أيها العبيد  في راتب أو فش
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

أيها العبيد .. في راتب أو فش؟!!

 فلسطين اليوم -

أيها العبيد  في راتب أو فش

د. مصطفى الصواف

جاء زميل لي يحمل وردة جوري بيضاء ودخل مكتبي، ظننت أنه سيقدمها لي في صباح ينهمر فيه المطر وإذ به يجلس وأنا انظر إلى الوردة وأسأل نفسي متى سيعطيني إياها، وأخذ زميلي ينظر للوردة من كل الجوانب ويتمتم بكلمات لم افهمها، بادرته بالسؤال ، ما بك تحمل وردة جميلة وتنظر إليها بشكل غريب وتتمتم ببعض الكلمات، من أين لك هذه الوردة وما سرها، أنا اعتقدت للوهلة الأولى انك ستهدينا الوردة، ماذا تريد منها؟

ابتسم زميلي ابتسامة عريضة أسرتني لأنني ظنت أن الأمور فرجت لدى زميلي وعاد إلى التفكير المنطقي، زميلي هذا جار لي منذ الطفولة ، قال : أتذكر يوم كنا في المدرسة الإعدادية وخلال ذهابنا إلى المدرسة كانت تلميذات في نفس عمرنا أيضا يذهبنا إلى المدرسة وعندما تعجبنا واحدة منهن نقول يا ترى تحبني أو لا تحبني وكنا نأتي بالورد ونبدأ نزع الوردة ورقة ورقة ومع كل ورقة نقول تحبني، لا تحبني حتى الورقة الأخيرة فإذا كانت تحبني تنفرج الأسارير ونضحك ، وإذا كانت لا تحبني نخدع أنفسنا أننا أخطأنا في العد ونكرر المحاولة.

ابتسمت وهو يحكي تلك الحكاية ونحن في سن المراهقة البريئة، وسألت زميلي وهل أنت اليوم بعد هذا السن الذي بات على الستين عاما تريد أن تعود إلى سن المراهقة من جديد، تنهد قليلا وقال الله يسامحك بعد كل هـــــ الشيب وما أنعمه الله علينا تعتقد أننا ممكن أن نعود إلى المراهقة مرة أخرى، إذا لماذا الوردة وهذا الحديث؟

الراتب ، شو قصة الراتب ، بتنا في حيرة وقلق جعلني أعود إلى ذكريات المراهقة وأحضرت هذه الوردة لممارسة نفس اللعبة القديمة الجديدة، وبدأ ينزع أوراق الوردة ورقة ورقة حتى وصل إلى آخر ورقة وهو يقول في راتب، فش راتب ، وإذا بالورقة الأخيرة توقف عن الحديث وها شو طلعت نظر إليً وتكاد عيناه تخرج من وجهه ، ها شو صار معك؟، فش راتب ، ربما تكون أخطأت في العد، كل الوزراء يقولون في راتب أو دفعة مالية حتى يتم تسوية الأوضاع في اللجنة القانونية والإدارية، جرب بواحدة ثانية، وبالفعل كان جاهزا بالوردة الثانية ووصل إلى نهايتها وإذا به يبتسم، ها؟ ، في راتب.

بالله عليكم هل هذا الحال يرضيكم أن يصل الموظفون إلى هذه المرحلة من الشك والقلق والحيرة ، ألا تخجلون من أنفسكم وانتم تخدعون هؤلاء الذين حرموا قوت أبناءهم وانتم تتلاعبون بمشاعرهم ، ألا يوجد فيكم رجل واحد يقف ويتحدث بصراحة ويقول للناس أن نهاية الشهر ونحن في الثلث الأخير سيكون هناك سلفة مالية وبآلية دولية أو عبر صندوق خاص أو من خلال اللجنة القطرية أو بأي طريقة كانت، ألا يوجد بينكم إنسان له مشاعر يريح هذه النفوس الحائرة والمنتظرة منذ شهور والكل يتلاعب بعواطفها حتى محمود عباس أبو مازن الذي يقول لا رواتب لموظفي غزة.

نحن نريد لحظة صدق إن كان هناك صادق يقول في راتب أو يقول فش راتب ، ويقولها بكل صراحة حتى يريح الموظفين سواء في أو ما في راتب، المهم أن يعرف الجميع أين تسير الأمور بدلا من الكذب والتضليل، في كل مرة يخرج احدهم ويقول الرواتب آخر الشهر ويخرج آخر الأموال القطرية لم تصل ولم تودع في الصندوق ونحن على أبواب نهاية الشهر الموعود.

والله عيب يا من تبحثون عن وحدة الشعب والمؤسسة وإنهاء الانقسام ، والله عيب عليكم وانتم تضحكون على الموظفين الذين هم اشرف وأنقى منكم وهم الشرعيون وانتم المتطفلون على هذا الشعب وتعتقدون أنكم أسياده أيها العبيد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيها العبيد  في راتب أو فش أيها العبيد  في راتب أو فش



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday