مصطفى الصواف
عندما تُقر الحقائق المُقرة أصلا على لسان مسئول عربي هي شهادة بالإقرار، وهي أدق أنواع الشهادة بأن الأمر المقر به لا يحتاج إلى أكثر من هذا الدليل الواضح وضوح الشمس وأن كل الاتهامات التي أثيرت حول كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس سواء من الإعلام المصري الهابط والمتساوق مع أجندة خارجية لا تخدم المصلحة العليا لمصر أو للقضية الفلسطينية أو على السنة بعض الأفاكين هو محض افتراء وتضليل وكذب ممنهج.
الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية عندما يتحدث في قضايا الأمة العربية لا يتحدث باسمه الشخصي بل يتحدث بصفته الاعتبارية التي لازال على رأسها حتى اللحظة وهو فيها يعبر عن مجموع الدول العربية الأعضاء في الجامعة العربية وعندما يقر أن القسام ليست إرهابية وأن من حقها مقاومة الاحتلال هذا فيه موقفا عاما وليس موقفا خاصا وهو موقف تقره الدول العربية وفيه رسالة إلى المتطاولين على مقاومة الشعب الفلسطيني وعلى رأسها مقاومة كتائب القسام وفيه أيضا رسالة إلى القضاء المصري الذي ينساق خلف دعاية سوداء وتحريض أعمى لا يستند إلى دليل.
ما أكده الدكتور نبيل العربي أكدته حركة حماس في كل المناسبات وعند الرد على كافة الردود على الاتهامات، ودعت الحكومة المصرية والمسئولين المصريين للقاء ونقاش كافة القضايا والاطلاع على الأدلة التي اتهمت بناء عليها حركة حماس لتوضيح الأمور ولا تبقى الاتهامات تتردد في كل وقت وحين، ودعت حماس وسائل الإعلام المصرية بالكف عن حملة التحريض ضدها وضد كتائب القسام وضد المقاومة الفلسطينية بشكل عام لأن الاستمرار بهذه الطريقة الرخيصة والمرفوضة يضع علامات استفهام حول ممارسوها خاصة أن هذه الوسائل جميعها التي تتطاول على المقاومة الفلسطينية وتحرض عليها ذات مصدر واحد وخطاب إعلامي واحد يدلل على أن هناك جهات تقف خلف هذه الوسائل وهي ذات أغراض مشبوهة تهدف إلى التشويه وخدمة الاحتلال الصهيوني لأنه هو المستفيد الوحيد من هذه الحملة.
المقاومة وحماس والقسام لم تضل بعد، وهي تعرف طريقها ومؤشر بوصلتها الاحتلال الصهيوني وممارستها للمقاومة هي حق مشروع أقرته كل القوانين والأعراف الدولية فلذلك من حق المحتلة أرضهم أن يقاوموا المحتل بكل الوسائل ومنها المقاومة المسلحة، وأن ما تمارسه المقاومة الفلسطينية ليس إرهابا بل هي تواجه إرهاب محتل مدعوم من عالم ظالم يريد تثبيت المغتصب على حساب صاحب الأرض والجغرافيا والتاريخ.
والآن يا ترى الإعلام المصرية ماذا سيفعل أمام هذه الحقيقة التي يؤكدها الأمين العام؟، هل سيأخذها على محمل الجد ويعيد سياسته بما يحفظ مصر ومكانتها؟، أم أنهم سيأخذوا هذه التصريحات لمهاجمة العربي ومحاربته بل والعمل على إقصاءه من منصبه؟، وهل سنسمع عن قيام محامي موتور برفع قضية ضد العربي؟، وهل القضاة الذين قضوا بحكمهم باعتبار كتائب القسام تنظيم إرهابي سيعيدوا النظر في القرار الظالم وغير القانون والمسيس؟، أم أنهم سيطالبون العربي بالاعتذار وسحب أقواله وتصريحاته لصحيفة الحياة اللندنية.
تصريحات العربي جاءت في وقت متأخر؛ ولكنها جاءت لتؤكد حقيقة واضحة وضوح الشمس وهي تعبير عن الموقف العربي كونه أمينا عاما للجامعة العربية ثم أن تصريحاته لم تعترض عليها أي دولة عربية حتى مصر نفسها.
المقاومة وحماس لن تضل طريقها وسلاحها سلاحا نظيفا هدفه الاحتلال وهي تطمع أن يقف إلى جوارها كل العرب الذين أمنوا ولا زالوا يؤمنوا أن القضية الفلسطينية قضية الأمة العربية والإسلامية، وان هذا الاغتصاب يجب أن ينتهي ويزول، وكي يزول هو بحاجة إلى من يدعمه قولا وفعلا كل حسب استطاعته لا أن يحاصر ويشوه كما يجري الآن من بعض وسائل إعلام عربية.