كيف يتوقف الانهيار
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

كيف يتوقف الانهيار؟

 فلسطين اليوم -

كيف يتوقف الانهيار

طلال عوكل

تفتح واقعة اقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين أول من أمس، صفحة متناقضة تثير العديد من الأسئلة، التي تتصل بالسلطة ووظائفها وصلاحياتها، في وقت تبدأ فيه عملية تجديد للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وجدل بشأن مدى جدية رغبة الرئيس محمود عباس في مغادرة مواقعه، وعلاقة ذلك بترتيبات الخلافة في ضوء غياب أي إمكانية لإجراء انتخابات ديمقراطية شاملة.
خلال حرب السور الواقي على الضفة الغربية، والتي استعاد وقتها الجيش الإسرائيلي إحكام قبضته القمعية والاحتلالية على الضفة، قدم مخيم جنين أساطير في البطولة والمواجهة، وها هو اليوم يستعيد بعضاً من معالمها.
معلوم أن جنين ومخيمها، يقعان في المنطقة (أ)، المفروض أنها بحسب اتفاقيات اوسلو، تحت الولاية الكاملة للسلطة الوطنية، لكن قيام الجيش باقتحام المخيم، واعتقال من يقال إنه قيادي من حركة حماس، وإصابة نحو خمسة وعشرين مواطناً، وهدم البيت الذي كان يختبئ به القيادي الحمساوي، هذا الفعل، يدل على مدى هشاشة وضعف السلطة، التي لا تزال تلتزم باوسلو، فيما لا يلتزم الجانب الإسرائيلي.
الجيبات والآليات الإسرائيلية تسرح وتمرح في أحياء رام الله بما في ذلك في الحي الدبلوماسي، وأحياناً تصل إلى دوار المنارة وسط رام الله، بدون أن تجد من يردعها أو يعترضها، فما معنى وجود سلطة وشرطة وأجهزة أمنية، إن لم تكن كل هذه المسميات من أجل حماية المواطن من بطش ظالم ومخالف لكل المواثيق؟
أهل الضفة ومن أهل غزة، تتاح لهم الفرصة ويسعفهم الحظ في الوصول إلى الضفة، يشكون أمر الشكوى من الفلتان والفوضى الأمنية، التي تعجز عن ضبطها أجهزة أمنية تفتح عيونها على المواطن بدون أن تكون قادرة على تأمين حياته. ثمة حالة فشل شاملة كاملة، تجتاح السياسة والاقتصاد والأمن والمجتمع، وتحتاج إلى معالجات مختلفة عن السياقات الجارية التي تلخصها أغنية أخذت تتردد في كل أنحاء الوطن فيسخر منها البعض ويتغنّى بها البعض الآخر. الأغنية تدعو إلى زراعة الليمون والزيتون والتفاح وإلى ثورة سلمية بلا سلاح. أراني أتفق مع من يطالب بثورة أو مقاومة شعبية سلمية في هذه الظروف، ولكنني أرفض أن يتحول موضوع عدم استخدام السلاح في فترات أخرى إلى ثقافة شعبية.
لقد أكدت أحداث السنين الماضية أن مشروع المقاومة المسلحة لم ينجح في تحقيق إنجازات، لكن ذلك، لا يصب، أيضاً، في مصلحة خيار المفاوضات والحل السلمي، الذي انتهى إلى فشل ذريع.
قبل ست سنوات أي في عام 2009، وكان ذلك بعد أقل من عام على فوز الرئيس باراك اوباما في الانتخابات الرئاسية الأميركية، أعلن الدكتور سلام فياض، رئيس الحكومة آنذاك، أنه يحتاج إلى سنتين لاستكمال مقومات ومؤسسات الدولة. الإعلان تضمن إنشاء مطار، وسكة قطار، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، لكن السنين مرت بدون أن يتحقق أي شيء من ذلك. من الواضح أن إعلان فياض، وهو رئيس حكومة الرئيس محمود عباس، كان يستند إلى مراهنة وربما بعض الهمسات الواعدة من قبل الإدارة الأميركية، وبرأينا فإن ذلك كان خطأً استراتيجياً واضحا، لأنه تجاهل واقع الحال الفلسطيني، وتجاهل، أيضاً، السياسة الإسرائيلية، وأهدافها.
في التقييم الإستراتيجي لا يمكن الاعتماد على أية إدارة أميركية، تضع كل إمكانياتها في تصرف ما يعتبره الكثيرون، من أن إسرائيل هي الولاية الثالثة والخمسين في الولايات المتحدة.
بعد عام واحد من إعلان الدكتور فياض بدأت أحداث ما يسمى بالربيع العربي في تونس، لتتضح معالم مرحلة كارثية من عمر الأمة العربية، حيث نجح التحالف الأميركي الإسرائيلي في إخضاعها لمخططات تقسيمية وتدميرية تحت عناوين الفوضى الخلاّقة، والشرق الأوسط الجديد.
كانت القضية الفلسطينية، وأهلها ضحايا هذه المخططات، فلقد جعلت الولايات المتحدة، داعش، عنوان الاهتمام والأهمية على حساب القضية الفلسطينية.
لم يحصل ما وعد به الدكتور سلام فياض، فقد أقفلت إسرائيل طريق المفاوضات والسلام، وأمعنت في مصادرة الحقوق بدءاً بملف عودة اللاجئين، إلى ملف القدس والمسجد الأقصى، إلى ملف مصادرة المزيد من الأراضي عبر الاستيطان، إلى إفقاد السلطة القدرة على ممارسة مسؤولياتها، ما دعا الرئيس أبو مازن لأن يشكو واقع الحال علناً وفي أكثر من مناسبة.
نعلم أن الخيارات صعبة، وكل خيار، يستحق ثمناً باهظاً، فالاستمرار بالخيار القائم، خيار المفاوضات صعب، ومكلف بدليل ما يجري من فوضى سياسية وأمنية واقتصادية، خصوصاً وأن الولايات المتحدة رفعت يدها عن الملف، فيما يتردد الأوروبيون.
خيار المقاومة بمعناها العسكري، أيضاً، خيار مكلف جداً، وغير مضمون النجاح في ردع المخططات الإسرائيلية، لكن المشكلة الأساسية ليست في موضوع الخيار الذي ينبغي على الفلسطينيين اعتماده بما يضمن أقل التكاليف، وأفضل الإنجازات.
المشكلة الرئيسية هي أن الفلسطينيين لا يستطيعون الجلوس على طاولة واحدة للحوار من أجل إنهاء الانقسام، والاتفاق على خيارات وطنية وهو أمر سهل، لو قدر لهم أن يجتمعوا.
كان من الأولى إذن، أن يبدأ الرئيس مرحلة التحريك السياسي بعقد جلسة للمرجعية القيادية لمنظمة التحرير التي تضم الجميع، ذلك أن تجديد الشرعيات يحتاج إلى واحد من أمرين: فإما أن تجرى انتخابات عامة وإما أن يجري تجديد الشرعيات من خلال توافق وطني. وفي غياب هذا وذاك من الخيارات، فإننا نمعن في جلد الذات، وفي تدمير الإمكانيات الذاتية بما يسهل على إسرائيل تنفيذ مخططاتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف يتوقف الانهيار كيف يتوقف الانهيار



GMT 07:46 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:34 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:20 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:14 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 07:07 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 07:04 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday