غزة أمنيات بداية العام
آخر تحديث GMT 07:13:58
 فلسطين اليوم -
وزارة الدفاع الإسرائيلية تعلن انتهاء أول تدريبات مع القوات الأميركية باستخدام ذخائر حية لمنظومات دفاع جوي الجيش الاسرائيلي يعلق على تقارير استهداف حزب الله لقوات اليونيفيل مؤكدا استمرار حزب الله في انتهاك القانون الدولي وتعريض المدنيين والمنظمات الدولية للخطر وزارة الخارجية الأميركية تعلن أن التشريع المتعلق بحظر عمل الأونروا قد يترتب عليه عواقب وفقًا للقانون والسياسة الأميركية الخارجية الأميركية تقول إن الغارة الإسرائيلية التي قتلت العشرات في شمال غزة "مروعة" قصف إسرائيلي يستهدف سوق الصحابة في غزة ويخلّف عشرات القتلى والجرحى ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة إلى أكثر من 43 ألف قتيل و101 ألف مصاب وفق وزارة الصحة في القطاع" استشهاد شاب فلسطيني مُتأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب رام الله إطلاق نار في دير بميانمار يودي بحياة 22 ومعارضون يتهمون الجيش الاحتلال الإسرائيلي يفرج عن 4 فتيان فلسطينيين شرط إبعادهم عن البلدة القديمة بالقدس الجيش الإسرائيلي يعتقل شابًا يعتقد أنه تسلل من الأراضي اللبنانية
أخر الأخبار

غزة: أمنيات بداية العام

 فلسطين اليوم -

غزة أمنيات بداية العام

د. عاطف ابو سيف

لو قدر للمرء أن يمتلك حقيبة مليئة بالأمنيات مثل طير في قفص، كلما تحقق منها أمنية أطلقها في الهواء ليخفق جناحاها بحرية وسعادة، ولو قدر له أن يسعى في مناكبها من اجل ان يطلق عقال أمنياته مثل قربة ريح مثقوبة، ولو وقف المرء بعد ذلك على سني عمره يعدد ما فيها من فرح وأحزان ووجد ان كفة الفرح طافحة بالخير، لو عرف ان خلاصة كل هذه سعادة مطلقة لظن أنه يحلم.
نفسي أن أتصالح انا والكهرباء، أن نصبح أصدقاء بمعنى الكلمة. يفتقد الواحد منا الآخر، يشتاق له، لأن علاقتي مع الكهرباء علاقة من طرف واحد: أنا فقط الذي يشتاق لها، أنا الذي يفتقدها، انا الذي أجلس بفارغ الصبر أعد الثواني المتبقية حتى وصولها مثل عاشق يقف في محطة القطار ينتظر وصول محبوبه. يعني حباً من طرف واحد. بل أبعد من ذلك هي لا تعاملني حتى كصديق قديم تتذكره بالخير، فعلى الأقل مر زمن ليس بالبعيد كنا أصدقاء مقربين جداً، حيث كانت تقطع للحظات، وحين تغضب لساعات قليلة. لو كانت باقية على العشرة ولو عزت عليها الأيام الخوالي، لكانت على الأقل أبقت على شعرة معاوية. بل هي تمعن في الردة والحرد ولوي البوز. فما أن أحاول أن أتأقلم على مواعيد وصولها حتى تفلت من بين يدي كما يفلت الماء من بين الأصابع، تهرب بخفة وثقل رياح المنخفض الجوي «هدى». قد يستغرقني الأمر أسبوعاً وأنا أحاول أن أحفظ جدول انقطاع التيار الكهربائي، وقبل أن أهنئ نفسي بأنني نجحت أخيراً في حفظ المواعيد حتى تتغير دون سابق إنذار. في الحقيقة في مرات كثيرة أشفق على عامل الشركة الذي يقوم بقطع التيار بعد سويعات من وصوله، إذ إنه يتلقى دعاوى بالهلاك وقطع اليد والحرمان أكثر من تعداد الشعر في رأسه.
نفسي أيضاً أن تسمعني شركة الكهرباء وتسمع شكاوى مئات آلاف المواطنين أمثالي. الشركة لا تقيم وزناً لكل شكاوى المواطنين. كما ان نفسي أن يقوم مسؤول فيها بتقديم شرح منطقي لما يحدث بشرط ان لا يرمي كل شيء على كاهل الآخرين وكأن دوره في الشركة ليس إلا تقديم الأعذار والتبريرات وليس الحلول. 
نفسي أن ينتهي الانقسام حتى لا يصبح لأحد عذر في رمي كل فشل غزة على كاهله، حتى بات المرء يمكن أن يصدق أن جارته تطلقت من جارهم بسبب الانقسام، او أن تحصيل ابنه متدنٍ في المدرسة بسبب الانقسام (هناك من يقول إن هذا وارد). نفسي ان ينتهي هذا الشيء المقيت المسمى انقساماً حتى نرتاح ونرتاح من الأعذار فالكهرباء لا تأتي، بسبب الانقسام، وإعادة الإعمار واقفة مثل كرفانات أصحاب البيوت المهدمة بسبب الانقسام، والمجاري تطفح امام أول زخة مطر بسبب الانقسام، وربما الجو بارد وعاصف بسبب الانقسام. مرت الآن أعوام ثمانية وربما تمر أعوام ثمانية عشر وثمانية وعشرون والانقسام بكامل شبابه وعنفوانه. ونفسي أيضاً أن نطلب من كل من يريد أن يحمل غزة أكثر مما تحتمل متدثراً بعباءة الانقسام أن يتقي الله فينا قليلاً وان يدرك أننا مللنا، وان حلمنا صار تجاوز البقع السوداء التي تركها الانقسام على أجسادنا. من منا لم يمل كل الأسطوانات المشروخة التي يرددها الكثيرون حول الانقسام! من منا لا يساوره الخوف من أن يموت قبل أن يموت الانقسام! من منا لا يحلم بأن كل ما يجري كابوس وليس واقعاً يعيشه! من منا لا يريد لهذه اللعبة أن تنتهي ويبدأ بكتابة القصيدة!!
نفسي أن أقرر أن أسافر وأن أحمل حقيبتي كما يفعلون في الأفلام واتجه صوب المطار أو الحدود وأغادر مثلما يفعل أي مواطن حر وشريف في أرضه. أن لا أفكر مليون مرة قبل أن يمر خاطر السفر ببالي، فأتعذب وأتألم لأنني اعرف أن السفر من غزة مثل الخروج من خرم الإبرة، وأن التفكير فيه متعب وممل وجارح للمشاعر الوطنية. نفسي ان يكون السفر مثل أي شيء آخر في الحياة في متناول اليد - هل من يقول إن ثمة أشياء كثيرة في غزة ليست في متناول اليد؟. على الأقل أن يكون ثمة حدود وثمة فرص لعبور الحدود. غزة سجن كبير، حتى كلمة كبيرة تبدو في غير محلها لأن السجن سجن حتى لو كانت مساحته مئات آلاف الكيلومترات، طالما لا تقدر أن تخرج منه. فعل الإرادة الغائب والعجز الأكبر من مقدرة التحمل، والحاجز الأعلى من قفزتك في الهواء - هذا إن تمكنت من القفز. 
نفسي أن يتمكن أطفالي من أن يروا العالم خارج غزة؛ لا أن يكبروا مثل معظم سكان غزة وهم لا يعرفون شكل العالم خارجها. كل سنة أعدهم أن نقوم في الصيف بإجازة خارجية؛ على أقل تقدير لمصر الأقرب والأسهل في الوصول او تركيا. وكل سنة أعرف أن عرقوباً كان سيخجل مني وهو يسمعني أعدهم، لأنه يعرف مثلي ان التخطيط للحظة القادمة في غزة حلم لا يصير حقيقة حتى بمعجزة. 
نفسي أن أركب البحر من غزة، ركبته من غيرها لكني مثل كل سكان غزة لا نعرف طعم السفر من بحر غزة. يبدو البحر لوحة جميلة معلقة على جدار الغرفة الكبيرة، غرفة السجن الكبيرة التي اسمها غزة، لكنها صورة لا تعبرها إلى ما خلفها. تقف قبالة الموج وتعرف ان الموجة التي تضرب قدميك أكثر حظاً منك لأنها سافرت بلاداً وبلاداً وجابت شواطئ وشواطئ، اما انت فتقف امام البحر لا تعرف منه إلا صخبه وغضبه والحمم التي تصدر من البوارج الرابضة فوق جسده المائج. 
نفسي أن أذهب للسينما مساء الخميس مع أطفالي أو أصدقائي أو ان اذهب للمسرح أو للمكتبة العامة. نفسي أن أحلم بالمستقبل ولا أجدني أفكر في العقبات لا في الفرص المتاحة، أن انظر بخفة في الغد ولا أجهد عينيّ دون أن تريا شيئاً، أن أقف على تفاصيل اللحظة القادمة بقليل من الثقة دون ان تواجهني تفاصيل مضادة تبدد كل ما أحلم به. 
عام جديد تبدو فيه الأمنيات مغرية ويبدو التقاط المستقبل أكثر طموحاً رغم ضبابية الجو وصعوبة الرؤية وقسوة الواقع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة أمنيات بداية العام غزة أمنيات بداية العام



GMT 05:43 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حرب إسقاط المفاهيم

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ فلسطين اليوم
في مهرجان الجونة السينمائي 2024، تألقت الممثلة التونسية هند صبري بإطلالة مميزة أبهرت الحضور وجذبت الأنظار، اختارت هند صبري فستانًا باللون الوردي الراقي من توقيع علامة MOONMAINS، والتي تميزت بتصاميمها العصرية والأنيقة، الفستان تميز بقصته الأنيقة وأكمامه المنفوخة، التي أضافت لمسة من الأنوثة والرقي لإطلالتها، اللون الوردي اللامع أضفى على هند لمسة مشرقة وملفتة، تتماشى تمامًا مع الأجواء الاحتفالية للمهرجان. لم تكتفِ هند صبري بالفستان الراقي فحسب، بل أضافت لمسة من الفخامة على إطلالتها من خلال ارتدائها لمجوهرات مميزة من تصميم عزة فهمي، المصممة المصرية الشهيرة، اختارت سوارًا مزينًا بأحجار كريمة تضفي بريقًا إضافيًا على مظهرها، هذه المجوهرات لم تكن مجرد إضافة جمالية، بل كانت بمثابة تكريم للتراث المصري بلمسات عصرية تتماشى مع أجواء ...المزيد

GMT 06:15 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 فلسطين اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 09:41 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء متوترة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 08:34 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالغضب لحصول التباس أو انفعال شديد

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 04:46 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

أفكار مبتكرة للفواصل في ديكور المنازل العصرية

GMT 12:32 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل وفيس بوك تطلقان مبادرة لمواجهة الأخبار الكاذبة

GMT 14:46 2016 الأحد ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلاثة عروض جديدة ومميزة في مهرجان "آفاق مسرحية" الأحد

GMT 07:22 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نور عرقسوسي تستعد لتصوير جديدها الغنائي في أربيل

GMT 15:13 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

قواعد "التجميل" التي تجعل النساء يرغبن في الاعتناء بأظافرهن

GMT 13:51 2016 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

اوبل" تعلن عن إطلاق سيارتها الجديدة كاسكادا موديل 2017
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday