هذا هو الكفر بعينه
آخر تحديث GMT 18:28:05
 فلسطين اليوم -

هذا هو الكفر بعينه ...

 فلسطين اليوم -

هذا هو الكفر بعينه

طلال عوكل

من سيئ إلى أسوأ، وعلى مختلف الصعد، تتغير أوضاع الفلسطينيين، سواء في قطاع غزة، الذي اعتبره البعض محرراً من قوات الاحتلال، ومستوطناته، أم في الضفة الغربية بما في ذلك القدس، التي تتعرض لموجات متلاحقة من الاستيطان ومصادرة الأرض، والتهويد، والتنكيل.
تغنّى الكثيرون بانتصار المقاومة في الجولة الأخيرة من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأقلهم تفاؤلاً، أشاد بالصمود الرائع للمقاومة والشعب، وبالوحدة الوطنية التي ظهرت على أكثر من صعيد، لكن الاستثمار السياسي كان صفراً بامتياز، وحال الناس تدهورت على نحو غير مسبوق من الدمار، إلى التشرد إلى الفقر والبطالة. كان يمكن للناس أن يتعلقوا بأهداب مصالحة متعثرة أملاً في تغيير الواقع، لكن مسيرة المصالحة، وما بلغته العلاقات الفلسطينية الفلسطينية، أعادت الناس إلى البكاء على أطلالها، ومع تدهورها، يخشى الناس أن يذرفوا الدموع على أطلال بيوتهم ومصالحهم المدمرة، التي تنتظر عملية إعادة إعمار متعثرة هي الأخرى.
الحصار على قطاع غزة، بعد إغلاق معبر رفح بالكامل لأكثر من أسبوعين بدون أفق، بسبب الأوضاع الأمنية في شبه جزيرة سيناء، هذا الحصار ينهش ما تبقى من آمال لدى المواطنين، وقد انتقل هذا الحصار بسبب آليات إعادة الإعمار، إلى مرتبة الشرعية الدولية، بعد أن كان مسؤولية إسرائيل وحدها ومن يناصرها.
الضفة الغربية وفي قلبها القدس، تتعرض لأبشع وأخطر الهجمات على ما تبقى من حقوق للفلسطينيين، فيما يتصاعد التطرف الإسرائيلي، نحو مصادرة كل الحقوق الفلسطينية، واستكمال خطة الانطواء، هذا في أحسن الأحوال. إزاء أوضاع كهذه، يشير منطق الأمور، إلى أن على الفلسطينيين أن يبحثوا عن وحدتهم، دفاعاً عن حقوقهم، بل دفاع عن وجودهم، غير أن أوضاع الفصائل، ومستويات القرار السياسي، تخرج عن كل منطق، وهي التي تتحمل المسؤولية التاريخية كاملة عما يتكبده الشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه الوطنية.
أي عقل يمكن أن يقبل، إقدام جماعة معروفة ومعرفة أم غير معرفة على وضع متفجرات على أبواب منازل وممتلكات وسيارات، قيادات وطنية من فتح، واستهداف المنصة المعدة لإحياء الذكرى العاشرة لرحيل قائد الشعب الفلسطيني ياسر عرفات؟
فجر الجمعة الماضية، السابع من الشهر الجاري فوجئ الناس بأصوات انفجارات تشبه الانفجارات التي يحدثها القصف الإسرائيلي، لكن الفاجعة وقعت حين تناقلت الأخبار أن هذه الانفجارات لم تكن سوى من فعل أياد فلسطينية ضد قيادات فتحاوية. كان الناس في قطاع غزة نياماً، فيما كان أهل القدس، والضفة والداخل الفلسطيني يشدون الرحال نحو القدس، للصلاة في المسجد الأقصى، ولمواجهة هجمات المستوطنين والمتطرفين بحراسة الجيش والشرطة الإسرائيلية. سالت الدماء في القدس يومها، وسالت الدموع في قطاع غزة، لهول ما تسمع وترى.
إذا كان من الطبيعي أن تسيل دماء الفلسطينيين على يد المحتلين وهم يدافعون عن أنفسهم وبيوتهم وأعراضهم ومنازلهم وممتلكاتهم وحقوقهم، فإن من غير المنطقي أبداً، أن تسيل الدموع، لأسباب ودوافع فلسطينية لا تجر على الفلسطينيين سوى المزيد من الخراب والدمار واليأس.
ماذا يريد هؤلاء الذين ارتكبوا، تلك الجريمة بحق كل الناس، كل الشعب، كل القضية، وليس فقط ضد قيادات فتحاوية وطنية، وهل حققوا ما يريدون؟ استناداً إلى كل المعايير، وإلى أي معيار، فإن إسرائيل هي فقط، والجهة الوحيدة المستفيدة من هذه الجريمة التي تعيد الأوضاع إلى مرحلة الصراع، والخلاف وتعمق أزمة الثقة، وأولى نتائجها تفجير المصالحة، على علاتها، وربما تفجير كل عملية وآليات إعادة إعمار قطاع غزة. لا شك أن إسرائيل تطرب لسماع أخبار كهذه، تدخل الطمأنينة إلى قلوب الإسرائيليين الذين يعملون ليل نهار من أجل إفشال المصالحة، وإبقاء حالة الانقسام، وزرع الفتنة بين صفوف الفلسطينيين. وستطرب قوى أخرى، تناصب حركة حماس من العداء، التي بحكم مسؤوليتها عن الأمن في قطاع غزة، ستكون في موقع الاتهام، على خلفية أن من يفعل ذلك إزاء شعبه، لا يتورع عن فعلها إزاء الآخرين.
النتيجة الأبرز والملموسة التي نجمت عن تلك التفجيرات، كانت إلغاء النشاط الشعبي الذي كان سيتم بإشراف ومشاركة كل القوى الوطنية، بمناسبة رحيل القائد الشهيد ياسر عرفات.
تبحث في كل الزوايا والاحتمالات وتتقمص حالة تفهم الدوافع والأسباب والأهداف من وراء ما جرى فجر الجمعة الماضية من تفجيرات، محاولاً تلمس أي نتيجة إيجابية لكن هذه الإمكانية مغلقة تماماً، فالنتائج كارثية على مختلف الصعد. القضية حتى الآن مسجلة على مجهول، حيث لم تعلن أي جهة أو جماعة عن مسؤوليتها إزاء ما وقع، وحركة فتح وجهت اتهاماً صريحاً لحركة حماس، التي نفت ذلك، وأعلنت إدانتها فيما أعلنت وزارة الداخلية في غزة عن تشكيل لجنة تحقيق.
في كل الحالات، فإن منطق اتهام حركة حماس، يقوم على اعتبار أنها المسؤولة فعلياً عن الأمن في قطاع غزة، فإن لم يكن بعض أعضائها أو المحسوبين عليها هم المسؤولون، فإنها في الواقع تتحمل مسؤولية غير مباشرة.
حركة حماس معنية إذن بتبرئة مسؤوليتها وذمتها إزاء هذا الحدث الذي أدانته واستنكرته بعبارات واضحة، ونظن أنها تملك كل الإمكانيات للكشف عن الفاعلين، وبأقصى سرعة ممكنة. ما لم يحدث ذلك، وفي كل يوم تتأخر فيه عملية التحقيق والكشف عن الفاعلين، فإن الأوضاع تزداد سوءاً وتدهوراً، حتى لا يعود بالإمكان، إصلاحها. ومرة أخرى نقول لكل الفصائل والفصائليين، ولكل القيادات السياسية التي لها صلة بالقرار، أن ترحموا هذا الشعب، الذي يدفع ثمن خلافاتكم، وفئويتكم وتجاهلكم لمصالح وحقوق هذا الشعب الباسل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذا هو الكفر بعينه هذا هو الكفر بعينه



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday