مصطفى الصواف
منذ أن بعث الله النبي محمدا صلى الله عليه وسلم نبيا للدعوة لدين الإسلام، الدين الذي اختاره الله للعالمين واختار محمدا صلى الله عليه وسلم نبيا للعالمين لحمل رسالة الله ونشرها، ومن تشريف الله لنبينا محمد أن جعله إماما للأنبياء والرسل عندما صلى بهم صلى الله عليه وسلم في المسجد الأقصى في المعراج، تلك القصة المشهورة والمعلومة للجميع، منذ البعثة نعم والرسول صلى الله يهاجَم ويحرَّض عليه ويشتَم ويوصف بأقذع العبارات، حتى وصل الأمر أن يتهم بالجنون والشعوذة.
انظر ببساطة شديدة ماذا حدث مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد هذه الحرب الشعواء من الكافرين والمنافقين واليهود والفرس والمسيحيين وغيرهم من ملل الكفر والنفاق والاستكبار العالمي في ذلك الوقت، لأنه في كل زمان هناك قوى للاستكبار فالأمر ليس مقتصرا اليوم على أمريكا أو أوروبا أو غيرهم فقد كان في زمن محمد صلى الله عليه وسلم الفرس والروم كأكبر قوى الاستكبار العالمي، رغم هذه الحرب والمواجهة من قبل كل هؤلاء مضى محمد بدينه ونشر دعوته وعلا شأنه في العالمين وخفت صوت من وقف له في طريق الدعوة وناصبه العداء ودخل الناس في دين الله أفواجا وبمحض إرادتهم.
اليوم يعود التاريخ مرة أخرى في هجومه وحربه على الإسلام وعلى الرسول محمد وتتولى الصليبية الحاقدة والصهيونية العنصرية بالتحالف في الهجوم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعلى دينه وعلى أتباعه، وارجعوا إلى ما يفعله الغرب وعلى رأسهم أمريكا وفرنسا تحديدا بالمسلمين، ألم يباد المسلمون ويقتلوا على أيدي الجيش الفرنسي في مالي، ألم تقتل أمريكا شعب العراق وشعب أفغانستان وشعب فلسطين عبر الدعية (إسرائيل)، الم يلق المسلمون عن برج إيفل في قلب العاصمة باريس، وكل هذا ناتج عن حالة من الخوف من انتشار الإسلام أو ظاهرة "الاسلامفوبيا" التي أرقت صناع القرار في العالم الكاره أن يكون للإسلام والمسلمين دور ومكان في هذا العالم من أجل تصحيح المسار وإرساء العدالة المفقودة الناتجة عن ضعف الإسلام وتبدل المسلمون وهان عليهم دينهم ونبيهم حتى تجرأ البعض على المطالبة بإلغاء نصوص من كتاب الله لأنها لم تعد تصلح لهذا الزمان واصفا الدين الإسلامي بالدين الإرهابي أو الذي يصنع الإرهابيين.
لكن هؤلاء الذين أصابهم الخوف من اتساع رقعة الإسلام وازدياد عدد المسلمين في بلادهم يدفعهم إلى محاربة الإسلام وأهله بكل ما أوتوا من قوة ولعل ما جرى من حرب وعدوان واتهام للإسلام بأنه دين تطرف ويصنع التطرف، وما حدث من تظاهرة شارك فيها رؤوس النفاق وكبار المنافقين والمتصهينون والمجرمون والإرهابيون في أعقاب الاعتداء على صحيفة تعدت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعلى الإسلام من منطلق الحقد الدفين والخوف الشديد من أن يجد الإسلام مكانه في نفوس تلك الشعوب فيحاولون النيل من الإسلام والنيل من رأس الإسلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
أنا لست خائفا على الإسلام والمسلمين، لأن هذا دين الله، والله غالب على أمره، وأردت أن أعود بالقارئ فقط إلى تشابه الهجوم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ودين الإسلام في الزمن الأول وكيف وصل الأمر بمن وقف في وجه الإسلام وكيف اضمحل وانتصر الإسلام دين الحق الذي أظهره الله على الدين كله، ما أرى أنه متحقق مع قادم الأيام.