اتفاق غزة ولعبة الليغو الناقصة
آخر تحديث GMT 23:06:33
 فلسطين اليوم -
وزارة الدفاع الإسرائيلية تعلن انتهاء أول تدريبات مع القوات الأميركية باستخدام ذخائر حية لمنظومات دفاع جوي الجيش الاسرائيلي يعلق على تقارير استهداف حزب الله لقوات اليونيفيل مؤكدا استمرار حزب الله في انتهاك القانون الدولي وتعريض المدنيين والمنظمات الدولية للخطر وزارة الخارجية الأميركية تعلن أن التشريع المتعلق بحظر عمل الأونروا قد يترتب عليه عواقب وفقًا للقانون والسياسة الأميركية الخارجية الأميركية تقول إن الغارة الإسرائيلية التي قتلت العشرات في شمال غزة "مروعة" قصف إسرائيلي يستهدف سوق الصحابة في غزة ويخلّف عشرات القتلى والجرحى ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة إلى أكثر من 43 ألف قتيل و101 ألف مصاب وفق وزارة الصحة في القطاع" استشهاد شاب فلسطيني مُتأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب رام الله إطلاق نار في دير بميانمار يودي بحياة 22 ومعارضون يتهمون الجيش الاحتلال الإسرائيلي يفرج عن 4 فتيان فلسطينيين شرط إبعادهم عن البلدة القديمة بالقدس الجيش الإسرائيلي يعتقل شابًا يعتقد أنه تسلل من الأراضي اللبنانية
أخر الأخبار

اتفاق غزة ولعبة الليغو الناقصة

 فلسطين اليوم -

اتفاق غزة ولعبة الليغو الناقصة

د. عاطف ابو سيف

كان مصير غزة المجهول دائماً أحد أهم مخاطر الانقسام، إذ ترتب عليه ضمن أشياء كثيرة فصل غزة عن مجمل المشروع الوطني وجعل مصيرها يختلف تماماً عن المصير العام للهم الفلسطيني المشترك. وربما مع مرور الزمن تمظهر خطاب "غزي" خاص يتحدث عن مصير غزة. لم تكن "حماس" وحدها من يتبنى هذا الخطاب بل أيضاً بعض أصحاب المطامع الشخصية والأهواء الفردية داخل الحركة الوطنية الذين لا يحققون حلمهم إلا حين يتم الحديث عن غزة. الخطر في كل ذلك أن النتيجة الحتمية لكل هذا تعني جملة أشياء أهمها أن لا شيء اسمه مشروع وطني يمكن له أن يستمر. وأن غزة سيكون لها مصير مختلف عن مجمل مكونات الصراع. فالمقاومة غزاوية والحصار على غزة والميناء هو ميناء غزة والمطار مطارها. (لا شيء يحدث في القدس ولا في الضفة ولا لأهلنا في الشتات)، وكثير من الكلاشيهات التي تسيء لتاريخ الشعب الفلسطيني ولشهدائه العظام.
ربما كانت واحدة من أهم إنجازات النضال الوطني التحرري الفلسطيني منذ أكثر من نصف قرن هي صياغة المصير المشترك للشعب الفلسطيني الذي توزع في مناف عديدة وتشتت تحت أنظمة متباينة، لم يكن يهمها مصير الشعب الذي ضاع وسرقت بلاده بسبب تقصيرها، بقدر ما كانت تتاجر بمصيره إلا القلة منهم. إلى أن جاء النضال الفلسطيني وجاءت منظمة التحرير وفصائل الثورة وخلقت هوية نضالية مشتركة تعتمد على أهداف مشتركة وليست مناطقية للنضال التحرري، وقالت، إن الشعب الفلسطيني ليس مجرد مجموعة لاجئين بل هو شعب له تطلعات سياسية مشتركة. وبغض النظر على ما اعترى الحركة الوطنية من أزمات ومرت به من مشاكل وربما اخفاقات، إلا أن الشيء الجامع الأهم كان هذا المصير المشترك. وفي اللحظة التي يتم فيها التنازل عن هذا المصير المشترك من أجل البحث عن مخارج آنية لأزمات مناطقية، فإن ثمة من يحكم بالإعدام على مستقبل شعب بأكمله ويحرض البعض الآخر منه للبحث عن حلول آنية تتوافق مع مصائرهم المحلية.
إذا كان البحر غزاويا لأنه يقع في غزة وليس فلسطينيا لأنه الامتداد الطبيعي ولأنه ما تبقى من ساحل فلسطين التاريخية الممتد من رأس الناقورة إلى رفح، فهل يحق لأحد أن يفاوض على ميناء لغزة فقط. إذا كان الأمر كذلك هل يحق لسكان شمال غزة أن يفاوضوا أيضاً حول مصيرهم لوحدهم ويستقلوا بذاتهم لأن معبر "إيريز" يقع في منطقتهم ولا بأس لو حرمت باقي مناطق غزة من الوصول إلى "إيريز". هل من يقترح على سكان رفح أن يفاوضوا نيابة عن رفح لأن لديهم الممر البري الوحيد مع العالم العربي.
بعض قيادات "حماس" أقر بأن الحديث يدور عن اتفاق إنساني وليس سياسيا. ورغم ما يحمله هذا القول من محاول تبرير وربما تقليل من الصدمة، إلا أن فكرة الاتفاق الإنساني بحد ذاتها أكثر خطورة من الاتفاق السياسي لأنه يعيد القضية وتعريفها إلى مربع الهيمنة الإسرائيلية وروايتها عن الصراع. فالصراع ليس سياسياً إنما هو مشكلة إنسانية نتجت عن حروب استقلال إسرائيل وتخلصها من "الاحتلال البريطاني" ومن الوجود العربي "غير الشرعي" في أرض إسرائيل. هذه المآسي الإنسانية يجب حلها من خلال تحسين حياة الناس وتطوير اقتصادهم وتسهيل امورهم اليومية. سلام نتنياهو الاقتصادي.
وبالتالي فإن المطار المزمع أو الميناء المزمع ليسا رمزين من رموز سيادة الشعب على أرضه ومعابره، بل هما وسيلتان من أجل التخفيف من معاناة الناس. والأخطر من ذلك أننا في اللحظة التي نسلم بها بهذا المنطق فإننا سنصبح جاهزين للتفاوض على استبدال هذه التسهيلات بتسهيلات أخرى. فهما ليسا إلا أدوات لتخفيف معاناة الناس. ماذا لو جئنا بأدوات أكثر نجاعة في تخفيف المعاناة. لكن حتى ذلك على وصف أحد الساسة فإن الأمر لن يكون أكثر من "إيريز مائي" و"إيرز بحري". وسنسأل مرة أخرى "وين دانك يا جحا؟".
القصة الأخرى هو حقيقة أن السيد بلير يتفاوض مباشرة من السيد خالد مشعل. إذاً هي مفاوضات مع حركة حماس حول قطاع غزة. وبذلك فإن "حماس" تثبت ما يقوله خصومها أنها لم تتخلَ عن السلطة في قطاع غزة وإنها مازالت تحكم القطاع، وهي من يقرر مصيره، وأن الحكومة الفلسطينية المسماة حكومة توافق ليست إلا طربوشا. السؤال الأهم إذا كان لا يوجد ما يخشاه الشعب الفلسطيني لماذا لا تدار هذه المفاوضات مع قيادة الشعب الفلسطيني الشرعية التي أقرت "حماس" بأنها من يدير شؤون المفاوضات. والأكثر خطورة أن هناك من يصر على اللغو والكلام المقعر بالتمييز بين مفاوضات ومفاوضات. إن الفرق هو مثل الإصرار على أن ثمة فرقا بين الزواج الشرعي من حيث الممارسة وما يترتب عليه من علاقات جسدية وبين زواج المسيار أو المتعة.
لكن أخطر ما في الأمر أن يتم تصوير ما يجري بأنه ممر إجباري للخروج من المأزق. الكل التفت لتصريح العائد إلى المشهد خالد مشعل وهو يقول إنه لا يلومن "فتح" ولا يلومن "حماس" على عدم تحقيق المصالحة. فكأنه يريد أن يقول إن الانقسام وجد ليبقى وبالتالي لا حاجة لمحاولة القضاء عليه. ويبدو أن المفاوضات مع بلير ومع إسرائيل أسهل من الحوار الوطني. أظن أن أصغر طفل في غزة كما في كل مكان فيه فلسطيني يعرف أن حل الانقسام يعني الذهاب لانتخابات سريعاً.
يستهوي البعض اللعب بمشاعر الناس حيث إن المواطنين في غزة مخنوقون بعد ثلاث حروب فتاكة تعرضوا لها وحصار مقيت وعدم وجود كهرباء وما شابه. ربما سيبدو من المنطقي إذا سألت الناس حتى هؤلاء المحسوبين على خصوم "حماس" السياسيين من حركة فتح: هل تؤيد تخفيف المعاناة عن الناس في غزة واقامة مطار وميناء، الكل سيقول نعم. ولكن لو سألت السؤال بالصيغة الصحيحة: هل أنت مع فصل غزة عن الضفة الغربية.
لا بد أن يصرخ أحدهم: يا جماعة كان عندنا مطار وميناء وكانت الكهرباء لا تقطع وكان عندنا ممر آمن! هل هذه المشكلة.
أن ما يحدث أن أحدهم يظن أن الأمر لعبة ليغو حيث القطع المختلفة. امسك بقطعة واحدة وأراد لها أن تكون كل اللعبة. دون ان يعرف أن قطعة واحدة لا تبني شكلاً وأن طبيعة قطع الليغو لا تكتمل إلا بتداخلها والصاقها مع القطع الأخرى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اتفاق غزة ولعبة الليغو الناقصة اتفاق غزة ولعبة الليغو الناقصة



GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

GMT 21:30 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الشرق الأوسط والموعد الصيني

GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ فلسطين اليوم
في مهرجان الجونة السينمائي 2024، تألقت الممثلة التونسية هند صبري بإطلالة مميزة أبهرت الحضور وجذبت الأنظار، اختارت هند صبري فستانًا باللون الوردي الراقي من توقيع علامة MOONMAINS، والتي تميزت بتصاميمها العصرية والأنيقة، الفستان تميز بقصته الأنيقة وأكمامه المنفوخة، التي أضافت لمسة من الأنوثة والرقي لإطلالتها، اللون الوردي اللامع أضفى على هند لمسة مشرقة وملفتة، تتماشى تمامًا مع الأجواء الاحتفالية للمهرجان. لم تكتفِ هند صبري بالفستان الراقي فحسب، بل أضافت لمسة من الفخامة على إطلالتها من خلال ارتدائها لمجوهرات مميزة من تصميم عزة فهمي، المصممة المصرية الشهيرة، اختارت سوارًا مزينًا بأحجار كريمة تضفي بريقًا إضافيًا على مظهرها، هذه المجوهرات لم تكن مجرد إضافة جمالية، بل كانت بمثابة تكريم للتراث المصري بلمسات عصرية تتماشى مع أجواء ...المزيد

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024
 فلسطين اليوم - كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024

GMT 06:11 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية
 فلسطين اليوم - نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 14:58 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

محمد رمضان يتحدّى منافسيه بفيلمه "هارلي"

GMT 09:41 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء متوترة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 08:34 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالغضب لحصول التباس أو انفعال شديد

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 04:46 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

أفكار مبتكرة للفواصل في ديكور المنازل العصرية

GMT 12:32 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل وفيس بوك تطلقان مبادرة لمواجهة الأخبار الكاذبة

GMT 14:46 2016 الأحد ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلاثة عروض جديدة ومميزة في مهرجان "آفاق مسرحية" الأحد

GMT 07:22 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نور عرقسوسي تستعد لتصوير جديدها الغنائي في أربيل

GMT 15:13 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

قواعد "التجميل" التي تجعل النساء يرغبن في الاعتناء بأظافرهن

GMT 13:51 2016 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

اوبل" تعلن عن إطلاق سيارتها الجديدة كاسكادا موديل 2017
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday