف مدفعي بل وصل الأمر حد التصفيات لشباب المقاومة وقتل المواطنين سواء في الشمال أو غزة والجنوب ، والأمر الثاني أن الجانب المصري راعي اتفاق الهدوء لم يتحرك مطالبا الاحتلال بالالتزام بما توافق عليه الأمر الذي يضعف أي محاولة قد تقوم بها المخابرات المصرية للتوصل الى حالة هدوء بين المقاومة والاحتلال، ناهيك عن عدم تحرك الجانب المصري أيضا عندما اخترقت قوات الاحتلال صفقة وفاء الأحرار وأعادت اعتقال الأسرى المحررين وتقديمهم للمحاكمة الأمر الذي اضعف الثقة بالجانب المصري.
الحديث عن هدوء في ظل استمرار عمليات القصف على قطاع غزة والاعتداء على المواطنين في الضفة الغربية وقمع الفلسطينيين من أبناء فلسطين المحتلة من عام 48 هو حديث عقيم لا طائل منه إلا منح العدو الإسرائيلي فرصة لترتيب أوراقه في الضفة الغربية والعمل فيها من أجل إنهاكها حتى لا تتحرك الجماهير تجاه تحويل الغضب القائم اليوم عقب اغتيال الشهيد محمد أبو خضير إلى انتفاضة ثالثة وهذا ما تخشاه إسرائيل والسلطة الفلسطينية والقيام بعدوان جديد على غزة يعزز فرص اندلاع هذه الانتفاضة لذلك العدو يريد تبريد جبهة قطاع غزة وبعد أن يقضي على الحراك الجماهيري في الضفة سيعاود النظر في عدوانه على القطاع.
إسرائيل تسعى إلى تأجيل تنفيذ قرارها القاضي بالعدوان على قطاع وهي دفعت بالمخابرات المصرية للحديث عن العودة لحالة الهدوء ليس من باب إلغاء قرار العدوان ولكن من أجل تحسين الظروف المصاحبة للعدوان وتحييد جبهة الضفة الغربية وغيرها من الجبهات الداخلية التي قد تشكل عامل كبح لأي عدوان على القطاع، ولعل ما حدث في مدن وقرى فلسطين المحتلة من عام 48 يحمل رسالة قوية بإمكانية التحرك ، لأن هذه التحركات جاءت بالتزامن من التحرك الحادث في القدس ومحيطها بعد عملية اغتيال الشهيد أبو خضير.
ومن هنا على المقاومة الفلسطينية أن تستثمر طلب الاحتلال العودة الى حالة الهدوء لفرض بعض شروطها للقبول بها بعد تقدير الموقف وفق الاعتبارات التي ترى فيها المقاومة أنها تخدم مصالح الشعب الفلسطيني ومنها وقف العدوان على الضفة الغربية، اعادة الالتزام بصفقة وفاء الأحرار والإفراج عن الأسرى المحررين، المطالبة رفع الحصار عن قطاع غزة ،إضافة إلى ضرورة التزام العدو بحالة الهدوء مع التأكيد على قاعدة الهدوء يقابله هدوء والتصعيد يقابله رد لأن من حق المقاومة الدفاع عن شعبها.
وفي نفس الوقت على المقاومة أن تبقى أيديها على الزناد وأن تكون في حالة تأهب قصوى لأن طبيعة العدو الغدر والخيانة وهذا جزء من عقيدة يهود وأن لا تستسلم لدعة والراحة لأن العدو يبيت لعدوان كما اشرنا سابقا ولكن المصلحة لديه أن لا يفتح كل الجبهات الفلسطينية مرة واحدة لأنها تفتح عليه جبهات إقليمية وربما دولية أيضا هو في غنى عنها ولا يرغب فيها في الوقت الحالي الذي يعاني من الاحتلال حرجا أمام المجتمع الدولي في عقب عملية الخطف والتعذيب والقتل والحرق للطفل أبو خضير والتي أفشلت ما خطط له الاحتلال في استغلال حادثة اختفاء جنوده وقتلهم في مدينة الخليل وجاءت جريمة أبو خضير لتقلب الطاولة على الاحتلال وتخلط عليه الأوراق.
على المقاومة أن تدرك أن العدو لن ولم يلتزم بالهدوء ما لم تكن هناك قوة تلزمه وتجبره على الالتزام بالهدوء وعليه على المقاومة التي أبدت شيء من قوتها وحربها النفسية مع العدو أن تواصل في الضغط على العدو وتبقيه دائما تحت عنصر القوة عندها سيلتزم بالهدوء وإلا عليه أن يتحمل غدره وخيانته المجبول عليها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القوة ضمان التزام العدو بالهدوء القوة ضمان التزام العدو بالهدوء



GMT 06:04 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

ماذا ستقول “الحركة” لأهل غزّة؟

GMT 06:01 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

خولة... لا سيف الدولة

GMT 05:59 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

انتصارُ أميركا على الحوثي لا يكفي

GMT 05:57 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

عُشَّاقُ المُتَنَبّي... وورثةُ جنائنِه!

GMT 05:56 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

أميركا وإيران... سياسة «حافة الهاوية»

GMT 05:55 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

وزارة تشبه سوريا

GMT 05:51 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

ضرَبِتْ فى وشه!

الملكة رانيا تتألق بعباءة وردية مطرزة بلمسات تراثية تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ فلسطين اليوم
الإطلالات التراثية الأنيقة المزخرفة بالتطريزات الشرقية، جزء مهم من أزياء الملكة الأردنية رانيا ترسم بها هويتها في عالم الموضة. هذه الأزياء التراثية، تعبر عن حبها وولائها لوطنها، وتعكس الجانب التراثي والحرفي لأبناء وطنها وتقاليدهم ومهاراتهم في التطريز الشرقي. وفي احدث ظهور للملكة رانيا العبدالله خلال إفطار رمضاني، نجحت في اختيار إطلالة تناسب أجواء رمضان من خلال تألقها بعباءة بستايل شرقي تراثي، فنرصد تفاصيلها مع مجموعة من الأزياء التراثية الملهمة التي تناسب شهر رمضان الكريم. أحدث إطلالة للملكة رانيا بالعباءة الوردية المطرزة بلمسات تراثية ضمن اجواء رمضانية مميزة يملؤها التآلف، أطلت الملكة رانيا العبدالله في إفطار رمضاني، بعباءة مميزة باللون الوردي تميزت بطابعها التراثي الشرقي بنمط محتشم وأنيق. جاءت عباءتها بتصميم فضف�...المزيد

GMT 08:00 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

إدوارد يكشف سبب رفضه البطولة المطلقة
 فلسطين اليوم - إدوارد يكشف سبب رفضه البطولة المطلقة

GMT 08:03 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

لن يصلك شيء على طبق من فضة هذا الشهر

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 07:07 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء إيجابية ومهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 13:12 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

جاستين بيبر يغنى للمارة في كندا عام 2007 قبل الشهرة

GMT 23:20 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السورى يستعيد قرية جب عوض وتلة الشيخ محمد

GMT 22:47 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد الأحمد سعيد بحصوله على جائزة عمر الشريف

GMT 17:08 2017 السبت ,07 كانون الثاني / يناير

كاظم الساهر يؤكد لمن يشوهون صورته سعيه لخدمة وطنه

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday