بقلم: حافظ البرغوثي
فاز مهيب بجائزة عبطويه بن سيبويه لشعر النبط العبيط والفقه الجاهلي وفاز وضاح بوسام البقرة الحلوب في القصة القصيرة من طقطق لصح النوم , وتسابق المسؤولون لتهنئة بعضهم بعضا بالجائزتين ورفع وزير الثقافة برقية تهنئة الى رئيس الوزراء بهذا الفوز المزدوج الذي اقلق الاحتلال ونغص عليه احتلالنا ، واعلن ابو الياس صاحب مقهى رام الله انه لولا جلوس مهيب ووضاح على المقهى لما حققا هذا الانجاز وقال ولاء ان فنجان القهوة الذي يعده لوضاح هو مصدر الهام وعبقرية وضاح فيما اكد زياد ان ولعة النارجيلة التي يحضرها لمهيب هي الأساس ، واكد حسن البطل ان المبدعين وضاح ومهيب كانا ينقحان انتاجهما عنده كل صباح وهو الذي اعاد صياغة شعرهما وقصصهما واتاح لهما المنافسة على مستوى العالم ، اما زعل فقال لولا صحبته لهما وعطفه عليهما والايحاء لهما بالأفكار لما حققا الانجاز واكد حاتم شقفة ان الفوز كان بفضله لانه لم يساهم فيه ولو ساهم لما حققاه .
بعد فوز السيدة حنان الحروب بلقب افضل معلمة على مستوى العالم خرج من يقول انها لولا دراستها في جامعة القدس المفتوحة لما تفوقت ، وظهر وزير التربية قابضا على الجائزة ولسان حاله يقول انه لولا انه وزير التربية لما فازت ما يذكرنا بوزير سابق للثقافة جعل همه ونشاطه مرافقة المغني محمد عساف بعد فوزه وكأنه حصل على الصوت الحسن كمنحة من الوزارة ، وتبادل كبار امسؤولين اهداء الفوز مع ان الفوز لا يهدى لأنه ملك صاحبه ولكن يحق للوزير ان يهدي من يشاء وما شاء طبقا لقانون التوزير . وابدى البعض أسفه لأنها لم تتخرج من جامعة النجاح لأن الحكومة تشجع النجاح ضد ابو ديس والقدس المفتوحة وكمبريدج والسوربون وجامعة الجفتلك، ولا قيمة للنجاح طالما لم يكن من جامعة النجاح. وفي المرحلة المقبلة سيكون الترشيح لأية جوائز عالمية من اختصاص الحكومة ولا يجوز لأي فلسطيني المنافسة دون إذن مسبق من ولية امره اي الحكومة المبجلة التي جاءت بتوقيت الصيف في عز االربيع وقد تؤخر الخريف الى ما بعد الشتاء ومن المحتمل ان تنقل خط الاستواء الى جنين .
هذا يذكرني بما حدث بعد رحيل الشاعرالكبير محمود درويش حيث تبارى البعض في الكتابة عنه لدرجة شعرت فيها ان الشاعر الكبير كان يختلس افكاره من صديقه ذاك ويكتب له فلان وتطعمه فلانة وتفعل له القهوة علانة ويصحح له شعره جهلان ولا ينجز عملا دون ان ينقحه علان ولا ينام الليل دون ان يستأذن من عبطان ولا يسافر دون ان يستمزج رأي عليان. فكان الشاعر الكبير مجرد اسم حركي لهؤلاء لا يكتب ولا ينجز ولم يتبن حنجرته احد حتى الآن بانتظار ان يتبناها زعل . وبعد رحيله خرج بعض الموتورين ينتقدونه ويخرجونه من بحر الشعر الى فقر القصيد ولم يتصد لهم احد من الاصدقاء الذين صدئوا عند الملمات بعد ان مات.وفي النهاية يا جماعة إستحوا على حالنا فضحناكم بين الناس.