مقاطعة البضائع وتصديرها
آخر تحديث GMT 12:05:07
 فلسطين اليوم -
وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل تجدد قصف الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متعددة في لبنان مسبباً دماراً واسعاً في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب الاحتلال يعتدي على طاقم إسعاف ويحتجز مسعفة في أوصرين جنوب نابلس الصين تعرب عن دعمها لمذكرة الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت وتؤكد أهمية وقف إطلاق النار في غزة عشرات الآلاف من المستوطنين يقتحمون الخليل والمحيط الإبراهيمي بقيادة بن غفير والاحتلال يمنع الفلسطينيين من مغادرة منازلهم حزب الله يستهدف قاعدة حيفا التقنيّة و جنود الاحتلال عند أطراف الخيام وكفركلا كتائب القسام تعلن استهداف قوة إسرائيلية ودبابة ميركافا في جباليا شمال قطاع غزة "أدنوك" الإماراتية تدرس بيع حصة في شركة الغاز التابعة لها "أمازون" تكشف عن استثمار ضخم بمليارات الدولارات في الذكاء الاصطناعي "موديز" ترفع تصنيف السعودية إلى "Aa3" مع نظرة مستقبلية مستقرة
أخر الأخبار

مقاطعة البضائع وتصديرها

 فلسطين اليوم -

مقاطعة البضائع وتصديرها

بقلم : د.عاطف أبو سيف

ورد خبر في بعض المواقع منقول عن مصادر إسرائيلية يتحدث عن استهلاك الجيش الإسرائيلي في ثكناته لخضروات مصدرة من قطاع غزة. والخبر جاء – إن صح- ضمن ما قيل: تبرم بعض الجنود على ذلك. بل إن مواقع مختلفة نشرت صور الصناديق مليئة بالخضراوات – بزعم أنها من داخل مواقع الجيش- مطبوعا عليها أنها منتجة في غزة. لا يوجد الكثير في الخبر الذي مر مروراً بعناوين بارزة من باب أن غزة تطعم الجيش الإسرائيلي. وبالطبع فإن التغطية الإسرائيلية التي حاولت المواقع الفلسطينية النقل عنها حاولت إبراز الجانب الأخلاقي في النقاش بين الجنود الذين يرون فيما يفعله الجيش من ضرب لغزة وأكل خضرواتها تناقضاً كبيراً. 

إنه ذات الخطاب الكولونيالي الأخلاقي الذي يحاول أن يصور عملية القتل مثلاً على أنها انزياح إجباري في المعاير الأخلاقية، لأن رواية المستعمر لا تختلف باختلاف هويته.

عموماً ليس هذا باب القصيد في كل ذلك، ولكن وجب التنويه إلى ما يحتويه الخبر من مغالطات مُمأسسة على وعي كولونيالي، والأخطر منه مثلاً أن تقوم الصحافة المحلية، خاصة المواقع التي تهوى النشر حتى لو من المريخ دون تدقيق ودون إعمال للمهنية، ناهيك عن إعمال الحس الوطني، بنقل كل شيء دون رقابة. فلا يجوز بأي حال أن يتعرض القارئ المتابع للخطاب الأخلاقي الزائف للمحتل المستعمر. وهذه قضية أظن أنها بحاجة لنقاش موسع حتى نستفيق من حالة النقل الأعمى من الصحافة الإسرائيلية، لأنها تبهرنا.

لكن الملفت في الأمر هو كيف يمكن للبضائع الفلسطينية أن تصل للجيش الإسرائيلي وتصبح جزءاً من مادة إطعامه؟ يبدو الأمر مربكاً خاصة أن الأمر يتعلق بحالة اشتباك دائم بين الفلسطينيين بشكل عام والجيش الإسرائيلي ودولته، تكون غزة في الكثير من الأحيان بؤرة مشتعلة فيه. كما يمكن- مع التأكيد على حالة العمومية- أخذ حالة غزة الخاصة بعين الاعتبار مع العدوان المستمر المتواصل عليها والذي كان آخره عدوان 2014 وما نتج عنه من دمار وقتل وتشريد وما تلاه من تعطيل لعملية إعادة الإعمار ومواصلة الحصار المفرض على القطاع رغم اتفاقيات التهدئة التي تمت والتي أوقف بموجبها العدوان على غزة. طبعاً سيبدو مضحكاً للفلسطينيين في غزة الحديث عن تهدئة في ظل مواصلة إسرائيل قصفها لمواقع مختلفة في غزة واعتداءاتها الحدودية وتلك التي تتم في عمق العبر بحق الصيادين. 

ما أرمى إليه هو نفس التناقض وإن كان بتبرير آخر الذي تحدث عنه التقرير الإسرائيلي من أن غزة التي يقوم الجيش الإسرائيلي بقتلها كل يوم ويواصل حصارها والاعتداء عليها تقوم بتصدير الخضراوات من التربة التي تحاول القنابل والصواريخ التي تطلقها طائرات الجنود أن تحولها عقيمة. مفارقة بحاجة لتأمل. إنها ليست المفارقة الأخلاقية المزعومة التي قد يتحدث فيها المستعمر ليكشف عن طيبة القلب الغائبة في معمعان الحروب، زيفاً. مفارقة تنبع من غياب المنطق في حدوثها.

هل يستقيم هذا الأمر؟ بالطبع لا.

لاحظوا أن خطاب المقاطعة ضد البضائع الإسرائيلية وجهه الأقوى هو أن يقوم العالم بمقاطعة إسرائيل وجيشها ومؤسسات بحثها العلمي التي تعزز الاحتلال، وبالتالي فإن جزءاً كبيراً من الخطاب والنشاطات التي تتأسس عليه تعتمد على عدم قيام دول العالم بتصدير بضائع للجيش الإسرائيلي من معدات أو خبرات أو أموال يمكن لها أن تستخدم في العدوان على الشعب الفلسطيني. مظاهرات أمام مصانع للأسلحة ومصانع للمعدات الثقيلة، كما أمام مباني الجامعات والنقابات والاتحادات التي تتعاون مع مؤسسات إسرائيلية. حركة نشطة أقلقت إسرائيل ووصل بها الأمر إلى حد تجريمها ومحاولتها الضغط عبر أنصارها على بعض الدول الأوربية لتجريمها وربطها ومساواتها بمعاداة السامية. 

تخيلوا موقف هؤلاء الشبان والشابات من أنصار الشعب الفلسطيني من مواطني دول العالم الذين بعضهم قد لا يكون قد رأى فلسطين أو عرف فلسطينياً في حياته، لكنه ينحاز لقضية أخلاقية بامتياز، حين يعرفون أن الفلسطينيين يصدرون الخضار للجيش الإسرائيلي حتى يتمكن من إطعام جنوده فيتمكنوا من قصف غزة بشكل جيد. وفيما هم يهاجمون المصانع التي تصدر البضائع لإسرائيل، وقد يعتقل بعضهم، فإن الفلسطينيين يصدرون الطعام للجيش الإسرائيلي.
 
في حين أن جزءاً كبيراً من المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل تعتمد على مقاطعة البضائع الإسرائيلية سواء من قبل دول العالم أو من المواطن الفلسطيني فإن غزة تبدو استثناءً في ذلك. حيث إن البضائع الإسرائيلية تغزو الأسواق في غزة دون رقابة منافسة المنتج الوطني الذي يكاد أن يختفي.
 
الخطاب الفلسطيني للعالم الخارجي يقوم على ضرورة أن يتوقف العالم عن شراء البضائع الإسرائيلية – ثمة تشديد على تلك المصنعة في المستوطنات- لأن شراء البضائع يعني دعم إسرائيل وبالتالي دعم جيشها. ناهيك عن مقاطعة بضائع المستوطنات وما تعنيه من دعم لمصادرة الأرض واستغلالها. ما يعرف بحركة المقاطعة تعتمد على نشطاء من أنصار الشعب الفلسطيني، يربطون الليل بالنهار وهم يراقبون ويسجلون ويوثقون ويتحركون في كل اتجاه من أجل زيادة الضغط على المستوردين لوقف استيراد البضائع الإسرائيلية. 

الشق الثاني في ذلك هو مقاطعة المنتجات الإسرائيلية في الأسواق الفلسطينية في الضفة الغربية وهي حركة نشطة يقوم عليها شبان وشابات يفتشون المحلات ويصادرون بعد محاولة الإقناع ما يقع في المحلات من بضاعة إسرائيلية.
 
تبدو غزة خارج هذا الحراك. لا يجب أن تكون مقولة فك الحصار بأي ثمن هي منطق تصرفنا، لأن الحصار لا يمكن أن يُفك فيما نحن نهدم مقومات المقاطعة التي يحاول أنصار الشعب الفلسطيني في الخارج مساندته بما يقوم به في الداخل، والأمر ذاته ينسحب على تصدير البضائع الذي يجب ألا يتم دون رقابة حتى نكون صادقين مع أنفسنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقاطعة البضائع وتصديرها مقاطعة البضائع وتصديرها



GMT 06:58 2020 الإثنين ,15 حزيران / يونيو

عــام آخــر

GMT 07:35 2020 الإثنين ,13 إبريل / نيسان

التجربة الصينية

GMT 01:37 2017 الثلاثاء ,30 أيار / مايو

بعد خمسين عاماً: الاحتلال والدولة الفلسطينية

GMT 07:34 2017 الإثنين ,15 أيار / مايو

المثقف الفاعل "2"

GMT 02:56 2017 الإثنين ,20 شباط / فبراير

حول العلاج في الخارج

أزياء الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الأناقة الملكية والطابع العصري

عمان ـ فلسطين اليوم
استطاعت الأميرة رجوة الحسين زوجة ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، خلق بصمة مميزة عبر إطلالاتها الجمالية الراقية، التي تعكس شخصيتها كملكة وكأم، سواء من خلال اختيارها للمكياج الكلاسيكي، أو طريقة تزيين شعرها بتسريحات ناعمة وفخمة، إطلالاتها الجمالية، دائماً تحمل رسالة من الرقي والاحترام، حيث تجمع في اختياراتها بين التراث العربي الأصيل ولمسات الحداثة العصرية، ما جعلها أيقونة الجمال والأناقة في العالم العربي، ومثالاً يحتذى به للسيدات اللواتي يبحثن عن التوازن بين البساطة والجمال الطبيعي. الأميرة رجوة تتألق بمكياج ناعم وتسريحة ذيل الحصان البف في أحدث ظهور للأميرة رجوة الحسين، وعلى هامش حضورها خطاب العرش للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، خلال افتتاح مراسم الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشري...المزيد

GMT 08:01 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة غير مسبوقة لنجوى كرم تثير الإعجاب والدهشة
 فلسطين اليوم - إطلالة غير مسبوقة لنجوى كرم تثير الإعجاب والدهشة

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

أماكن فاخرة تدمج بين سحر الطبيعة وأعلى مستويات الترف
 فلسطين اليوم - أماكن فاخرة تدمج بين سحر الطبيعة وأعلى مستويات الترف

GMT 07:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حلول عملية وذكية بالأثاث متعدد الأغراض
 فلسطين اليوم - حلول عملية وذكية بالأثاث متعدد الأغراض

GMT 08:27 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية الصحية طريقك لصحة العين وحماية من مشكلات الرؤية
 فلسطين اليوم - التغذية الصحية طريقك لصحة العين وحماية من مشكلات الرؤية

GMT 05:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 10:58 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

بطل أسترالي سابق يستبعد كسر حاجز الساعتين في الماراثون

GMT 16:32 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

رحيم سترلينغ يكشّف تفاصيل صدامه مع خوان ماتا

GMT 05:33 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شاهر سعد يشارك في مؤتمر الكنفدرالية المغربية للشغل

GMT 11:35 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مميزة لتنسيق الجاكيت للمحجبات من وحي مدونات الموضة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday