ذكرى الانتفاضة السابعة والعشرين
آخر تحديث GMT 23:06:33
 فلسطين اليوم -
وزارة الدفاع الإسرائيلية تعلن انتهاء أول تدريبات مع القوات الأميركية باستخدام ذخائر حية لمنظومات دفاع جوي الجيش الاسرائيلي يعلق على تقارير استهداف حزب الله لقوات اليونيفيل مؤكدا استمرار حزب الله في انتهاك القانون الدولي وتعريض المدنيين والمنظمات الدولية للخطر وزارة الخارجية الأميركية تعلن أن التشريع المتعلق بحظر عمل الأونروا قد يترتب عليه عواقب وفقًا للقانون والسياسة الأميركية الخارجية الأميركية تقول إن الغارة الإسرائيلية التي قتلت العشرات في شمال غزة "مروعة" قصف إسرائيلي يستهدف سوق الصحابة في غزة ويخلّف عشرات القتلى والجرحى ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة إلى أكثر من 43 ألف قتيل و101 ألف مصاب وفق وزارة الصحة في القطاع" استشهاد شاب فلسطيني مُتأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب رام الله إطلاق نار في دير بميانمار يودي بحياة 22 ومعارضون يتهمون الجيش الاحتلال الإسرائيلي يفرج عن 4 فتيان فلسطينيين شرط إبعادهم عن البلدة القديمة بالقدس الجيش الإسرائيلي يعتقل شابًا يعتقد أنه تسلل من الأراضي اللبنانية
أخر الأخبار

ذكرى الانتفاضة السابعة والعشرين

 فلسطين اليوم -

ذكرى الانتفاضة السابعة والعشرين

د. عاطف ابو سيف

كان ذلك شهر كانون الأول من العام 1987، وكانت البداية عفوية، لكنها كانت العفوية النابعة من جمرة النار. كان كل شيء فيها عفوياً، وكان بقوة لم تنته، ولأن احداً لم يكن يتوقع الانفجار، فإن لهيبه امتد مثل النار في الهشيم حاصداً كل سنوات المعاناة والقهر، رافعاً في بريقه صورة الفدائي الذي لا يقهر، وماضياً بعزم الريح على تفجير العاصفة. كان ذلك الصباح المشبع برائحة المطر وثقل الغيوم العابرة، الممزوج بعرق الفتية اللاهثين وراء لحظتهم، وشحبار النيران المشتعلة من اطر السيارات المحترقة، والمتاريس التي تعترض امتداد الطرقات، والمقاليع التي تطير في حضن الهواء تبحث عن اندفاعة الحجر، الذي على مرماه كان يرقد الحلم ينتظر ان ينقض على الواقع. كان هذا صباح التاسع مع كانون الاول من العام 1987 حيث بدأت الانتفاضة الأولى. 
اتذكر ذلك اليوم جيداً. كان استاذ التاريخ بالكاد يبدأ درسه الذي كان يصر أن يحوله من التاريخ الفرعوني إلى التاريخ الكنعاني. كانت توجهاته قومية عروبية، وسنكتشف بعد ذلك أنه سيكون احد قادة القيادة الموحدة للانتفاضة، حيث سنفتقده وهو يقبع في السجن. خرجنا كاندفاع النهر في جرف الأرض نحو مركز جيش الاحتلال وسط مخيم جباليا حيث كانت شرارة الانتفاضة الأولى. قبلها بليلة وعند دفن العمال الذين دهسهم تركتور إسرائيلي قد تحولت إلى مواجهات مع الجيش، كانت تنذر بأن الفتيل يقترب من الاشتعال. في الصباح استيقظ المخيم كانه يكمل مشوراً بدأه في حلم ثائر جميل. هب الجميع نحو مركز الجيش لتولد من رحم تلك العفوية واحدة من اهم اللحظات في تاريخ الشعب الفلسطيني، اللحظة التي وفي حالات نادرة في التاريخ المعاصر نجح فيها العرب في إدخال كلمة ومفردة إلى قاموس السياسة الدولية. إنها كلمة انتفاضة، التي صارت رديفاً للثورة ولكنها الثورة الشعبية القائمة على هبة المواطنين في وجه الطغاة أي كانا لونهم وشكلهم وطبيعتهم، سواء طغاة الاحتلال وقطعانه أو الطغاة الذين يسلبون إرادة الشعوب، فالاحتلال واحد مهما تعددت اوجهه. 
هكذا نجحت تلك الانتفاضة في أن تكون أنموذجاً يدّرس حين يتعلق الامر بثورات الشعوب وهبتهم في وجه من يصادر إرادتهم. كان ذلك الصباح من كانون الاول مختلفاً بشكل كبير، وكان يحمل في طياته ملامح تغير كبير ستهب رياحه على المنطقة بل على الإقليم والعالم، عما قليل حين سيسقط جدار برلين وتنهار الكتلة الاشتراكية، وبعدها بقليل سيغزو العراق الكويت ويدق المسمار في آخر مضامين التضامن العربي حين تتقاتل الجيوش العربية في تحالفات تقودها الولايات المتحدة وتُقصف بغداد من قواعد في الخليج العربي. في ذروة هذه الهزائم والتراجعات والتبدلات في خريطة الكون، كان ثمة خارطة إرادة جديدة تصر أن ترى النور، إنها الإرادة التي حملها أطفال الحجارة في الأزقة والطرقات والوديان والجبال، وهم يرددون عبارات الحرية. إنها ذات الروح التي ستندلع في العواصم العربية بعد اكثر من عقدين من الزمن حين تخرج الشعوب العربية على الطغاة في انتفاضات مماثلة - لنضع جانباً تقييمنا للربيع العربي ومآلاته - فالقصد هو أن ثمة روح جديدة بثها الشعب الفلسطيني في روح الشعوب من طرقات براغ ووارسو إلى القاهرة وتونس. 
نتذكر الانتفاضة الآن فيما الحديث والنقاش يدور حول احتمالات انتفاضة ثالثة وربما رابعة وخامسة. وهو حديث يأخذ شرعيته من قلب النقاش حو حالة الجمود والركود التي تصيب الحالة الوطنية الراهنة. إنه نقاش يبحث عن مخرج من المأزق، ويحاول إيجاد تصورات. لنتذكر أن تلك اللحظة الجميلة من شهر كانون الاول من العام 1987 كان أجمل ما فيها عفويتها وتعبيرها عن غير المعبر عنه، ولم تكن نتاج نقاش وجدل فكري وتنظير حزبي ولا تبادل معرفي. كانت لحظة خالصة لذاتها، لذا نجحت في ان تكون اللحظة الذروة.
نعم إنها لحظة الذروة في ثورة فلسطينية مستمرة منذ خرج سكان مدينة يافا ومدينة القدس في هبة العام 1922 احتجاجاً على وصول مجموعات المستوطنين \ لنهب الأرض ومن ثم استمرت بقوة وزخم في ثورة العام 1929 وبعد ذلك في الإضراب الشهير العام 1936 والمقاومة الفلسطينية الباسلة وإن خذلتها الجيوش العربية للمشروع الاحلالي الصهيوني في فلسطين. بعد ذلك الاعمال الفدائية الشجاعة للكتيبة 155 وقوات التحرير الشعبية والتي تتوجت بقوة انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة. ما اقترحه في هذا السياق بان لحظة اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في 1987 كانت تتويجاً لفكرة المد الجماهيري للثورة وكانت تعبيراً آخر عن تجلياتها وزخمها الشعبي الكبيريين. ولم تكن براءة اختراع صدفوي. من هنا فإن السؤال حول مستقبل اي انتفاضة جديدة لابد أن يؤخذ في سياق الحديث عن ذلك النهر العظيم من الانتفاضة الفلسطينية الكبري التي شارفت على المائة عام والتي تجلي فهيا نضال الشعب الفلسطيني وكفاحه وجهاده في سبيل أرضه. أنها كبرى انتفاضات التاريخ حيث يحمل شعب شعلة اللهب لقرابة قرن من الزمن بلا ككل ولا ملل من أجل ان يعاد الاعتبار لكلمة حرية ولمفهوم التحرر.
يبدو هذا النقاش مهماً سيما أنه يأتي ليفكك مقولات أعمق يتضمنها الحديث عن انتفاضات مستقبلية. فهو من جهة يطرح مثلاً أن الانتفاضة الاولى والثانية انتهيتا، وانا لا اعرف أحداً يملك الحق في صناعة تواريخ النهايات، إذا كانت البدايات ذاتها عفوية. إن الأصح ان ثمة انتفاضة مستمرة كان ذروتها الشعبية في كانون الاول من العام 1987 واستمرت بأشكال مختلفة ولم تتوقف يوماً. إذا السؤال هو حول طبيعة الاشتباك القادم مع الاحتلال، لن الانتفاضة ليست إلا حالة اشتباك مع الاحتلال يجب أن نحرص ألا تتوقف ويجب البحث عن أشكال جديدة تتوائم مع كل مرحلة دون ان تنتقص من قوة الاعتماد على الجماهير في توجيه دفة الانتفاضة. إن تعلم دروس الانتفاضة التي تمر ذكراها السابعة والعشرين هذه الايام ربما سيمدنا بقوة أعمق للقبض على زمام المبادرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكرى الانتفاضة السابعة والعشرين ذكرى الانتفاضة السابعة والعشرين



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ فلسطين اليوم
في مهرجان الجونة السينمائي 2024، تألقت الممثلة التونسية هند صبري بإطلالة مميزة أبهرت الحضور وجذبت الأنظار، اختارت هند صبري فستانًا باللون الوردي الراقي من توقيع علامة MOONMAINS، والتي تميزت بتصاميمها العصرية والأنيقة، الفستان تميز بقصته الأنيقة وأكمامه المنفوخة، التي أضافت لمسة من الأنوثة والرقي لإطلالتها، اللون الوردي اللامع أضفى على هند لمسة مشرقة وملفتة، تتماشى تمامًا مع الأجواء الاحتفالية للمهرجان. لم تكتفِ هند صبري بالفستان الراقي فحسب، بل أضافت لمسة من الفخامة على إطلالتها من خلال ارتدائها لمجوهرات مميزة من تصميم عزة فهمي، المصممة المصرية الشهيرة، اختارت سوارًا مزينًا بأحجار كريمة تضفي بريقًا إضافيًا على مظهرها، هذه المجوهرات لم تكن مجرد إضافة جمالية، بل كانت بمثابة تكريم للتراث المصري بلمسات عصرية تتماشى مع أجواء ...المزيد

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024
 فلسطين اليوم - كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024

GMT 06:11 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية
 فلسطين اليوم - نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 09:41 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء متوترة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 08:34 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالغضب لحصول التباس أو انفعال شديد

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 04:46 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

أفكار مبتكرة للفواصل في ديكور المنازل العصرية

GMT 12:32 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل وفيس بوك تطلقان مبادرة لمواجهة الأخبار الكاذبة

GMT 14:46 2016 الأحد ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلاثة عروض جديدة ومميزة في مهرجان "آفاق مسرحية" الأحد

GMT 07:22 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نور عرقسوسي تستعد لتصوير جديدها الغنائي في أربيل

GMT 15:13 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

قواعد "التجميل" التي تجعل النساء يرغبن في الاعتناء بأظافرهن

GMT 13:51 2016 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

اوبل" تعلن عن إطلاق سيارتها الجديدة كاسكادا موديل 2017
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday