عــام آخــر
آخر تحديث GMT 13:28:24
 فلسطين اليوم -
الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام أردوغان يبدي استعداد تركيا للمساعدة في وقف حرب غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل تجدد قصف الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متعددة في لبنان مسبباً دماراً واسعاً في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب الاحتلال يعتدي على طاقم إسعاف ويحتجز مسعفة في أوصرين جنوب نابلس الصين تعرب عن دعمها لمذكرة الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت وتؤكد أهمية وقف إطلاق النار في غزة عشرات الآلاف من المستوطنين يقتحمون الخليل والمحيط الإبراهيمي بقيادة بن غفير والاحتلال يمنع الفلسطينيين من مغادرة منازلهم حزب الله يستهدف قاعدة حيفا التقنيّة و جنود الاحتلال عند أطراف الخيام وكفركلا كتائب القسام تعلن استهداف قوة إسرائيلية ودبابة ميركافا في جباليا شمال قطاع غزة "أدنوك" الإماراتية تدرس بيع حصة في شركة الغاز التابعة لها
أخر الأخبار

عــام آخــر

 فلسطين اليوم -

عــام آخــر

د. عاطف ابو سيف
بقلم : د. عاطف ابو سيف

أيضاً مر عام آخر. كان البعض يظن حين حدث الانقلاب قبل ثلاثة عشر عاماً أن الأمر لن يتعدى أشهر أو بضع سنين ثم يزول، لكن الأعوام تمضى ولا يبقى سوى الانقسام وتبعاته الخطيرة. وليس من المؤكد أن الأمر سينتهي عند ثلاثة عشر عاماً؛ إذ إن سنوات أخرى ستمر ربما، لأن هناك من يرى فيما حدث فعلاً عظيماً يجب عليه الاحتفاظ بمكتسباته التي «لهفها» بعد ارتكابه للجريمة النكراء. بيد أن صاحب الربح الأكبر فيما حدث هو الاحتلال الذي نجح بتدخل مباشر منه أو غير مباشر في تحقيق واحد من أهم مشاريعه لتصفية القضية الفلسطينية والمتمثل في سلخ قطاع غزة عن الحالة الكفاحية الفلسطينية العامة.

أحد أبرز مشاهد الانقلاب كان الخروج عن أخلاق العمل الوطني والنضالي وحمل السلاح في وجه الإخوة. عمليات القتل بدم بارد وسحل الجثث في الشوارع ورمى المناضلين من فوق أسطح العمارات، وإطلاق النار على أرجل الشبان حتى يصابوا بعجز دائم، ومداهمة البيوت وإطلاق القذائف على المدنيين، وبعد ذلك قصف المساجد والتعذيب في أقبية التحقيق وإحداث إعاقات دائمة، كل تلك لم تكن يوماً حتى في أبشع لحظات التاريخ البشري جزءاً من أي خلاف داخلي، حتى أن بعض هذه الأفعال الشنيعة يتعذر العثور على مثلها في جرائم الحرب التي ارتكبت على مدار التاريخ. وهذا الخروج عن أبجديات العمل الوحدوي لم يكن عفوياً.

وربما فقط السذاجة يمكن لها أن تقول لنا: إن ما حدث كان عفوياً. فلم يكن ثمة سابقة في التاريخ أن قامت قوة بالفوز بانتخابات ديمقراطية ونزيهة وتسلمت مقاليد الحكم بالانقلاب واستخدام السلاح وسفك الدماء وتخريب البلاد من أجل أن «تمكّن» نفسها أكثر. أي تفكير هذا الذي يمكن أن يسعى وراء الدماء والقتل من أجل أن يُمكّن وكانت الناس قد مكّنته بإرادتها. وفيما سجلت القيادة الفلسطينية سابقة في الثقافة السياسية العربية ودلل الرئيس أبو مازن على قناعات لم توجد قبله عند الزعامات العربية حين لم يزوّر الانتخابات ولم يسعى بالقوة إلى جعل حزبه يفوز لا بنسبة 99 بالمائة ولا بنسبة 50 بالمائة، بل منح خصمه السياسي فرصة تشكيل الحكومة بعد الانتخابات، فإن «حماس» في المقابل وفيما كانت تتسلم مهام التكليف لتشكيل حكومتها لم يخطر في بالها إلا كيف تنقض على الجمل بما حمل وتقلب الطاولة.

ليس هذا من المنطق بشيء. دبر الأمر بليل كما يقول المثل. وتم ما تم وتبخرت الصورة الجميلة للفلسطيني المدافع عن أرضه الباحث عن حريته، وطغت على الإعلام صورة الفلسطيني يقتل الفلسطيني، والفلسطيني يدوس صور الشهداء، والفلسطيني السجان الذي يعذب أخاه، وبات الشباب يبحثون عن مكان آخر تعشش فيه أحلامهم بعد أن تم قتل حلمهم بالعيش بكرامة في المتاح لهم من أرض الحلم. وصارت البواخر تمخر عباب المتوسط تحمل العائلات ليموت الأطفال وهم ينظرون إلى سماء أخرى.

ماذا فعلتم بغزة؟

يتمتموها. سلختموها عن فلسطين من أجل أن تكون إمارة أخرى. أشعتم فيها الفقر والحزن والألم، وجعلتم شبانها لا يفكرون بشيء إلا بالرحيل عنها. لم تعد ثمة فرصة لحياة أفضل. صارت غزة في واد وفلسطين في واد آخر. تهود القدس والخليل وتستباح مقابر يافا الإسلامية وتسرق البلاد ولم يعد يهم إلا المال المشروط بالهدوء والصمت وربما الفرح. من يسرق أفراح الأطفال لا يستحق أن يبتسموا في وجهه، ومن يسطو على مستقبل الشباب لا يصلح لأن يكون راعيهم. غزة الجميلة البريئة الثائرة المقاتلة، غزة التي أفشلت مخططات التوطين وانتفضت في وجه الاحتلال ومرغت أنف رابين وجنرالاته في التراب، وغزة التي حملت الحلم الوطني بإقامة الدولة وأرست، على علات أوسلو، قواعد يمكن البناء عليها للبحث عن الكيانية الوطنية، وغزة التي احتضنت الثورة ورعتها وكبرت بها، باتت وحيدة لأن هناك من أراد أن يغلق الباب أمام الوطن، حتى يظل وحده يستجدي الآخرين حفنة من الدولارات.
غزة التي كان ياسر عرفات يحلم أن تصبح سنغافورة وخذلته أوسلو، باتت على قارعة الفعل، لم تعد النوارس تحلق فوق بحرها تنشر البشائر، بل صارت تنتظر «الشنطة» التي تمت مقايضتها بفلسطين.
الآن وبعد هذا الزمن، هل يمكن لعاقل أن يقول للناس ماذا استفاد من قاموا بالانقلاب منه باستثناء أصحاب الكروش الجدد والأثرياء الجدد؟ لو أنهم أزاحوا السلك سنتيمتراً واحداً، أو لو أنهم حرروا دونماً واحداً من الأرض أو أعادوا لاجئاً واحداً لقريته، أو غيروا شكل الخارطة لو بقلم رصاص، لو أنهم أزاحوا قليلاً من غمة التاريخ وسوداوية الماضي، أو أتوا لنا بقليل من شهد الحلم، وأزالوا عن الليل ستائره السوداء، لو أنهم أراحوا الشهداء في القبور، وطمأنوهم على الوصية، أو رسموا البسمة على وجه أرملة الشهيد وأطفاله لأن هناك ما يستحق أن ينتظروه، لو أنهم حملوا قارورة من يافا وحيفا تحمل رسائل المهجّرين لبيوتهم التي ما زالت تنتظر، ولو أنهم نثروا على وجوه الصبايا أملاً يحملنه معهن في الطريق نحو الحياة التي سرقتها النكبة ونهشتها النكسة وقضت عليها العثرات، لو أنهم أحبوا فلسطين حقاً دون رياء ولا مجاملة، ولم ينشروا فيها الفساد والخراب، ولم يُعملوا السيف في رقاب الأخ، ولم ينهشوا أجساد المعذبين، لو أنهم اعتذروا عن الجرم بدلاً من البحث عن المزيد منه. لكنهم ساروا في الدرب الموغل في العتمة والوحل جارّين وراءهم حلماً كبيراً سار يتلاشى من بين أيدهم مثل الماء.

مضى عام آخر. ومضى الحزن أكثر. ومضى الألم أكثر. ولم تمض الذكريات ولا جفت ينابيع الأمل مع هذا، إذ إن الشمس خلف التلال تمضي نحو نهوضها كل نهار جديد رغم العتمة.

قد يهمك أيضا : 

  عن العالم الافتراضي

التجربة الصينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عــام آخــر عــام آخــر



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أزياء الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الأناقة الملكية والطابع العصري

عمان ـ فلسطين اليوم
استطاعت الأميرة رجوة الحسين زوجة ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، خلق بصمة مميزة عبر إطلالاتها الجمالية الراقية، التي تعكس شخصيتها كملكة وكأم، سواء من خلال اختيارها للمكياج الكلاسيكي، أو طريقة تزيين شعرها بتسريحات ناعمة وفخمة، إطلالاتها الجمالية، دائماً تحمل رسالة من الرقي والاحترام، حيث تجمع في اختياراتها بين التراث العربي الأصيل ولمسات الحداثة العصرية، ما جعلها أيقونة الجمال والأناقة في العالم العربي، ومثالاً يحتذى به للسيدات اللواتي يبحثن عن التوازن بين البساطة والجمال الطبيعي. الأميرة رجوة تتألق بمكياج ناعم وتسريحة ذيل الحصان البف في أحدث ظهور للأميرة رجوة الحسين، وعلى هامش حضورها خطاب العرش للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، خلال افتتاح مراسم الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشري...المزيد

GMT 08:01 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة غير مسبوقة لنجوى كرم تثير الإعجاب والدهشة
 فلسطين اليوم - إطلالة غير مسبوقة لنجوى كرم تثير الإعجاب والدهشة

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

أماكن فاخرة تدمج بين سحر الطبيعة وأعلى مستويات الترف
 فلسطين اليوم - أماكن فاخرة تدمج بين سحر الطبيعة وأعلى مستويات الترف

GMT 07:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حلول عملية وذكية بالأثاث متعدد الأغراض
 فلسطين اليوم - حلول عملية وذكية بالأثاث متعدد الأغراض

GMT 08:27 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية الصحية طريقك لصحة العين وحماية من مشكلات الرؤية
 فلسطين اليوم - التغذية الصحية طريقك لصحة العين وحماية من مشكلات الرؤية

GMT 12:59 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف يجتمعان لأول مرة في عرض مسرحي مرتقب
 فلسطين اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف يجتمعان لأول مرة في عرض مسرحي مرتقب

GMT 05:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 10:58 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

بطل أسترالي سابق يستبعد كسر حاجز الساعتين في الماراثون

GMT 16:32 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

رحيم سترلينغ يكشّف تفاصيل صدامه مع خوان ماتا

GMT 05:33 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شاهر سعد يشارك في مؤتمر الكنفدرالية المغربية للشغل

GMT 11:35 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مميزة لتنسيق الجاكيت للمحجبات من وحي مدونات الموضة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday